معرض التجارة البينية.. منصة للاستثمار والتنمية الاقتصادية

الجزائر قاعــدة إفريقيـة لصناعة السيارات

فضيلة بودريش

معرض التجارة البينية..منصة التنمية الاقتصادية والصناعية

تشريح فرص وتجارب صناعة السيارات وتحويل التكنولوجيا

يقترب موعد معرض التجارة البينية الإفريقية، ليكون الموعد الحاسم، والعلامة الفارقة في مسار التعاون والتنمية، وتكريس فكرة الشراكة جنوب-جنوب، بالنظر إلى أجندته الثرية والإرادة التي تحدو بلدان القارة الواحدة، ومعها البلدان العربية، من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي، وبناء مستقبل أفضل لقارة آن الأوان أن تأخذ زمام أمورها بيدها، عبر تعميق التعاون، وتنفيذ السياسات الصناعية والتجارية الناجعة بعزيمة وطموح..

 ولعل من المحاور الكبرى، والرهانات الأساسية لهذا الموعد الإفريقي، تطوير الصناعة الميكانيكية، ومنح نفس جديد للبحث والابتكار، باعتبار المعرض موعدا للتنمية وبناء جسور للتبادل المشترك.
ومن المقرر أن تلتئم القوى الاقتصادية والتجارية الإفريقية بالجزائر، حاملة أهدافا كبرى، أبرزها تسريع مسارات التنمية الاقتصادية، وتوسيع نطاق الحركية التجارية البينية، لأن القارة تحمل طموح النمو والتحول في عالم لا يعترف إلا بالانخراط في التكتلات القوية والصلبة من أجل التفاوض من موقع قوة، وتخفيض تكلفة الواردات، وبناء صناعات قوية وواعدة.
ومن أبرز اللقاءات المنتظر عقدها، والتي سيكون لها بالغ الأثر على التنمية المستدامة، وتطوير القاعدة الإنتاجية للدول الإفريقية، نذكر ورقة تنظيم  معرض إفريقي للسيارات بالتزامن مع معرض التجارة البينية بالجزائر، ينظمه كل من الجمعية الأفريقية لمصنعي السيارات، ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، والبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد، بالشراكة مع الحكومة الجزائرية.

التحول في قطاع التعدين

كثير من الجهود بذلت تحسبا لهذا الموعد الإفريقي الزاهر، والتظاهرة الاقتصادية الكبرى من أجل تحفيز الاستثمار وتكثيف التبادل التجاري وجعل السوق الإفريقية تعج بالمنتجات الإفريقية التي تغنيها عن الاستيراد، لتتبوأ إفريقيا مكانتها المستحقة في المحفل العالمي.
 وبالموازاة مع ذلك، سيتم تخصيص جلسات عمل للنظر في “تجميع السيارات” و«تصنيع مكوناتها” إضافة إلى “تجارة التجزئة”، إلى جانب تسليط الضوء على الفرص الثمينة في الجزائر وكينيا ونيجيريا، علما أن الجزائر تملك قاعدة صناعية ميكانيكية واعدة، وتجربة عالية في الصناعة الميكانيكية، وهي – بعناية من الرئيس عبد المجيد تبون، تعكف على تنويع الاستثمارات في هذا المجال مستقطبة العديد من العلامات العالمية، في صدارتها علامة “فيات” إضافة إلى علامة هيونداي، وعلامات أخرى تستعد لاقتحام السوق الجزائرية المهمة.
إن قطاع صناعة السيارات يمثل أحد أبرز العناصر الجوهرية في الأجندة الاقتصادية للقارة السمراء، الرامية إلى ترسيخ التكامل الاقتصادي وجذب تدفق الاستثمارات في هذا القطاع التنموي الثقيل، وستكون الفرصة مواتية خلال معرض التجارة البينية، لبحث ومناقشة مختلف الفرص الجديدة في صناعة السيارات، وتشجيع التبادلات التجارية الإفريقية، إلى جانب تعزيز القدرة التنافسية لمنتوج القارة عبر الأسواق العالمية.
وسطر معرض التجارية البينية الإفريقي 2025، برنامجا ثريا، تعد صناعة السيارات من أبرز محاوره، على خلفية أن صناعة السيارات الإفريقية - بجميع أبعادها - تحظى باهتمام واسع، كما تتضمن أجندة المعرض تنظيم جلسات رئيسية تتناول التحول في قطاع التعدين، ويأتي هذا التركيز الأساسي من أجل العمل على استغلال الموارد الحيوية الضرورية لتصنيع السيارات، والتأسيس لصناعة متينة ومنتجة وذات جودة وتنافسية تسوق في السوق الإفريقية، خاصة وأن تكلفتها منخفضة مقارنة بما يصرف على عمليات الاستيراد من قارات أخرى.
وفي هذا الإطار، من المقرر أن يشارك في هذا البرنامج المتعلق بالصناعة الميكانيكية، عدة دول نذكر من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية، وزامبيا، بالإضافة إلى العديد من الخبراء في صناعة التعدين.

