وقفت ''الشعب'' في لقاء صادف الاحتفال بالذكرى ٥٧ لليوم الوطني للطالب عند إحدى أهم الفئات التي ساهمت في كسب أصوات الشعوب من أجل نصرة الشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية، ألا وهي الطبقة المثقفة التي شكّلت ضربة قاضية لأحلام ورهانات المستعمر الفرنسي الذي كان يأمل في قمع الشعب المظلوم الكادح، المهجر، المسجون، فكان لنا موعدا مع المنظمات الطلابية الجزائرية من جيل الاستقلال الذين أكّدوا على السعي للمحافظة على الذاكرة ومواصلة العطاء لهذا الوطن.
جيل متعطّش للثورة التكنولوجية يعرف تماما أنه يحمل على عاتقه أمانة المحافظة على هذه الأرض الزكية الطاهرة المحررة بدماء مليون ونصف مليون شهيد، وأنه مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بخوض معركة البقاء، حيث يحذوهم الأمل في الرقي وضمان مكانة مع الدول التي قطعت أشواطا كبيرة في مختلف المجالات.
وفي هذا الصدد ووفاء للنهج الثوري الذي سلكه شباب الثورة آنذاك، قال عضو المكتب الوطني للاتحاد العام للطلبة الجزائريين بومريط زين العابدين من منبر ''ضيف الشعب''، ''أن التذكير بمثل هذه المناسبات التاريخية الهامة من تاريخ ثورتنا العظيمة بات من الضروريات التي تحتّم علينا نحن كمثقفين من جيل الثورة التحريرية في ترسيخ رسالة نوفمبر في أذهان الأجيال الصاعدة والتعريف بأولئك الذين ضحّوا بأنفسهم فداء لتحرير الوطن''، وهنا يعمد الاتحاد الحر للطلبة كل منهم على تنظيم ندوات تاريخية يتم التعريج فيها على أهم المحطات التي عرفتها الثورة التحريرية.
كما يتم تنظيم رحلات لفائدة الطلبة إلى مختلف المواقع التاريخية للوقوف عند أهم المحطات التي شكّلت منعرجا في الثورة التحريرية ومحاولة ترسيخ من خلالها التاريخ الصحيح في أذهان هذه الشبيبة وتنويرهم وحثّهم على حب الوطن، رغم أنّ هذا الأمر يعدّ شيء مفروغ منه فالجزائري يضيف قائلا: ''تسري في عروقه دماء الشهداء''.
وأبرز نائب رئيس الاتحاد العام للطلاب الجزائريين سمير دودي قائلا: ''إنّ تاريخ ١٩ ماي ١٩٥٤ من بين المحطات البارزة التي تعيد للذاكرة أحداثها، حيث كانت بمثابة بركان انفجر في وجه الاستعمار الغاشم، تاريخ يشهد كيف أنّ الطبقة المثقّفة تركت القلم وحملت السلاح، مجسّدة بذلك روح التضامن والوحدة. صورة عبّرت بصدق للعالم أجمع عن مطلبه السامي لحرية وطنه، مدركا أن لا بديلا عن الاستقلال إلاّ بالفعل الثوري...، وها هو اليوم يضيف قائلا: ''يحذونا الأمل في مواصلة المسيرة وكسب ثورة البقاء وتحقيق الازدهار للوطن من خلال رفع ناصية العلم عاليا، والتفوق في مختلف الميادين والعمل جاهدا على تحقيق العزة والقوة الاقتصادية للوطن''.
''وقد كان موقفنا ــ يؤكد بومريط زين العابدين ــ تجاه حبنا للوطن واضحا عندما رفضنا الانسياق وراء التهويلات الأخيرة التي عرفها العالم العربي من مظاهرات، حيث تجاهلنا الدعوة الموجهة للطلبة الجزائريين عبر مختلف المواقع الاجتماعية المطالبة إيّاهم الخروج في مظاهرات تحت غطاء ما يسمى بالثورة العربية، حيث كان لنا موقفا رافضا للانسياق وراءها، وهذا حفاظا منّا على سيادة الوطن وازدهاره وكذا قناعة منّا بأن هذه الثورة ستضر بالوطن وأمنه ورقيّه''.
وكشف في هذا المقام أنّ المنظمات الطلابية الجزائرية كان لها اجتماع بدولة تونس آنذاك مع نظرائهم من دولة تونس، مصر وليبيا، حيث تمّ خلالها عرض التجربة الجزائرية فيما يخص مثل هذه الثورات والتي كانت لها انعكاسات أمنية خطيرة على الوطن ولها تبعية على الاقتصاد الوطني، وهو ما ترفض الجزائر الخوض فيه مجدّدا وعلى رأسها الطبقة المثقفة التي تحمل على عاتقها المحافظة على السيادة الوطنية التي ورثتها عن جيل نوفمبر.
وختم ضيوف ''الشعب'' لقاءهم معنا بالحديث عن أروع صور العطاء لأبناء وبنات الجزائر وما قدموه من تضحيات جسام لانتزاع الحرية، فقد كانت حلقات مشرفة لمعركة الجزائر التي إنكسّرت فيها أسطورة الجزائر فرنسية، مؤكّدين أنّ الأجيال القادمة وما ينتظره الوطن منها لا يقل أهمية عمّا قام به أسلافهم، بل أنّ واجبهم أعظم في خضم عالم التنافس.
رفضنا دعوات الانسياق وراء ''الربيع العربي''
تجسيد رسالة نوفمبر واجب مقدس
آسيا مني
شوهد:277 مرة