دعا ياسين رحمون مسير مؤسسة القصبة للأعمال، أمس، الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب إلى تخصيص ٢٠٪ من مواردها المالية للبحث العلمي، لا سيما في المجال التكنولوجي، وهو ما سينعكس إيجابا على الجزائر ويفتح المجال أمام فتح مؤسسات متوسطة وصغيرة منتجة في مجال الإبداع التكنولوجي الذي يعتبر هو المستقبل.
وأشار رحمون في ملتقى حول «إدارة أعمال الابتكار» المنظم من كنفدرالية إطارات المالية والمحاسبة بقاعة المحاضرات لشركة أليانس للتأمين إلى أن الإقتصاد الأمريكي الذي تشكل المؤسسات المتوسطة والصغيرة منه ٨٠٪، كلها منتجة وتساهم في الحركية الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية.
واغتنم المتحدث الفرصة للتحدث عن خبرته وكيفية ولوجه لعالم الإبداع التكنولوجي معتمدا في ذلك على التسيير الإبداعي حيث بدأ من مركز البحوث «ميكروسوفت» سنة ١٩٩٠ ليتم التفكير فيما بعد في نقل خبرته إلى الجزائر في ٢٠٠٩ في مجال «ستارت واب»، مشيرا إلى أن الحكومة لحد الساعة لم تقم بما عليها في هذا القطاع ما يتعين البحث عن وسائل وحلول جدية وناجعة.
وبدوره أكد كريم محمودي رئيس الكنفدرالية الوطنية للإطارات المالية والمحاسبة على ضرورة منح المساعدات التي أقرتها الدولة في إطار آليات التشغيل إلى الشباب الراغب في خلق مؤسسات منتجة بالفعل وليس تلك التي تستورد كل شيء أو للعمل في مجال النقل، مشيرا إلى أن إعطاء الفرصة لتطبيق التكنولوجيات الحديثة لاسيما المعلوماتية في تسيير المؤسسات من شأنه تطوير القدرة على المنافسة والصمود لسنوات طويلة بدل الاندثار الذي تشهده بعض المؤسسات بسبب التسيير.
وتأسف محمودي لعدم استثمار الجزائر في شراء شركات عالمية تضمن لها التحويل الصافي للتكنولوجيا في الجزائر حيث كان بإمكانها استثمار ما يقارب ٤٠ مليون دولار لهذا الغرض في الوقت الذي عرف العالم أزمة مالية، خاصة وأن بلادنا خلال ٢٠ سنة الماضية أنفقت ٥٦٥ مليار دولار.
وفي المقابل استعرضت بعض الدول في الملتقى تجاربها في مجال الإبداع في مختلف المجالات والبداية كانت بالتجربة الأمريكية، حيث أكدت المستشارة الأولى بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر إليزابيث مور أوبان، أن الإبداع لاسيما في التسيير موضوع واسع وبلادها تولي أهمية كبيرة لهذا الموضوع بهدف تحقيق حكامة ناجعة ، مشيرة إلى أن أمريكا تعد مرجعا لكثير من الدول في هذا المجال ولديها خبرة رائدة وتعمل باستمرار على تطوير قدراتها.
وأعطت إليزابيث بعض مفاتيح النجاح، لأجل تحقيق التطور وعمل فعال، من خلال إعطاء الفرصة للتطور، الاعتماد على التكوين، تحمل العمال لمسؤولياتهم لإعطاء أحسن عمل، وفي المقابل يجب إعطاؤهم حقوقهم لاسيما الأجر، وهذا لأن الإبداع يلعب دورا كبيرا في التطور والذي لن يتحقق إلا بتحمل المسؤوليات مع توفر شرطي الحرية في العمل والشفافية وروح المبادرة.
من جانبه تحدث ماركوس هاس المستشار التجاري لسفارة النمسا بالجزائر عن خبرة بلاده في مجال الإبداع حيث سجلت لنفسها خلال السنة الفارطة ٣٢٦٨ براءة اختراع، مشيرا إلى عوامل النجاح والمتمثلة في إحصائهم لعدد كبير من الباحثين والبالغ عددهم ٤ ألاف باحث خلال ٢٠١٢، بالإضافة إلى مراكز البحوث.
خبراء يؤكدون على ضرورة توفير مناخ جيد للإبداع في الجزائر
سعاد بوعبوش
شوهد:281 مرة