المجاهد صالح بن القبي لـ ''الشعب'':

الحركة الطلابية رقم مهم في الثورة التحريرية

حاورته: سعاد بوعبوش

أكد المجاهد وعضو الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين صالح بن القبي، أن اتفاق الطلبة على مغادرة مقاعد يوم ١٩ مارس١٩٥٦، عبر الإضراب هو إلتزام بالخطوط العريضة للثورة التحريرية منذ بداياتها وتوحيد الطلبة من خلال ربط مصيرهم بمصير شعبهم المكافح ضد الاحتلال.

@ الشعب: ماهي مضامين إضراب ١٩ ماي ١٩٥٦؟
@@ المجاهد صالح بن القبي: مما لاشك فيه أن الاضراب الذي  أثار دهشة وإعجاب الأوساط الثقافية في العالم كان له العديد من الأهداف، حيث تضمن رسائل محددة والمتمثلة في كون أن الطالب جزء لا يتجزأ عن شعبه وأن المعاناة التي يعيشها شعبهم نتيجة للممارسات الاستعمارية لا تبرّر متابعته للدراسة في المدارس والجامعات الفرنسية.
يضاف إلى ذلك رسالة موجهة للسلطات الفرنسية، الذين يعتقدون أنه بضمان عدد محدود من المقاعد الدراسية للطلبة الجزائريين، فإن ذلك يبرر الممارسات الفرنسية من تقتيل وتعذيب وتشريد للشعب الجزائري، ومن ثم فإن قرار الاضراب خيّب آمال فرنسا التي كانت تراهن على كسب النخبة الجزائرية، لتلعب دور الداعي للاندماج معها. بالإضافة إلى رسالة موجهة للسلطات الجامعية ومفادها أنه في حال بقاء الأوضاع كما هي من تقتيل وتشريد، فإن الطلبة سيلقون بمستقبلهم وراء ظهرهم، لأن هناك واجب آخر يناديهم ويحتاجهم للمساهمة مع مختلف شرائح المجتمع الجزائري لنصرة القضية الوطنية.
@ بالنظر إلى الأثر الذي أوقعه الإضراب في الساحة الوطنية كيف كانت ظروف اتخاذه؟
@@ قرار الإضراب لم يأت بصفة ارتجالية، بل جاء في ظروف مضطربة جدا، حيث اتخذ قبل أربعة أشهر وتم التحضير له بعقد اجتماعين في أجواء من الديمقراطية، وتزامن مع امتحانات نهاية السنة الدراسية، واتخذ من طرف فرع جامعة الجزائر لاتحاد الطلبة الجزائريين بعد اجتماعات مكثفة لقيادته، ليتم تنفيذه بعد إطلاق أربعة أعضاء المكتب الوطني للاتحاد الذين ألقي عليهم القبض في نوفمبر ١٩٥٥ في ليلة الانتخابات لإنشاء المكتب الوطني للاتحاد العام  للطلبة المسلمين الجزائريين لأنهم قبل ذلك كانوا منظوين في إطار مغاربي فكانت ١٩٥٥ هي بداية تهيكلهم في تنظيم وطني، وبذلك تمّ تكريس ارتباط النخبة الوطنية بالثورة التحريرية لاسترجاع السيادة الوطنية.
@ ما تقييمكم للدور الذي قام به الطلبة إبان الثورة من خلال اتخاذهم لقرار الإضراب؟
@@ يجب أن نعلم أن من كان يزاول الدراسة آنذاك كان من المحظوظين، أو ممن لهم حظوة لدى الحكومة الفرنسية باستثناء البعض، حيث كانت التعليمات الأولى للقيادة ترك الطلبة ليزاولوا دراستهم، إلا من انتزع انخراطه بطرقه الخاصة، لهذا الطلبة تقريبا هم من جاؤوا عن طريق الاضراب للثورة وليس العكس من خلال الاستجابة الجماعية، فكان دورهم ضروريا ودعما لجبهة لتصعيد الكفاح المسلح، فإذا كان الفضل في اندلاع الثورة يعود لأناس آمنوا بصنع المعجزة وبتحرير الجزائر واستقلالها، فإنه بعد اطلاقها لاحظنا انضمام الشعب الجزائري أفواجا أفوجا بمجرد إعلان الثورة بضرورة التحاقهم تنفيذا لمقولة بن مهيدي المشهورة ''إلقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب''، وتجسّد ذلك بالفعل وتمّ الالتفاف حولها في أحسن مستوى وتم تقديم تضحيات جسام رغم تفوّق العدو عددا وعدّة، وتمّ انتزاع الاستقلال وهي الآن أمانة للشباب.
@ الرسالة التي يمكن أن توجهونها للطلبة وشباب اليوم  في ظل عزوفه من كل ماهو وطني أو سياسي أو تنموي؟
@@ لا أحمل الطلبة والشباب الوضع الذي يعيشون فيه، لأنه تم تهميشهم ونحن اليوم نجني ثمار ذلك، وعلينا إعطاؤهم  لحقوقهم ليعودوا إلينا بواجباتهم وغير ذلك فالانحراف عن المسار هو المصير، ولا يجب أن ننسى أن أمجاد الجزائر عبر التاريخ صنعتها سواعد الشباب من يوغرطة إلى الأمير عبد القادر الذي واجه أعتى جنرالات وماريشالات فرنسا، وكذلك الأمر إبان الثورة التحريرية من خلال ديدوش وبن مهيدي، فالشباب كان لهم في كل المحطات التي مرت بها الجزائر دورا حاسما واستطاعوا رغم ١٣٢ سنة من الاستعمار انتزاع الاستقلال والحرية،وعلينا أن نؤمن بقدراتهم وامكانياتهم في ظل التطور التكنولوجي الذي لا يتحكم في مفاتيحه سوى الشباب والطلبة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024