أسعارها بين الـ 800 و 5500 دج

تهافت العائلات على اقتناء «الشوايات» وانتعاش صناعتها

باتنة: حمزة لموشي

تحوّلت أغلب أحياء وشوارع وكذا ساحات باتنة العمومية، في الآونة الأخيرة إلى سوق شعبي بامتياز، نظرا لظهور العديد من الأنشطة التجارية المرتبطة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، خاصة ما تعلق ببيع بعض مستلزمات العيد على غرار الشوايات، والتي لا يمكن أن يمر العيد، بعاصمة الأوراس باتنة بدونها، حيث يخصص غالبا اليوم الثاني منه لشواء لحم الأضحية.
عرفت مختلف الأسواق بمدن باتنة، انتشارا كبيرا لمختلف أنواع الشوايات العادية وحتى الكهربائية رغم تراجع الطلب عليها هذه السنة، وبأشكال وألوان وأحجام كثيرة، وسط إقبال منقطع النظير من طرف المواطنين عليها، حيث ساعد على ذلك أسعارها المعتبرة والتي أشارت بعض العائلات أنها في متناولها، رغم تداعيات جائحة فيروس كورنا كوفيد، وما رافقها من حجر صحي أثر على أغلب العائلات خاصة أصحاب المهن الحرة والعمل اليومي.
وفي جولة استطلاعية لـ»الشعب» لبعض الأسواق الشعبية، حيث وقفت على مدى إقبال المواطنين على اقتناء الشوايات، التي تفاجأنا بعددها الكبير في السوق، حيث أشار بعض الباعة في هذا الصدد إلى أن ورشات صناعة الشوايات انتعشت، منذ مدة، رغم إجراءات الحجر فصناع شوايات الفحم، يعملون بجد هذه الأيام لتلبية الطلب المتزايد على الشوايات.
وتعتبر ظاهرة شواء لحم العيد من أبرز مظاهر الاحتفالات بولاية باتنة، التي لا تزال تحافظ نوعا ما على بعض العادات والتقاليد واستحضارها في هذه المناسبة، بحسب ما أفاد به ناصر أحد صناع الشوايات، بمدينة عين التوتة، الذي يحرص على صناعة شوايات صغيرة لا يتجاوز سعرها الـ 800 دج لتكون في متناول الجميع يرفقها بكيس من الفحم يقدر سعره بـ 250 دج للكلغ الواحد لتحضير الشواء.
أفاد المتحدث أن هناك العديد من العائلات التي ترغب في اقتناء شوايات كبيرة، لذا يلجأ صانعوها إلى تلبية أذواق الزبائن، فمنهم من يرغب في شواية دائرية يتم رفعها بـ 3 قوائم، ويبلغ سعرها 2500 دينار، وأخرى يقارب طولها المتر بـ 3500 دينار، بالإضافة إلى الشواية ‘الصغيرة التي تباع ما بين 800 و1500 دينار.

تراجع بيع «الشواية» الكهربائية ..

وتمر عملية صناعة الشواية بعدة مراحل أبرزها عملية تقطيع الحديد، بحسب المقاسات المختلفة والمرغوب فيها، بحسب نوع الشواية وحجمها، ثم يتم تشطيف تلك الألواح والصفائح الحديدية لتصنيع الحواف وتنعيمها لوضع السياج عليها أثناء عملية الشواء، ثم عملية تخريمها لضمان التهوية الجيدة علي الفحم، وأخيرا عملية تركيب لصناعة الشواية بشكلها النهائي.
 وسجلنا خلال جولتنا تراجعا كبيرا على اقتناء الشواية الكهربائية لارتفاع سعرها ولندرتها أصلا في السوق، حيث يتم اقتناؤها من المحلات الخاصة ببيع الأجهزة الكهرومنزلية والإلكترونية، بأسعار باهضة تفوق 1.5 مليون سنتيم، ولا يقتصر استعمال هذا النوع من الشوايات في عيد الأضحى فحسب، بل تقتنيها العائلات التي تقوم باستغلالها في مناسبات عدة في تنظيم حفلات شواء داخل منازلها أو في الحدائق والفضاءات الغابية والجبلية، تدعو لها الأصدقاء والأقارب، فهي عكس شوايات الفحم تماما لا تتطلب مراقبة النار أو الفحم، بل يكفي الكبس على زر تشغيل وانتظار وقت قصير لانتهاء العملية والتلذذ بالشواء.
واللافت الحركية الكبيرة التي تشهدها الأسواق هذه الأيام، حيث يتهافت المواطنون رغم الظرف الصحي الاستثنائي على التسوق واقتناء مختلف حاجياتهم الضرورية من أجل الاحتفال بالعيد، خاصة الطماطم والفلفل والمشروبات الغازية والهريسة لصناعة الشواء الذي يعتبر من العادة السائدة في الأوراس، حيث تجتمع العائلة وتحضره، نظرا لقيمته الغذائية الهامة وتدني سعراته الحرارية وتعكس كثرة طاولات بيع الشواء مواكبة المواطنين وحتى التجار للمناسبة، من خلال ظاهرة تحوليهم لنشاطهم التجاري تماشيا مع المناسبات والمواسم، حيث هذه الطاولات تجذب الزبائن بشكل كبير خصوصا الرجال منهم لدرايتهم أكثر بالأدوات المستخدمة في الشواء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024