تكريمات بالجملة طبعت السهرة الختامية للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، التي حضرها كل من وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، ووزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي.. ولعل أبرز من تم تكريمه، ليلة أول أمس السبت، هو الجمهور العريض الذي غصّ به مسرح محيي الدين بشطارزي، إلى درجة دفعت المنظمين إلى تخصيص مقاعد وشاشات عرض في بهو كل طابق من المسرح إرضاءً لمن لم يحظ بمكان داخل القاعة، وهو دليل آخر على شغف الجزائري بالموسيقى العالمية.
ولنبدأ من نهاية الحفل، حينما كرّم الوزيران ميهوبي وولد علي كلا من السوبرانو أمال إبراهيم جلول، المايسترو أمين قويدر، ثم عددا من أساتذة الموسيقى مثل وبادي رشيد، وسعيد جعاط اعمر، إلى جانب مجموعة من موسيقيي الأوركسترا الوطنية السيمفونية. من جهتها ارتأت الأوركسترا السيمفونية للإذاعة الوطنية الأوكرانية تكريم مدير الأوركسترا الجزائرية عبد القادر بوعزارة، وهو اعتراف من خارج الحدود بمجهودات الرجل في خدمة الموسيقى.
تعدّدت الوجوه والمتعة واحدة
تميز الحفل بحضور قياسي فاق كل التوقعات، تراوح بين أسماء ووجوه معروفة أمثال المخرج أحمد راشدي، والدكتور محيي الدين عميمور، وموسيقيين ومكوّنين، وعائلات وفضوليين جاؤوا لاكتشاف هذه الموسيقى التي تنقّل من أجلها المئات.
كانت بداية البرنامج الفني لحفل الاختتام مع السوبرانو الجزائرية أمال ابراهيم جلول، التي أدّت افتتاحية “Noces de Figaro” لموزارت، وآخر من “دون جيوفاني” لموزارت كذلك، ودائما مع هذا الموسيقار نقلتنا أمال في مقطع آخر من “فيغارو”، ثم مقطع آخر من “رينالدو” للموسيقار هندل، ثم مقطعا من “كاودريليا روستيكانا” لماسكانيي، ثم آخر لبوتشيني، فمقطعا من “روميو وجولييت” للموسيقار غونو باللغة الفرنسية. وكانت من بين المقاطع التي صفق لها الجمهور طويلا أغنية “آمدياز” لإيدير، والتي عمل على توزيعها الموسيقي اسماعيل بن حوحو.
وفي الشطر الثاني من السهرة، كان دور عازف الفيولنسيل (التشيللو) المنفرد آرام تاتاليان، ليقدم كونسيرتو فيولنسيل رقم 1 من تأليف سان سانس، أبدع الموسيقي الأرميني في أدائه، وهو ما ضمن له وابل التصفيق وصادق الإعجاب من جمهور المسرح الوطني.
من فيردي وتشايكوفسكي إلى “قراصنة الكاريبي”
لتأتي الفترة الثالثة من السهرة مفاجئة للجميع، إذ حمل البرنامج الابتدائي مقطع “المسيرة الكبيرة” من أوبرا عايدة للموسيقار فيردي، ثم الفالز الشهير من “كسارة البندق” لتشايكوفسكي، فـ«مشية العبيد” لذات المؤلف الروسي. ولكن الأوركسترا متعدد الجنسيات أمتع الحضور بمقطع من موسيقى فيلم “قراصنة الكاريبي” الشهير، للمؤلف الألماني كلاوس بادلت، وعنوانها “لعنة اللؤلؤة السوداء”، وكان العديد من الأوركسرات الشهيرة قد قدمت هذا العمل الموسيقي المتميز، مثل أوركسترا راديو وتلفزيون صربيا، وأوركسترا أوكلاند السيمفونية، قبل أن ينقلنا زملاء المايسترو أمين قويدر في “رحلة” شملت مجموعة من أشهر الأغاني الجزائرية من مختلف الطبوع الموسيقية، مثل “يا الرايح” لدحمان الحراشي، “اشظح آ الطاوس” لآيت منقلات، غوماري من التراث الصحراوي، و«يا الزينة” لفرقة راينا راي، ليكون الختام مسكا جزائريا خالصا.