كوكتيل من الأغاني في ألبومي الجديد الذي نزل للسّوق بداية من سبتمبر
عبّر الفنان كمال القالمي في تصريح لـ “الشعب”، عن ارتباطه القوي بكل ما يتعلق بالتراث والغناء الشعبي، مبرزا ارتياحه في مشاركته بمختلف التظاهرات الثقافية التي أقيمت صيف 2015 بداية من مهرجان الموسيقى الحالية بقالمة، حيث أمتع الجمهور بأجمل أغانيه التي يردّدها الكبير والصغير. وقال الفنان أن مشاركته في التظاهرات التي أقيمت بعدة مناطق من التراب الوطني منها سوق أهراس، القالة، قسنطينة، تيمقاد وجميلة سمحت له بتعريف جمهوره بأغانيه الجديدة بالخصوص. كل التفاصيل في هذا اللقاء الذي أجرته معه “الشعب” بقالمة.
جال المطرب كمال القالمي في حديث معنا بمختلف التظاهرات التي أعطت انتعاشا لموسم الاصطياف، وكشفت صورة الجزائر المشرقة التي تعيش احلى الأيام في جو هادئ ومستقر.
وأشاد كمال في تقييمه للمشهد الثقافي / الفني بالجمهور الذي وصفه بالذواق، يتجاوب مع مختلف أغانيه وبمختلف الطبوع.
وأشار الفنان إلى ان الجمهور مهتم بالفن التراثي الأصيل وعشقه لكل ما يردده من كلمات تنبع من الواقع، ويظهر ذلك حسبه من خلال ما يجري بالمدرجات التي تلتهب خلال أدائه باقة متنوعة من الأنغام الجزائرية المتميزة أين يستمتع عشاق الأغنية الشعبية الشاوية برقصات وتصفيق في جو عائلي ومحترم.
وأضاف المطرب أنّ نجاح مشاركته بالمهرجانات المقامة عبر مختلف مناطق الوطن يستشف من الحضور الكبير للعائلات،وتفاعل الجميع معه بحماس خلال تأديته لأغنية “اركب وأرواح” “طالعة تشكي للباي”، “لسود مقروني”، “ليام كيف الريح في البريمة”.
وقال أيضا: “جلّ حفلاتي نالت نجاحا كبيرا، فإن لم أجد هذا التفاعل والحب من طرف الجمهور ما كنت لأستمر في إحياء السهرات عبر التراب الوطني طيلة الفترة الصيفية في كل من تيقاد وجميلة وقالمة وغيرها من الولايات، حيث كانت في المستوى، وهذا ما جعلني أحب ولا أمتنع أن يتقرب وأتقرب من الجمهور، ويحتك بي بالمسرح ليعبروا عن حبّهم ويلتقطوا صورا عن قرب”.
16 أغنية في ألبومي الجديد
وعن جديده وما أطلقه بصيف 2015، أوضح الفنان لـ “الشعب”، بأنّ ألبومه يتضمن عدة أغاني مستوحاة من التراث والواقع الجزائري ويحمل اسم “اسمعوا يا أولاد اليوم بعتوا دينكم بالتقدم راهو جايكم يوم وترجع بلادكم نقية”، ومغزاها ومفهومها حسبه موجه للجزائري والجزائرية في نصيحة للابتعاد عن التقليد الأعمى للأجنبي والأجنبيات، حيث ضم الألبوم الجديد الذي تم إطلاقه بداية سبتمبر مجموعة من الأغاني منها 16 أغنية متنوعة “تحيا السمرا”، “كي سموه “، “راني جاي من الغربة”، “حوست البلدان وطابو رجلي”، “يا البر اجري على حقك”، “يا مسرارة”، “البحري والشيلي كي يتقابله علي”، “يا البر اشكي على حقك راه تغبر”، “عيشي وتمتعي مادام عيني حية”، “ما ننساك وما ننساش لعبك وبهاك يرحم الأب اللي رباك” و«أنتي طفيلة قالمية” ،«آه يا لالة آه لالة” ،«واش بيه قال وبطل” وغيرها.
ونوّه المطرب كمال بمشاركته في مهرجان تيمقاد رفقة مجموعة من الفنانين العرب على الركح، واعتبرها شيئا ايجابيا حيث احتك خلالها الفنان الجزائري مع غيره من الفنانين، لكن تأسف للوضع العام الذي يشهده الفن الجزائري وما يعانيه الفنان في الجزائر كون هناك تفرقة واضحة بين الفنان الذي يتم استدعاؤه من خارج التراب الوطني وبين الفنان الجزائري وتساءل لماذا؟ وأبقى السؤال مطروحا ليجيب عنه غيره؟
وقال بأن الفنان العربي وجد قيمته ببلده وارتقى بفنه من خلال الدعم والتشجيع حتى يطرح ألبوماته، لذلك وجد قيمته في مختلف دول العالم، في حين الفنان الجزائري ما زال يعاني في بلاده من الحقرة ولم تنل الاعتبار المستحق.
وطرح إشكالية لم لا يكون هناك مشاركة فنانين جزائريين بالدول العربية؟ “لأن الفنان قبل ما ينال قيمته بالدول الأخرى يجدها ببلده أولا”.
أشاد الفنان بمجهودات الصحافة وخاصة جريدة “الشعب” لاهتمامها بكل ما هو ثقافي، وتواصلها مع المثقفين والفنانين، ودعا للاستمرارية بتناول المواضيع بكل موضوعية بطرح مشاكل الفن والثقافة بصفة عامة ولتنوير الرأي العام وتكون في المستوى والطريق الصحيح.
كما تحدّث الفنان عن واقع الفن اليوم والموسيقى الحالية،
وتأسّف لما وصل اليه “الفن الجديد” الذي لا يفرح على حد تعبيره وأخذ الشباب إلى الهاوية، حيث أصبح أصحاب 4 و5 سنوات يرددون أغاني لا معنى لها.
واعتبر تلقين هذا النوع الخطير على الأطفال لما يحمله من معاني ومصطلحات غير راقية من “الزطلة” و«المخدرات”، قائلا بأن الفن الدخيل على الأصيل لا يدوم وسيزول مع مرور الزمن لأنه يبقى كعنصر ترفيه، لكن الفن الأصيل يبقى على مدى الدهر، واعتبر الفن الدخيل “مياعة وخلاعة”.