حولتها إلى مقرات إدارية

المجالس المنتخبة ترفض قرار ضمها إلى قطاع الثقافة بغليزان

غليزان: ع. عبد الرحيم

ترفض المجالس البلدية المنتخبة في  ولاية غليزان التجاوب مع القرار الذي أصدرته مديرية الثقافة مؤخرا، والقاضي بضمّ المكتبات البلدية إلى قطاع الثقافة، وسحب تسيير هذه الفضاءات من الجماعات المحلية.
وتفيد المعطيات التي تحصلت عليها “الشعب” بأنّ 11 بلدية فقط من أصل 38 بلدية المشكلة لإقليم الولاية تجاوبت مع قرار مديرية الثقافة، الأمر الذي يفتح التساؤل بشأن مستقبل هذه المكتبات التي أنجزت في سياق قرار رئيس الجمهورية، القاضي بإنشاء مكتبة في كل بلدية من بلديات الوطن، خصوصا وأنّ هذه المكتبات تعيش حالة من الركود وتغييرا من مهمة صناعة المقروئية إلى استغلال آخر.

أكد مدير الثقافة، حاج مسحوب في تصريح لـ«الشعب” بأنّ مصالحه أبلغت جميع رؤساء البلديات بهذا القرار، الذي يهدف ـ حسبه ـ إلى تنشيط هذا الفضاء، وتنويره من خلال استفادته من البرنامج السنوي للمديرية، سواء من حيث التظاهرات العلمية أو الفنية.
وندّد مدير الثقافة بالتعاكس الحاصل في التجاوب مع مطلب المديرية من أجل الاهتمام أكثر بهذه المكتبات، حيث كشف المتحدث بأنّ 11 بلدية فقط تجاوبت مع  هذا القرار. وهي البلديات التي تنتظر تدخل المديرية لتحقيق التغيير في نشاطها، والاستفادة من البرنامج السنوي الذي تسطره المديرية الوصية.
وتكشف المعطيات بأنّ السبب الذي دعا أعضاء المجالس البلدية المنتخبة في عدم التنازل عن المكتبات البلدية يعود إلى تفضيلهم التسيير المحلي لها، من أجل خلق فرصة لتوظيف أبناء المنطقة، وهو الشرط الذي كان مدير القطاع سبّاقا إلى التعهد به مثلما صرّح لنا.
وأضاف مدير الثقافة بالولاية، حاج مسحوب بأنّ هناك عدة مشاريع جديدة تعمل على رد الاعتبار أكثر لقطاع الثقافة، وتشجيع القراءة في الوسط الريفي، من خلال إنشاء ثلاث مكتبات جديدة وفق مقاييس عالمية في كل من بلديات سيدي خطاب، وحد الشكالة والحاسي.
 يأتي ذلك، رغم الاستنكار الذي تحمله الفئة المثقفة لواقع المكتبات البلدية في الولاية، التي حولت إلى مجرد هياكل دون روح فيها، خصوصا وأنّها لا تستفيد من ميزانية البلدية سواء من حيث التجهيز أو تدعيم مكتبتها بالكتب.
وكشف موظفون في المكتبة البلدية ببلدية حمري بأنّ مصالح هذه الأخيرة لم تبادر في خلق الحيوية التي تفتقد إليها هذه المكتبة، حيث ومنذ تدشينها سنة 2006 إلا أنّه وبعد مرور ثمان سنوات لم تستفد من أي برنامج تنموي يهدف إلى تحريك المشهد الثقافي بها، وحالة هذه المكتبة هي نسخة لما تعيشه المكتبات البلدية في هذه الولاية.
ويتطلع الشباب المثقف بهذه الولاية إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية من أجل إلزام المجالس المنتخبة على الاهتمام بالواقع الثقافي بها، وتخصيص ميزانية خاصة لتوفير الكتاب وخلق فضاء الانترنيت بها،  ومساعدتها في تكريس المقروئية بها.
وتوصلت “الشعب” أثناء الزيارات الميدانية التي قادتها إلى بعض البلديات أن بعض المكتبات البلدية غيرت من وجهتها، فأصبحت مثلا مكتبة البلدية بـ«جديوية” مكتبا فرعيا لمديرية التجارة، وأضحت نظيرتها في بلدية وادي ارهيو مصلحة للحالة المدينة، حيث طالب سكان البلديتين على وجه الخصوص تعيين لجنة خاصة لمراقبة وكشف واقع المكتبات البلدية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024