أكد الملحق العسكري، لسفارة جمهورية الصحراء الغربية بالجزائر، البشير مولود، أن هناك خطة مستمرة لبناء وتدريب وتنظيم المؤسسة العسكرية الصحراوية، وقال أن الكفاح المسلح كان وسيظل خيارا أولا ووسيلة ضغط بيد الشعب الصحراوي لاسترجاع سيادته وحريته المغتصبة.
-«الشعب»: ٤٠ سنة من الكفاح المسلح الصحراوي، ما هي أهم محطاته وانجازاته؟
* البشير مولود: أعلن الكفاح المسلح في الصحراء الغربية، ليلة الـ ٢٠ ماي من عام ١٩٧٣، ضد الاحتلال الاسباني، ليتواصل بعد سنتين ضد الاستعمار المغربي الذي استخلفه في اغتصاب أرض الصحراويين، واستمر القتال إلى غاية ١٩٩١ موعد وقف إطلاق النار، ولم يكن يدري العالم حجم التضحيات التي قدمها الشعب الصحراوي خلال ١٨ سنة من كفاحه المسلح، لاستعادة السيادة وطرد المستعمر الغاصب، لغياب تغطية إعلامية، لكننا حققنا نتائج باهرة، أكدنا من خلالها للملكة المغربية أننا قادرون بوسائلنا البسيطة وعددنا القليل، أن ندافع عن أرضنا، عكس ما كان يعتقد أن المعركة ستنتهي خلال أيام أو أسابيع قليلة.
- ما حجم القوات التي سخرها المغرب لاحتلال الأرض الصحراوية، وكيف صمد الشعب الصحراوي أمامها؟
* بعد خروج الاحتلال الاسباني، واجه الشعب الصحراوي ٣٠ ألف جندي مغربي قدموا من الشمال و١٥ ألف جندي موريتاني قدموا من الجنوب، أي أن الصحراويين حوصروا بقوات قوامها ٤٠ ألف عنصر، استصغروا عدته وعتاده، لكن المعارك في الميدان أثبت حقيقة أخرى.
وتجدر الإشارة، إلى أن قوات الاحتلال المغربي كانت حينها مدعومة بالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وفرنسا التي قامت بتدخل عسكري مباشر عام ١٩٧٨ بطائرات الجاغوار الموجودة في قاعدتها بالسنغال، إضافة إلى دعم بعض الدول العربية بالمال والسلاح، واكتشفنا دعمها من خلال الأسلحة التي غنمنها في المعارك والتي لازالت إلى اليوم تحمل أسماء تلك الدول.
فالشعب الصحراوي لم يقاتل آنذاك الجيش المغربي فقط، وإنما رموز القوى الامبريالية التي وقفت وساندت المغرب بالأسلحة والمخابرات وكافة الوسائل.
ويرتبط استمرار كفاح الشعب الصحراوي، بعدالة قضيته وحقه في تقرير مصيره ونيل استقلاله وسيادته على أرضه، وأثبت ذلك بكافة الوسائل، ومن خلال جبهاته الثلاثة المتمثلة في جبهة المناطق المحتلة التي تقوم بمظاهرات سلمية حضارية تطالب برحيل المستعمر الغاشم، وجبهة الصمود والصبر والمقاومة الموجودة بالمخيمات التي تبقى الصخرة التي تكسرت عليها كافة المحاولات لنيل من عزيمته، إضافة إلى الجبهة الدبلوماسية التي تعمل على إيصال صوت القضية وعدالته إلى كل مناطق العالم، واسترجاع حقوقه كاملة في أروقة المنظمات الدولية .
- القيادة السياسية لجبهة البوليساريو، دعت الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه الشعب الصحراوي، أو ستكون هناك تباعات خطيرة على المنطقة ككل، هل مازال خيار الرجوع إلى الكفاح المسلح مطروحا إلى جانب الجهود الدبلوماسية؟
* العودة إلى الكفاح المسلح قرار سياسي، يتعلق بالقيادة السياسية، لكنه يبقى الاحتمال الأول، لأن منطق الصراع يفرض وجود وسائل ضغط، ونحن نستعد للمعركة منذ ١٩٩١ إلى يومنا هذا، وتعمل وزارة الدفاع الوطني والقيادة العليا على المضي في خطة بناء وتكوين وتدريب وتنظيم المؤسسة العسكرية، ووحداتنا مرابطة على طول ٢٤٠٠ كلم ليلا ونهارا.
- كلمة عن ندوة «الشعب»؟
* نحن على عهد الشهداء ماضون ومقتنعون بأخذ حقنا في الحرية والاستقلال، والندوة التي احتضنتها «الشعب» تحمل الكثير من القيم والمعاني التاريخية المشتركة بين الجزائر وجمهورية الصحراء الغربية كونها متزامنة مع اليوم الوطني للطالب الجزائري والذكرى الأربعون لتأسيس الحركة الشعبية واندلاع الكفاح المسلح، وهنا نستحضر مقولة الشهيد والمؤسس مصطفى سيد مولاي الشهيرة «إذا أرادت القدرة الخلود لإنسان سخرته لخدمة الجماهير».
الملحق العسكري بالسفارة الصحراوية بالجزائر لـ «الشعب»:
الكفاح المسلح خيار قـائم لاستعادة السيادة
حاوره: حمزة محصول
شوهد:302 مرة