تتميز مدينة مستغانم في شهر رمضان المبارك بنكهة مختلفة، بحيث تستعد مختلف الهياكل الثقافية المتواجدة عبر إقليم الولاية لاحتضان عديد السهرات الفنية والثقافية المتنوعة، يحييها عدد من الفنانين والمطربين المحليين، إضافة إلى تنظيم عروض مسرحية وأفلام سينمائية وسهرات أدبية وشعرية بمشاركة الفاعلين في الحقل الثقافي والفني.
كشف مدير الثقافة والفنون لولاية مستغانم الدكتور محمد مرواني عن أهم فعاليات وأنشطة القطاع خلال شهر رمضان الفضيل، والتي أضحت تقليدا هاما تعكف عليه مصالحه، بالتنسيق مع مختلف الفاعلين في الحقل الثقافي والفني وإعطائه صبغة خاصة وروح متجددة لإمتاع الجمهور المستغانمي الذواق للفن.
وفي هذا الصدد، ستبرمج دار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي مع الأسبوع الأول للشهر الفضيل تظاهرة ليالي الطرب الشعبي التي ستعرف تنظيم سهرات في الطرب الشعبي بقاعة المرحوم مصطفى عبد الرحمن، كما سيعرف الأسبوع الثاني من شهر رمضان تنظيم تظاهرة ليالي الطرب الأندلسي التي ستنشطها كل من جمعية ابن باجة وجمعية الفن والنشاط.
وسيشهد هذا الصرح الثقافي، يضيف محدثنا أنشطة ثقافية وفنية للمسرح الفكاهي وسهرات في الفن الشعبي، بملحقة دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي وأنشطة فنية جوارية بالمؤسسات العقابية خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان.
وبخصوص التظاهرات الثقافية بالبلديات، أشار مدير القطاع إلى برمجة سهرات فنية بدوائر مستغانم العشرة، إضافة إلى تنظيم نشاطات أخرى بالإقامات الجامعية عبر سهرتين بإقامتين للذكور والبنات، إلى جانب برمجة “ليالي الفيلم القصير” بقاعة سينما محمد حبيب حشلاف بالتعاون مع النادي الثقافي لطلبة جامعة مستغانم، كما ستشهد قاعة سينما الشيخ حمادة عرض أفلام سينمائية كل جمعة وسبت.
وكشف محمد مرواني عن برمجة طبعة جديدة للمهرجان الثقافي للإنشاد الديني، خلال الأسبوع الثاني من شهر رمضان بالمسرح الجهوي الجيلالي عبد الحليم، الذي يبرمج هو الآخر سهرات وعروض مسرحية كل أسبوع، في حين ستجوب المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية الفضاءات الترفيهية والحدائق العمومية عبر نشاط المكتبة المتنقلة.
ولإبراز الموروث الثقافي المحلي، سيتم تنظيم “قعدات تراثية نسوية”، تتيح للنساء تبادل التجارب والتقاليد المرتبطة بشهر رمضان، مع التركيز على الحرف التقليدية والمأكولات الشعبية. وستشهد مختلف بلديات الولاية أيضًا تنظيم قوافل ثقافية متنقلة، تضم عروضًا فنية وأنشطة ترفيهية موجهة للأطفال، خاصة خلال العطلة الربيعية، لضمان استفادتهم من أنشطة تثقيفية ترفيهية تعزز من وعيهم الثقافي.
وفي بادرة تحمل بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا، خصصت مديرية الثقافة والفنون برنامجًا خاصًا لنزلاء المؤسسات العقابية، يشمل أنشطة ثقافية وفنية تهدف إلى دمجهم في المشهد الثقافي، وإتاحة الفرصة لهم للتفاعل مع مختلف الأشكال الإبداعية، بما يسهم في إعادة تأهيلهم وتعزيز قدراتهم الفكرية.
إن هذا البرنامج الثقافي والفني الرمضاني يعكس مدى اهتمام السلطات المحلية بالحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز قيم الانتماء والتواصل الاجتماعي. كما أنه يشكل فرصة حقيقية لسكان الولاية للاستمتاع بأجواء رمضانية مميزة، تجمع بين الروحانية والثقافة والفن، ما يجعل من هذا الشهر الكريم موعدًا سنويًا تتجدد فيه اللقاءات الثقافية والفنية التي تساهم في إثراء الحياة المجتمعية وتعزيز الإبداع.