د. عبد المجيد قدي أستاذ العلوم الاقتصادية:

الرهان الحقيقي تخفيض إنتاج المحروقات وليس تجميده

فضيلة بودريش

يشكّل اللقاء غير الرسمي الذي يجمع الدول المنتجة للنفط داخل وخارج «أوبيك» بالجزائر منعرجا حاسما من شأنه أن يؤثر على معالم سوق المحروقات، في ظلّ ترقب كبير لما سيتمخض عنه المجتمعون، ويطرح الدكتور عبد المجيد قدي أستاذ العلوم الاقتصادية العديد من الاحتمالات بشأن ما سيسفر عنه لقاء البلدان المشاركة والخيار المتاح والأقرب إلى التجسيد. ويتوقع أن سقف سعر النفط لن يتجاوز حدود الـ 70 دولارا للبرميل.
قال الدكتور عبد المجيد قدي أستاذ العلوم الاقتصادية أنه يصعب التوقّع بالنتائج التي سوف يفضي إليها لقاء دول «أوبك» وخارج هذه المنظمة في اللقاء غير الرسمي الذي يعقد بالجزائر، لعدة اعتبارات، يتصدرها حجم الاضطرابات الذي تشهده السوق النفطية منذ نحو ثلاث سنوات كاملة، مما أسفر عن وجود اختلالات في سوق النفط بسبب تخمة العرض الكبيرة التي أغرقت الأسواق.
 ويعتقد الدكتور  في سياق متصل أنه لا يمكن تصور تصحيحها في مدة قصيرة أو في لقاء واحد، كونها دامت مدة لا يستهان بها، يضاف إلى كل ذلك أن هذا اللقاء غير رسمي وينظم على هامش المنتدى الدولي للطاقة. وبالموازاة مع ذلك يصبّ طرح الدكتور قدي حول ضرورة الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات الوضع الحالي، بما فيه وجود دول فاعلة في السوق النفطية لكن مصالحها مختلفة وإستراتجيتها متباعدة على الصعيد الجيو سياسي.
وذكر د. قدي أنه اليوم كل ما يثار إعلاميا ويطرح حول هذا الاجتماع أن الهدف الجوهري منه، تجميد حصص الإنتاج النفطية إلى مستويات معينة أو على الأقل في وضعها الحالي، وإذا تعلّق الأمر بالتجميد فإنه على أغلب الظن لن يؤثر على واقع سوق المحروقات، فهناك بعض الدول ذات القدرات الإنتاجية الكبيرة داخل «أوبك» استهلاكها الداخلي للنفط سوف يتراجع بانتهاء فصل الصيف، ودون شك الفائض في الاستهلاك المحلي سيوجه نحو التصدير رغم أن الإنتاج يبقى نفسه.
 وأكد الخبير الاقتصادي قدي في إطار ما يطلق عليه بالإستراتجية التي يطبقها مستهلكو السوق النفطية، أن مصير سوق المحروقات لا تتوقف على قرارات الدول المنتجة، وإنما يرتبط بتوقعات الدول الصناعية الكبرى على اعتبار أن السعر لا يتحدّد بالعرض، وإنما بالعرض والطلب، في ظلّ وجود متغيرات جوهرية وأساسية، تتمثل في احتمال عودة النفط الليبي والنيجيري إلى السوق. والرهان الحقيقي يكمن في مدى استعداد الدول للتنازل عن جزء من حصتها، كون العديد من الدول تتطلع للتخفيض وليس التجميد ويعد هذا الرهان الكبير.. وهنا فقط يمكن التساؤل هل الدول الأكثر إنتاجا، لديها استعداد للتخلي عن جزء من حصتها في السوق؟
وعاد أستاذ العلوم الاقتصادية ليحلل تحديات السوق النفطية، حيث اعتبر أن المشكل أن سوق النفط حساسة بفعل عدة عوامل اقتصادية وسياسية، مثلما سجّل عندما وقع كل من العربية السعودية وروسيا على اتفاق لتجميد إنتاج السوق النفطية، فأسفر هذا الاتفاق عن انتعاش محسوس في الأسعار، لكن بعد مدة عادت الأسعار إلى التذبذب، وتلخصت قناعته في أن سوق المحروقات معقدة في ظلّ وجود ضخ كبير من الغاز والنفط الصخري الأمريكي.  
وحول مؤشرات الأسعار، يتوقع الأستاذ قدي أن سقفها لن يتجاوز حدود الـ70 دولار للبرميل، أما انتعاشها مرتبط بشكل وثيق بالنمو الاقتصادي، وارتفاع استهلاك الطاقة مرتبط بدوره بالاقتصاد العالمي، الذي يعاني الركود في الظرف الحالي، كون الصين لم تتمكن من المحافظة على معدلات النمو المرتفعة المسجلة في السابق.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024