الخبير الاقتصادي عبد الرحمن هادف لـ«الشعب»:

مركب الحجار خطوة مهمة لإعادة هيكلة الشركات العمومية

فتيحة كلواز

 تحقيق الربحية والمردودية مرهون بالتشخيص الدقيق

قال الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن هادف، إن إعادة إطلاق مركب الحجار في قطاع الحديد والصلب سيعطي العالم صورة حقيقية عن الجزائر الجديدة، مؤكدا أن اهتمام السلطات العمومية به يدخل في إطار إعادة هيكلة المؤسسات العمومية الاقتصادية لتجاوز مشاكل تعانيها في التسيير والميزانية، وبهدف تحقيق ربحية ومردودية، ما ينعكس إيجابا على خطة إنعاش الاقتصاد الوطني، وأوضح أن الاهتمام بالمركب خطوة مهمة في فتح باب الحوار مع الشريك الاجتماعي.

اعتبر الخبير الاقتصادي عبد الرحمن هادف، في اتصال مع «الشعب»، مركب الحجار من بين المركبات الصناعية، التي تمثل حقبة مهمة من الاقتصاد الوطني سنوات السبعينات، من خلال تجربة الصناعات الصناعية، ومن بين إنجازات الدولة في تلك الفترة، حيث كان أحد أكبر مصانع الحديد والصلب في العالم، لذلك الاهتمام الذي توليه الدولة اليوم لهذا المركب ذوطابع اقتصادي، اجتماعي بغية إعطاء صورة جديدة للعالم عن قطاع الحديد والصلب.
وأكد الخبير أن مركب الحجار أكبر ملف تسلط السلطات العمومية الضوء عليه، خاصة وأنها تعمل في الآونة الأخيرة على فتح ملفات الشركات العمومية الاقتصادية، التي تعاني مشاكل كبيرة وعجزا في التسيير والميزانية، كاشفا أنه أكبر ملف يمكن أن تبدأ به الحكومة حتى يكون أول خطوة في إعادة هيكلة هذا النوع من الشركات، خاصة تلك التي تعاني اليوم عجزا كبيرا جراء إعادة الهيكلة التي تعرضت لها سنوات التسعينات، وكانت الوضعية المالية والاقتصادية الجد حرجة أحد نتائجها المهمة.
وكشف هادف أن الحكومة في الفترة الحالية تريد معالجة وضعية هذه الشركات، لتعطي شركاءها، خاصة الاجتماعيين رسالة واضحة بضرورة تجندهم في مخطط إنعاش الاقتصاد الوطني كلٌ على قدر المسئولية الملقاة على عاتقه، فلا يخفى على أحد أن مركب الحجار ومركب السيارات الصناعية، وبعض المركبات الأخرى، تعاني كثيرا فيما يتعلق بالحوار مع الجبهة الاجتماعية خاصة النقابة.
لذلك ومن خلال مركب الحجار تتجه الحكومة اليوم إلى فتح باب الحوار مع الشركاء الاجتماعيين، تنفيذا لمخرجات لقائها معهم والشركاء الاقتصاديين شهر جويلية الماضي حيث تم تشكيل لجنة إنقاذ شارك فيها الطرفان.
وأوضح المتحدث أن إرادة حقيقية لدى الحكومة اليوم لإنهاء وغلق ملف الشركات العمومية الاقتصادية، تتلاءم مع النظرة الجديدة التي تتبناها لإعادة إطلاقها، مذكرا في هذا الصدد بتصريح وزير الصناعة الأسبوع الماضي الذي أكد على ضرورة التشخيص الدقيق لوضع الأصبع على موقع الألم، لتفادي النقائص الجلية في كل ما يتعلق بالتسيير.
وأوصى هادف بأخذ الجانب التكنولوجي في عين الاعتبار، من خلال الإجابة بموضوعية ومسؤولية إن كانت التكنولوجيا المستعملة اليوم في هذه المركبات تستطيع مواكبة التكنولوجيات الموجودة الآن، فإذا قارناها بما هو موجود في مركب الفولاذ «توسيالي» ببطيوة شرق ولاية وهران نجد أن مردوديته أحسن من مركب الحجار، رغم أن حجمه أقل، لذلك كان لابد من أحد المعايير التي يتم على أساسها التشخيص.
وأشار في سياق الحديث إلى ضرورة إعطاء الجانب الاقتصادي لهذه المؤسسات العمومية الاقتصادية الأهمية اللازمة، خاصة وأنها مطالبة اليوم بأن تكون ذات ربحية لها مخطط عمل واضح يعمل على تحقيق أهداف مسطرة مسبقا تكون دقيقة ومحددة، خاصة وأن الدعم المقدم من طرف الخزينة العمومية لا يمكن استمراره لمدة أطول، لذلك كان من الضروري الانتهاء من الجانب المالي بخطة كاملة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024