أوبك تتوقع انتعاش الطلب السنة الجارية
قفزت أسعار النفط إلى سقف 73.24 دولارا للبرميل، ويعد أعلى ارتفاع مسجل منذ نحو ثلاثة أشهر كاملة، متأثرة بالتقلبات الجيوسياسية التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط، وما يصاحبها من تخوف من تعطل الإمدادات بفعل حدة التوتر السائدة، متغلبة على ارتفاع المخزونات الأمريكية التي بلغت مستويات قياسية، في وقت مازالت فيه منظمة «أوبك» تترقب كل ما يطرأ من مستجدات متوقعة أن يرتفع الطلب على خامها خلال عام 2019، حيث من المقرر أن يعقد اليوم الأحد اجتماع اللجنة الوزارية لكبار منتجي النفط من أوبك وخارجها من بينهم السعودية وروسيا بهدف دراسة الأسواق، وهذا قبل أن يلتقي أعضاء المنظمة مجددا لتقييم السوق والنظر في إستراتجية التخفيض، نهاية شهر جوان الداخل.
تماسكت أسعار النفط بمنحى تصاعدي محسوس استقر فوق 73 دولارا للبرميل، حيث ارتفعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت بحوالي 38 سنتا أو ما يعادل 0.5 في المائة. علما أن الخام انتعش بحوالي 3.4 في المائة طيلة الأسبوع الماضي لم يحققها منذ ثلاثة أسابيع كاملة، ومن جهتها عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط ارتفعت بدورها بنحو46 سنتا أو ما يعادل 0.7 في المائة، ووصل سعرها إلى 63.32 دولار للبرميل. في وقت كانت الأسعار في السابق تتدعم بفعل جهود منظمة «أوبك» التي عكفت على تطبيق خطة خفض الإنتاج، ويضاف إلى ذلك الانخفاض في إنتاج فنزويلا وإيران بفعل العقوبات الأمريكية المفروضة بصرامة، لكن تصاعد التوتر الحاد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران مؤخرا، أثر بشكل مباشر في الأسعار وأنعش الطلب على الذهب الأسود، وباتت الأخطار الجيوسياسية تغذي تماسك الأسعار عبر الأسواق غير مستقرة. ولم يؤثر ارتفاع المخزونات الأمريكية في كبح المنحى التصاعدي للأسعار في وقت تتجه مخزونات النفط الخام الأمريكية لتحقيق أعلى مستوياتها منذ سنتين بنحو 5.4 مليون برميل، ومازال إنتاج النفط الصخري الأمريكي يعاني من عوائق لوجيستية توصف بالمكلفة.
في وقت يزداد الضغط على سوق النفط مما يرشح على رفع حدة المنافسة عبر الأسواق، وعلى سبيل المثال نجد الحكومة الأرجنتينية قد منحت 18 منطقة بحرية للبحث والتنقيب
عن موارد بترولية وغازية، علما أن هذه العملية تتطلب استثمارات تقدر بـ 724 مليون دولار. في وقت الجزائر مطالبة بتفعيل وتنويع استثماراتها النفطية، من خلال مضاعفة الحجم السنوي للاستكشافات وتعزيز هذا النشاط وبالتالي السير نحو مضاعفة حجم الاكتشافات السنوية التي تتوقف على فعالية التنقيب. والجدير بالإشارة، فإن الجزائر تلعب دورا جيواستراتجيا مؤثرا في منظمة «أوبك» وينظر إليها من طرف الشركاء بعين الثقة، ويمثل سعر 70 دولارا للبرميل السعر الأمثل للدول المنتجة التي كانت تطالب بسعر عادل ومقبول للمنتجين والمستهلكين على حد سواء، لكن أي مضاعفات من حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط أو أي تصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران من شأنه ان يلهب سعر النفط إلى أعلى مستوى يصعب التكهن به.
يذكر أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن يقفز متوسط الطلب العالمي على النفط لأول مرة إلى 100.4 مليون برميل يوميا في عام 2019. وبالموازاة مع ذلك يمكن القول أنه يصعب التكهن بأي معطيات جديدة وعلى ما سوف تستقر عليه السوق، على خلفية تعرض مؤخرا أسعار النفط لضغوط من أداء متباين لأسواق الأسهم الأمريكية بفعل عدة مخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي، في ظل استمرار وتفاقم الحرب التجارية والاقتصادية المشتعلة بين كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
ندوة حول نقل الغاز في أكتوبر القادم
ينظم مركز البحث والتطوير للكهرباء والغاز في أكتوبر القادم ندوة حول مهنة نقل الغاز. ويهدف هذا اللقاء كما توضحه رسالة الرئيس المدير العام إلى التعريف بمختلف المشاكل التي تواجه في مجالات بناء وصيانة واستغلال المنشآت الغازية، بحيث يمكن لتجارب المهتمين أن تفيد مؤسسات نقل الغاز كما يهدف المركز إلى توفير فضاء للاحتكاك بين المتعاملين وتحديد معا مواضيع للتفكير والدراسة يمكن أن يتكفل بها المركز. في هذا الإطار وجهت دعوة للمشاركة في مناقشة مختلف الجوانب الصلة تخص إجراءات الأمن والسلامة للأشخاص والمحيط والممتلكات، تسيير النظام الغازي.
ق. إ.