نشط محافظ المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، عبد القادر بوعزارة، ندوة صحفية أمس الثلاثاء بمقر المعهد الوطني العالي للموسيقى بالعاصمة، تطرق فيه إلى الطبعة السابعة من المهرجان الذي سيحتضن مسرح محي الدين بشطارزي فعالياته من الـ12 إلى 19 سبتمبر الجاري. وكان رفقة بوعزارة كل من محافظ عاصمة الثقافة العربية سامي بن شيخ، وحافظ مقني قائد الأوركسترا الوطنية التونسية ضيف شرف المهرجان، والمايسترو أمين قويدر.
وقال بوعزارة إن 19 دولة أكدت مشاركة ممثليها، إضافة إلى الجزائر، وهي حسب برنامج المشاركة: إسبانيا، جنوب أفريقيا، روسيا، إيطاليا، بلجيكا، فرنسا، المكسيك، أوكرانيا، مصر، بولونيا، سوريا، الصين، النمسا، السويد، التشيك، اليابان، المغرب، إضافة إلى ضيف الشرف وهي تونس، مع تسجيل المشاركة الأولى لهولندا.
كما سيتخلل المهرجان تكريمات لموسيقيين جزائريين “قدموا حياتهم للموسيقى والوطن”، يقول بوعزارة، الذي أكد على حضور الجانب التكويني من خلال استضافة مختلف المعاهد الجهوية.
من جهته تحدث سامي بن شيخ، محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، عن 6 عروض ستنتقل إلى مدينة الجسور المعلقة، يوما بعد حفلها بالجزائر العاصمة، ويتعلق الأمر بعروض كل من روسيا، مصر، المكسيك، سوريا، الصين، ثم حفل الاختتام الذي تنشطه الأوركسترا الوطنية. واعتبر عبد القادر بوعزارة بأن هذه المبادرة تهدف إلى بناء “جسر افتراضي بين الجزائر وقسنطينة”.
وتحدث أمين قويدر عن ثلاثي أوبرالي تينور عربي (من تونس والمغرب ومصر)، كما برر خيارات الأوركسترا الوطنية الموسيقية “الصعبة” برفع المستوى والتأكيد على التمكن التقني لعازفي الجوق، فيما أشار قائد الجوق التونسي، حافظ مقني، عن تحضير مقطوعات جزائرية خصيصا لعرضها في المهرجان، خاصة وأن بلاده ضيف شرف هذه الطبعة السابعة.
وأجاب بوعزارة عن سؤال “الشعب” بخصوص ميزانية المهرجان، خاصة في ظل الخارطة الجديدة للمهرجانات الثقافية وسياسة “ترشيد النفقات” التي شدد عليها وزير الثقافة ميهوبي حينما حلّ ضيفا على منتدى “الشعب” الأسبوع الماضي. قال بوعزارة إن ميزانية المهرجان بلغت هذه السنة 50 مليون دج، بزيادة 10 ملايين دج مقارنة بالسنة الماضية. كما أكد على أن مهرجانا من هذا الحجم يتطلب إمكانيات أكثر، ولكن بالنظر إلى الوضع العام فلا يمكن طلب أكثر ممّا هو موجود.
أما عن انشغالنا المتعلق بنشر الموسيقى الكلاسيكية في الجزائر العميقة، والتنسيق مع الجمعيات الثقافية على شاكلة ما تقوم به جمعيات الموسيقى الأندلسية من تكوين، تحدث عبد القادر بوعزارة عن الجولات التي قامت بها الأوركسترا السيمفونية الوطنية في مختلف ربوع الوطن، “لقد صلنا وجلنا في هذه البلاد، وزرنا لغاية الآن 46 ولاية، وأدعو الجميع من هذا المنبر لحضور الحفل المرتقب في الـ31 أكتوبر بجانت بولاية إليزي، لتكون الولاية الـ47 التي نزورها”، يقول بوعزارة، مضيفا بأن الشعار الذي ترفعه الأوركسترا الوطنية هو “العلم والمعرفة”، فأعضاؤها هم أكاديميون يعملون باحترافية في خدمة الثقافة.
أما المايسترو أمين قويدر، فأكد لـ«الشعب” بأنه لا مجال للمقارنة بين الموسيقى الكلاسيكية والأندلسية، مضيفا بأن الأوركسترا السيمفونية الوطنية حققت قفزة نوعية في نشاطها ومستواها، والأرقام خير دليل على ذلك. كما تحدث عن التكوين المستمر، والذي يتجلى في إشراك طلبة من المعهد الوطني العالي للموسيقى في الأوركسترا على سبيل التكوين، ليكتسبوا خبرة أكبر ويحتكوا مع العازفين المحترفين. وكشف أمين قويدر بأنه بصدد تكوين قادة جوق جدداً، كدليل على استمرارية التكوين.