تلبية طلب السوق الإفريقية

وتتجه الأنظار أيضاً إلى جنوب إفريقيا التي تمثل تجربة رائدة في دعم الإنتاج المحلي وتطوير سلاسل القيمة في صناعة السيارات..هذه التجربة ستكون محوراً للنقاش في المعرض، لاسيما مع تصاعد الاهتمام بوسائل التنقل بأسعار معقولة، وبالمركبات الكهربائية والمستدامة التي باتت ضرورة لمستقبل النقل الحضري والريفي على حد سواء، ومن المنتظر أن تعرض مجموعات صناعية كبرى مثل BOSCH وVolkswagen Africa وDHL تجاربها وحلولها المبتكرة في هذا المجال، باعتبار حماية البيئة ضرورة ملحة، إضافة إلى ضمان الوصول الشامل إلى خدمات التنقل، كما تشكل عملية تطوير المركبات المتوسطة والثقيلة، رهانا كبيرا وضرورة في قلب التجارة والبنية الأساسية في إفريقيا، ومن الطبيعي أنها تحظى باهتمام خاص بفضل مشاركة كبار محترفي الصناعة الإفريقية.
ومن المتوقع أن يفضي المعرض إلى رفع جملة من مقترحات عقود الشراكة إلى غاية اليوم الأخير من العرض، خاصة وأن معرض التجارة البينية،  بعد ثلاث طبعات سابقة، تحوّل إلى منصة أساسية للتنمية الاقتصادية والصناعية الإفريقية، علما أنه مرشح خلال هذه السنة ليجذب أكثر من ألفي عارض و35 ألف زائر تجاري من 75 دولة، وسيحظى باهتمام من القارات الخمس، وهذا ما يعكس دون شك الالتزام الدولي القوي من أجل تطوير صناعة السيارات في إفريقيا.
التجارب القارية في العديد من الدول، ستكون حاضرة بقوة خلال أسبوع كامل من عمر هذه التظاهرة الاقتصادية القارية الضخمة، ولعل  مختلف العروض التي سيقدمها مسؤولون في مؤسسات إفريقية، من بينها البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد، ومنطقة التجارة الإفريقية الحرة ومسؤولون جزائريون، سيكون لها أثر جماعي واضح على مسار التقدم الملموس في تنفيذ السياسات الصناعية والتجارية، ومن شأن كل هذا التوافق والجهود المبذولة لصالح التنمية في إفريقيا، إنما تصبّ في مصلحة القارة السمراء على المستويات الاقتصادية والتجارية، وينتظر أن يدعم الإنتاج المحلي الإفريقي، كما يسمح بنقل وتحويل المهارات والابتكارات التكنولوجية؛ بحكم أنها عناصر أساسية لسد الفجوة بين الطلب المتزايد والعرض المحدود من المركبات الجديدة في القارة.
ومن المرتقب أن يخصص معرض التجارة البينية الإفريقي، أوراقا حاسمة من أجل تطوير الصناعة الميكانيكية لدعم الإنتاج الإفريقي المحلي، وسيكون منصة أساسية للتنمية الاقتصادية والصناعية الإفريقية، وطيلة أيام المعرض، سيعكف المشاركون على تشريح فرص وتجارب صناعة السيارات وتحويل التكنولوجيا، بشكل يخدم أهداف وطموحات دول القارة التي تنام على ثروات ومقدرات متنامية وينتظرها مستقبل زاهر، خاصة وأن السياسة الإفريقية تتجه حاليا إلى الرهان على التعاون جنوب- جنوب، وهو أبرز القناعات بالقارة السمراء.
ويعول على المعرض الاقتصادي والتجاري في دعم المبادرات الهادفة إلى ترقية وتطوير صناعة السيارات في إفريقيا، من خلال توفير بيئة مشتركة للشركاء الأفارقة، بشكل يسمح بعرض منتجاتهم وخدماتهم في سوق مشتركة تحمل مستقبلا مشرقا للأفارقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025
العدد 19854

العدد 19854

الأربعاء 20 أوث 2025
العدد 19853

العدد 19853

الثلاثاء 19 أوث 2025
العدد 19852

العدد 19852

الإثنين 18 أوث 2025