في حديث مع صلجة شعبان، رئيس جمعية حماية والدفاع عن المستهلك، يؤكد على أن المواطن يثقل إنفاقه خلال شهر رمضان ويكلف نفسه كثيرا، حيث يصل الإنفاق خلال هذا الشهر الى ثلاثة أضعاف عما ينفقه في باقي الأشهر، لاسيما مع الارتفاع الفاحش للأسعار، خصوصا في النصف الاول من الشهر»، ويرى الكثير من المواطنين ان تكلفة رمضان مبالغ فيها، والكثير من المشتريات يؤول مصيره القمامة، لان اللهفة هي التي تتحكم في التسوق في كثير من الاحيان، ناهيك عن المبالغة في الأسعار، لاسيما فيما يخص المشتريات الأساسية الضرورية لمختلف الأطباق.
تكلفة الشهر الكريم لا تقتصر على اقتناء مستلزمات المائدة الرمضانية، بل تشمل كذلك مصاريف اقتناء المواد التي تدخل في إعداد حلويات العيد، وكسوة الأطفال التي تجعل من هذه التكلفة ترتفع أكثر، ولا تجد العائلات من ذوي الدخل الضعيف نفسها أمام هاجس أسعار تؤثر على جيوبها بالموازاة مع جشع التجار في الربح السريع، ويكمن الفارق الوحيد هذا العام في إقبال العائلات على اقتناء ألبسة العيد لأبنائها قبل شهر رمضان لتفادي التهاب أسعارها مع نهاية هذا الشهر وكذا تفادي ضغط ميزانية المستلزمات سواء من الخضر والفواكه وكذا لوازم صناعة حلويات العيد، خاصة مع الارتفاع الفاحش للأسعار المسجل هذه السنة، وهو ما فرضه التجار على العائلات عبر عرض الألبسة الخاصة بأسابيع قبل الشهر الفضيل بأسعار غير منخفضة وهو ما لمسناه من الحركية التجارية النشطة بنحو شهر قبل حلول رمضان.
وتقسم التكاليف إلى ثلاث مراحل، الأولى هي استقبال رمضان وشراء المستلزمات لتعيش العائلة أجواء الشهر الكريم، فما أن يُعلن عن الشهر حتى تخرُج قائمة طويلة من المشتريات، المرحلة الثانية شراء مستلزمات حلويات العيد، او اقتنائها جاهزة، وأخيرا كسوة العيد للأطفال، فالعديد من العادات تُحَوِل شهر رمضان إلى الشهر الأكثر تكلفة، وبلغة الأرقام بالاعتماد على الأسعار المتداولة في الأسواق هذه السنة، تكلف كسوة العيد بالنسبة لطفل واحد متوسط العمر رب العائلة بين 7000 و11000 دج، لتستنزف نحو نصف الراتب الشهري لعائلة، راتبها الشهري في حدود 20 ألف دينار، فما بالك وضعية رب عائلة لطفلين أو أكثر من كل هذه الأسعار.