أجمعت المؤسسات المشاركة في الطبعة الـ ١٦ لصالون «باتيماتيك ٢٠١٣» المختتم أمس، لاسيما الوطنية منها على ارتياحها للتظاهرة الاقتصادية المنظمة بقصر المعارض، والتي أضحت موعدا هاما للمهنيين والاقتصاديين من رجال أعمال وأصحاب المؤسسات المتوسطة والصغيرة في التعريف بنشاطها وبمنتجاتها وتبادل الخبرات وربط الكثير من العلاقات وإمضاء عقود شراكة في ظل الأجهزة المرافقة لمؤسسات الإنجاز.
في هذا الإطار، أكد لونيس عبد العزيز ـ مهندس بشركة الدهن للغرب الجزائري «سلطان الدهن» ـ أن صالون باتيماتيك «يعد موعدا هاما واكتسب سمعة جيدة بفضل التنظيم المحكم الذي يتميز به ونوعية المؤسسات المشاركة ما جعله يضم أكبر عدد من مهنيين من مختلف دول العالم.
وأشار لونيس إلى أن مشاركتهم في هذا الصالون ليس بغرض عقد شراكة، بل للالتقاء بزبائنهم وتوطيد العلاقات معهم، بالإضافة إلى تلبية حاجيات وطلبات بعض الزبائن الذي يبحثون عن منتجات خاصة من خلال توجيههم إلى المقر الرئيسي للشركة للاطلاع على تفاصيل أكثر حول منتوجاتها.
وفي تقييمه للصالون وللمنتوج الوطني، أكد أنه بحكم أنه تظاهرة اقتصادية مفتوحة على العالم من خلال مشاركة الشركات الأجنبية إلى جانب الوطنية الرائدة في مجال الأشغال العمومية والبناء وتجهيزات البناء، قد عرف الإنتاج الوطني بدوره تطورا ملحوظا يواكب التطورات ويلبي الطلب الوطني خاصة وأن الجزائر أصبحت ورشة مفتوحة وذلك بحكم الاحتكاك المتاح بين مختلف المهنيين والفاعلين في هذا المجال.
من جانبها أعربت نوال نايت شعبان المكلفة بالتجارة والتسويق على مستوى شركة مواد البناء بجاية «صوماكوب» العمومية المتخصصة في صنع الآجور، المربعات الأرضية، النجارة والجبس والتي تم إنشاؤها منذ ١٩٧٩، عن ارتياح مؤسستها للمشاركة في صالون «باتيماتيك» في كل مرة للتعريف بمنتجاتها في مختلف المجالات، والالتقاء بزبائنها.
أكثر من ٥٠ مؤسسة توافدت على جناح صندوق ضمان الصفقات العمومية
وبخصوص مرافقة المؤسسات في الاستثمار بعد الفوز بالصفقات، تحدثت نفيلة بورنان ـ رئيسة مصلحة التوثيق والاتصال على مستوى صندوق ضمان الصفقات العمومية ـ عن مشاركتهم في الصالون التي جاءت بغية التقرب من المؤسسات العمومية والخاصة للاستماع لانشغالاتها ومتطلبات السوق وإلى ما تطمح إليه في عملية تسهيل تمويل انجاز الطلبية العمومية أو أي مشروع.
وأوضحت نفيلة في حديث مع «الشعب»، أن صندوق مقارنة بضمان الصفقات العمومية يهدف إلى أن يكون على اتصال مع أكبر عدد ممكن من المؤسسات المتوسطة والصغيرة مقارنة بمؤسسات الانجاز الكبرى، ناهيك عن محاولة تطوير إمكانياته من خلال إدخال نوع من المرونة في إجراءاته لمرافقة أي مؤسسة في انجاز الطلبية العمومية.
وكشفت ذات المتحدثة، أنه من خلال صالون «باتيماتيك» استقبل جناح الصندوق ما يزيد عن ٥٠ مؤسسة وتم الاستماع لانشغالاتها وطلباتها، مشيرة إلى أن هناك من طالبه بأن يكون أكثر مرونة من حيث الإجراءات، وعبر البعض الآخر عن ارتياحه لما يقدمه الصندوق وطالبه بالتدخل أكثر في مرافقة المؤسسات المتوسطة والصغيرة، كون انشغالات هذه الأخيرة تصب في عملية التمويل والضمانات التي يطلبها البنك والصندوق، لاسيما ما تعلق بتخفيف الأعباء البيروقراطية وفي دراسة ملفاتها.
وعن تدخل الصندوق منذ إنشائه في ١٩٩٨ إلى غاية نهاية ٢٠١٢، تحدثت بورنان عنه بلغة الأرقام، حيث سجل أكثر من ٥٤٠٠ مؤسسة زبونة من القطاع العام والخاص، ومنح ٤٧١٥٩ كفالة بقرض إمضاء بقيمة إجمالية قدرها ٢٧٠ مليار دج، بالإضافة إلى قروض خزينة منذ ٢٠٠٦ إلى غاية ٢٠١٢ ٢٩٨٧ حيث تم منح قرض بما يعادل ٣٥ مليار دج لكل المؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري مهما كان حجمها ونوعها.
وفي هذا الإطار، أكدت بورنان أن الصندوق يتدخل في كل مرة ليوضح لهذه المؤسسات من خلال دراسة ملفاتها أن تدخله لصالحها لمعرفة مدى قدرته على التمويل وماهي الضمانات التي يطلبها وفي اي إطار يتدخل، مشيرة إلى أن الشيء الايجابي فيه هو أن الصندوق يرافق المؤسسة منذ بداية المشروع إلى غاية انجازه، خاصة وأنه كثيرا ما يتدخل لصالح صاحب المشروع ضامنا، كونه لا يتدخل إلا لصالح المؤسسات القادرة على الانجاز تقنيا ولو كانت تواجه بعض الصعوبات المالية.
وفيما تعلق بالصالون، اعتبرت المتحدثة التظاهرة ناجحة جدا، كونها فضاء للمهنيين ومؤسسات الانجاز وتسمح للمؤسسات المتوسطة والصغيرة بالاتصال مع أصحاب المشاريع كدواوين الترقية ووكالة عدل والمؤسسات المالية المرافقة، وكذا مؤسسات الانجاز الكبرى لتبادل الخبرات.