كسرت جدار الصمت والتعتيم الإعلامي

معركة مصيرية من أجل تحرير الصحراء الغربية

فنيدس بن بلة

شرح «منتدى الشعب» في ندوة نقاش نظمها أمس بمقر الجريدة مسيرة نضال الشعب الصحراوي وكفاحه في استعادة السيادة والحرية متوقفا عند محطات مضيئة من تاريخه البطولي من أجل الوطن مكسرا المناورات المغربية رافضا التنازل قيد أنملة عن قضيته العادلة.
وأظهر المنتدى الذي عرف مداخلات سلطت الضوء على كفاح الشعب الصحراوي على مدار ٤٠ سنة أنه فضاء للنقاش الحر والجدل بالتي هي أحسن حول القضايا العادلة في مختلف أنحاء المعمورة. وهو مبدأ تعتمده جريدة «الشعب» في معالجة مسائل التحرر تطبيقا للقاعدة المقدسة الرأي والرأي المعاكس مرافقة الحركات النضالية مرافعة لاستقلالها.
ذكرت بهذا التوجه الرئيسة المديرة العامة السيدة أمينة دباش مبرزة الدعم اللامشروط الذي تقدمه الجزائر للقضية الصحراوية وفاء لقيم نوفمبر ومبادئه المرجعية للسياسة التي تنتهجها وتعتمد عليها دبلوماسيتها في تحركاتها عبر مختلف الدوائر، واهتم بها محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد.
وشدد على هذا الطرح محرز العماري رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي معيدا إلى الأذهان صور الكفاح التي صنعتها الجزائر عبر مختلف الأطوار والحقب في مساندة حركات التحرر في أنحاء المعمورة، شكلت القضية الصحراوية أحد واجهتها الكبرى في وقت تنكرت فيه قوى لمبادئ ثوراتها وقيم تدعي أنها مرجعية عن هذا التوجه. واختارت الانسياق وراء المحتل المغربي مفضلة التحرك عكس مجرى التاريخ ومسارات الحرية وتقرير المصير، من هذه الدول فرنسا التي تناقض سياستها الثالوث المقدس: مساواة، حرية وإخوة التي رفعتها الثورة الفرنسية وظلت تروج للعالم على أنها نموذجية ووصفات تعتمدها حركات التحرر والقوى المتطلعة للاستقلال.
لكن هيهات بين الخطاب السياسي والممارسة. بين النظرية والواقع. ففرنسا خالفت هذه الشعارات وداست عليها لحسابات المصالح والنفوذ. فانخرطت منذ أولى البدايات في الإستراتيجية المغربية الاستعمارية وشاركت في مختلف أطوار المعارك الحربية بطائرات «الجاغوار»  واضعة منطقة المغرب العربي الكبير في واجهة التوتر والتصعيد .
حدث هذا منذ إعلان المغرب عن ما يعرف بـ «المسيرة الخضراء» معطيا لنفسه أحقية احتلال بلد لم يكن في يوم من الأيام خاضع لسيادة المملكة مثلما أكدته لائحة محكمة العدل في نظرتها الاستشارية ودعمتها كل اللوائح الأممية التي تثبت بالملموس القاطع أن الصحراء الغربية قضية استعمار لا تشوبها شائبة. وأن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي غير قابل للتنازل والمساومة.
مع ذلك تستمر قوى خارجية فرنسا في الصدارة في إغماض الأعين تجاه حقائق التحرر الصحراوي التي صادقت على لوائح أممية تصب في هذا المسعى. آخر خرجة لباريس استعمال كل الأوراق من أجل إجهاض مبادرة توسيع صلاحيات «المينورسو».
لكن هذا الموقف الفرنسي المتخاذل لم يمنع مسيرة الثورة الصحراوية نحو الحرية، على العكس يزيدها قوة واشتعالا ،أكد هذا الدكتور بابا مصطفي السيد شقيق مصطفى الوالي مفجر ثورة ٢٠ ماي ١٩٧٣ التاريخية بالصحراء الغربية قائلا أن السند المقدم من الجزائر بلا انقطاع ورقة رابحة في النضال الدائم لاستعادة السيادة والحرية المسلوبة، وأن هذا الدعم المحفز الأبدى لرفع التحدي ومعركة المصير الذي تخوضها الثورة الصحراوية التي فجرت لتنتصر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024