البعد المادي المعيار الوحيد المحدد للعلاقة

الكاتب والناشر يبحثان عن تكامل في ظلّ علاقة جدلية لا تنتهي

سوق اهراس: العيفة سمير

إن الحديث عن العلاقة بين الكاتب والناشر أو المبدع، هو الحديث عن تلك العلاقة الضرورية بين طرفين طالما كانا متناقضين في الأهداف ومتفقين في الغايات، وعلى الرغم، مما ينتابها من تواصل وتقارب تارة، وقطيعة تارة اخرى نتيجة إختلاف الرؤية بالنسبة للطرفين وإستناد كل طرف الى ما يدعم موقفه.
تعود مسألة الطبع والنشر حسب رأي مجموعة من الباحثين بجامعة محمد الشريف مساعدية بسوق أهراس إلى سياقات تاريخية بعيدة ترتبط بتفرد غوتمبرغ بالمطبعة بعد أن حصل حقوقها من فرد لم تكن له المادة الكافية للمضي بمشروعه قدما، ثم اتضحت علاقة المؤلف والمبدع بالناشر أكثر فأكثر مع نهايات القرن الثامن عشر وما نقله أولئك المبدعون من صعاب تتعلق بمسار الطبع الشاق.
يقول احد الأساتذة المتدخلين إن موضوعا كهذا لا يناقش من طرف واحد لذا أرى أنه من الضروري فسح المجال للآخر (الناشر) وحتى إلى هيئات اخرى ذات الصلة بهذا الموضوع الحساس، فالكاتب يتطلع إلى نشر عمله والذي يعتبره حلما وهاجسا، آن تجسيده عبر مرحلة ضرورية وحاسمة وهي النشر مع تطلعه إلى عامل المقروئية، فضلا عما سيدره عليه من فوائد يسخرها لمشروع مستقبلي آخر . كما أن الناشر ينطلق من مسلمات النشر التي باتت مهيمنة في واقعنا، بل أن من لجنة القراءة وهذا بحسب الإجراء المنتهج مرورا بآليات الاتفاق ما بين الطرفين وصولا إلى العقد وما يترتب عليه من التزامات معنوية ومادية. ومن الإشكالات البارزة أثناء عملية النشر هي طريقة التفاوض والتي لا تخرج عموما، عن مبدأين أولهما تكاليف المطبوع ومن يتحملها وثانيهما عملية التوزيع ومن يقوم بها، وهي إشكالية كبرى يتحكم كل طرف إلى الوضع والظرف نتيجة الكلفة المرتفعة التي يتحجّج الناشر بمسبباتها في الوقت الذي يجد الكاتب نفسه في حرج من أمره أمام الوضع المادي الذي يعيشه فيسعى إلى الأخذ من المخرج الذي يضمن له النشر، وإن كان في حقيقته مخرجا ظرفيا، إذا ما نظرنا إلى التخصص وآفاق ترويجه وهي عقبة أخرى تضاف إلى متاعب الكاتب.
والملاحظ إن البعد التجاري أصبح مهيمنا على واقع الكتاب والنشر بصفة عامة تلبية لفئة معينة تتمثل في طلاب المدارس والثانويات وهي بمثابة الربح المضمون، وأمام هذا الوضع والواقع الصعب الذي يجده الباحث وعلى وجه الخصوص والأستاذ الجامعي يلجأ مكرها إلى دور نشر عربية ويعلم مسبقا ضياع حقوقه والتي لا تغادر دوما عبارة الطبعة الأولى لتعرض في معارض دولية وبأسعار عالية. وعلى الرغم من الإلتفاتة الجادة في مسألة النشر في الجزائر وما نشر من مؤلفات في المحافل الثقافية مثل تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، تبقى مسألة النشر عالقة تنتظر مراجعة دقيقة للضوابط التي تحدد علاقة المؤلف بالناشر، فضلا عن تكلفة الورق التي غالبا ما يتحجّج بها الناشر.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024