قدمت مشاريع ومبادرات نهضوية بإفريقيا..بريش لـ”الشعب”

الجزائر المنتصرة..قاطرة التكامل الإفريقي

محمد لعرابي

معـرض التجارة البينيـة موعـد استثنائي مـــع النهضــة التنمويــة

دفـع النموذج الاقتصـادي الإفريقـي نحو ديناميكيــة متجــددة

سجل النائب البرلماني، الدكتور عبد القادر بريش، الدورة الرابعة للمعرض التجاري والاستثماري الإفريقي البيني (IATF 2025)، سيكون “حدثا استثنائيا يضع الجزائر في قلب الخريطة الاقتصادية القارية” وأضاف أن هذا الموعد “يشكل فرصة لإعادة صياغة معادلات التكامل والاندماج الاقتصادي الإفريقي، وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAf) بما يجعل من إفريقيا فضاءً اقتصادياً موحداً وقادراً على المنافسة في الاقتصاد العالمي”.

وقال بريش إن المعرض المقرر من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل. وهو موعد يتجاوز حدود كونه فضاء للترويج والتبادل التجاري، ليكون “منصة لإطلاق ديناميكية اقتصادية إفريقية جديدة تنسجم مع أجندة إفريقيا 2063، وتعكس طموح القارة في بعث نهضة تنموية شاملة تقودها الجزائر بثقة وريادة”.

الحدود الجديدة للنمو العالمي

ويؤكد بريش أن إفريقيا تمثل اليوم “الحدود الجديدة للنمو العالمي، بما تملكه من ثروات طبيعية هائلة، وقوة بشرية شابة، وتطور تكنولوجي متسارع”،  ومع ذلك – يواصل المتحدث - تبقى القارة رهينة ضعف المبادلات التجارية البينية التي لا تتجاوز 15 بالمائة، مقارنة بما يفوق 60 بالمائة في أوروبا وآسيا، وأضاف أن أهمية المعرض “تبرز هنا”، فهو سيكون منصة لـ«تكثيف الشراكات جنوب–جنوب، وإزالة الحواجز التجارية، بما يعزز الاندماج الاقتصادي الإفريقي، ويذهب بريش إلى أن نجاح الدورة الرابعة في الجزائر يمكن أن يكون “نقطة انطلاق لمشروع قاري أشمل، تحت مسمى Expo African، يُعنى بدفع النموذج الاقتصادي الإفريقي نحو ديناميكية جديدة.”
واقترح محدثنا أن يحدد النموذج الاستثماري في أربعة محاور أساسية، أولها تنويع القاعدة الإنتاجية والصادرات خارج المواد الأولية، ثم تطوير شبكات لوجستية وممرات تجارية عابرة للحدود، إضافة إلى تعزيز قدرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتكون طرفًا فاعلاً في السوق القارية، وأخيرا ترسيخ الاندماج المالي والنقدي كخطوة لدعم السوق الإفريقية الموحدة.

الجزائر..قاطرة التكامل الإفريقي

وسجّل بريش أن الجزائر لم تنتظر موعد سبتمبر لإعلان التزامها الإفريقي، فقد وضعت منذ 2019 إفريقيا في صلب استراتيجيتها الاقتصادية والدبلوماسية، وأشار إلى أن الجزائر “تبنت رؤية واضحة جعلت من البعد الإفريقي محورًا رئيسيًا، تجسد في مشاريع ملموسة تعكس إيمانها بعمقها الاستراتيجي”، وأضاف أن هناك مشاريع جزائرية بارزة تؤكد الالتزام، منها إطلاق صندوق بقيمة مليار دولار لتمويل مشاريع تنموية إفريقية، وإنجازات استراتيجية مثل الطريق العابر للصحراء، أنبوب الغاز الجزائري–النيجيري، وخطوط الألياف البصرية، إضافة إلى مبادرات لدعم الصادرات خارج المحروقات، خصوصًا في الفلاحة، الصناعات الغذائية، مواد البناء، والدواء.
هذه الاستثمارات - يوضح بريش - “ليست مجرد مشاريع وطنية، بل أدوات لربط شمال إفريقيا بعمقها الطبيعي، وتعزيز دور الجزائر كقاطرة للتكامل الاقتصادي القاري، بما يخدم أجندة إفريقيا 2063.”

الدبلوماسية الاقتصادية..قوة الجزائر الناعمة

إلى جانب البنية الاقتصادية، تبرز الدبلوماسية الاقتصادية كأداة فاعلة في الاستراتيجية الجزائرية. فاستقطاب شركاء أفارقة ودوليين إلى معرض IATF 2025 يعكس، وفق بريش، “تموضع الجزائر كمنصة موثوقة للتجارة والاستثمار، ليس فقط كسوق ناشئة، بل كبوابة استراتيجية تربط بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء”، وقال إنها “صورة جديدة للجزائر كقوة صاعدة تجمع بين الصرامة السياسية والفعالية الاقتصادية، وتجعلها لاعبًا رئيسيًا في بناء السوق الإفريقية الموحدة وتعزيز التنمية المستدامة على مستوى القارة”.
ويذهب بريش أبعد من البعد الاقتصادي، ليؤكد أن الجزائر لم تعد تكتفي بدور “الجدار” في مواجهة التهديدات الأمنية، بل تحولت إلى “الجسر الذي يصل بين دول المتوسط وإفريقيا”، فموقعها الجغرافي المتميز، بشريط ساحلي هو الأطول على المتوسط، وعمق استراتيجي في الصحراء الكبرى، يمنحها ـ بحسب بريش ـ “قدرة فريدة على هندسة شراكات إقليمية عابرة للقارات، في مجالات الطاقة، اللوجستيك، والتجارة.” وهو ما يرسخ مكانتها كفاعل إقليمي يقود مشروع النهضة الإفريقية الكبرى.

الجزائر في قلب التحول الإفريقي

ويخلص بريش إلى أن الدورة الرابعة لمعرض IATF 2025 “ليست مجرد تظاهرة اقتصادية، بل إعلان عن ولادة مرحلة جديدة في مسار التكامل الإفريقي”، فالجزائر، من خلال استثمار موقعها الجغرافي، قوتها الاقتصادية والدبلوماسية، تعمل على التحول إلى منصة لإطلاق مشروع Expo African الذي سيكون -  كما يقول بريش - “أداة لإعادة صياغة موقع إفريقيا في النظام الاقتصادي العالمي، وتعزيز مكانتها ضمن الشركاء والفاعلين الدوليين.”
ويؤكد الخبير الاقتصادي عبد القادر بريش: “إن مستقبل التحول الإفريقي لن يُكتب إلا عبر التكامل الاقتصادي، والجزائر بعزمها وخياراتها الاستراتيجية تثبت أنها في قلب مستقبل التحول الإفريقي، وتعزيز مكانة ودور القارة الإفريقية مع مختلف الشركاء والفاعلين على المستوى  العالمي”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025
العدد 19854

العدد 19854

الأربعاء 20 أوث 2025
العدد 19853

العدد 19853

الثلاثاء 19 أوث 2025
العدد 19852

العدد 19852

الإثنين 18 أوث 2025