شكل اليوم التحسيسي المنظم أمس من طرف جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر في حديقة التجارب «الحامة»، فرصة للمواطنين من أجل القيام بالتشخيص والاستفادة من النصائح المقدمة، من قبل أطباء وأخصائيين في التغذية حول الوقاية من الإصابة بالداء، سيما الصنف ٢ الذي يشهد انتشارا رهيبا في الجزائر مسجلا ٨٠ بالمائة من بين إجمالي الإصابات المقدرة بـ ١٠ بالمائة.
وبمناسبة اليوم الوطني لمرضى السكري المصادف لـ ٢٤ مارس من كل سنة، خصصت جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، قافلة لتشخيص الداء وارتفاع الضغط الدموي تنطلق من بلدية الرحمانية والسويدانية مرورا بالحامة، وذلك لكي يتمكن المواطنون الذين يجهلون هذا الداء من معرفة أخطار الإصابة به، ومدى أهمية إتباع الأساليب الوقائية لاجتناب مرض السكري الذي يعاني منه ١٠ بالمائة من الجزائريين.
من جهته قال رئيس الجمعية فيصل أوحادة، أن هذه المبادرة تتضمن ٤ ورشات، الأولى خاصة بالتشخيص وقياس نسبة السكر في الدم والضغط الدموي، والثانية تتعلق بكيفية الاعتناء بالقدم السكري الخطير، والثالثة خاصة بالتغذية الصحية التي يقدمها للمرضى أخصائو التغدية، أما الورشة الرابعة هي عبارة عن نصائح للمواطنين من أجل الكف عن التدخين وتجنبه وحثهم على ممارسة الرياضة بانتظام.
وأشار اوحادة أن أعضاء الجمعية لا يستعملون كلمة حمية خلال تقديمهم لنصائح توعوية تفيد المواطنين، باعتبارها تثير خوف وتردد الجزائريين، وإنما يفضلون استبدالها بكلمات أخرى كالنظام الغذائي الصحي.
وطرح رئيس الجمعية بعض المشاكل التي تعيق التكفل الجيد بمرضى السكري، مؤكدا أن ٣٠ بالمائة من المصابين بالداء غير مؤمنين اجتماعيا، وهو ما جعل أغلبيتهم يصابون بمضاعفات خطيرة، مجددا دعوته إلى تطبيق القانون الخاص بتأمين جميع المصابين بالأمراض المزمنة، والذي ما يزال حسبه حبرا على ورق، حيث تعترض هذه الفئة لصعوبات كبيرة في الحصول على هذه البطاقة التي تسهل عليهم العلاج.
ودق الطبيب حبيطوش عبد الوهاب، في اليوم التوعوي ناقوس الخطر حول داء السكري صنف ٢، الذي لا تظهر أعراضه إلا في مرحلة متأخرة، حيث تظهر المضاعفات الخطيرة على غرار فقدان البصر والإصابة بالقصور الكلوي وارتفاع الضغط الدموي وكذا القدم السكري.
وأوضح الطبيب أن ٥٠ بالمائة من خلايا البنكرياس نجدها مدمرة عند المصاب بداء السكري صنف ٢، نظرا لعدم قيام الشخص المصاب بتحاليل طبية في وقت مبكر، بل وهناك أشخاص يتم اكتشاف إصاباتهم في مثل هذه الأيام التحسيسية التي تنظم من طرف جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، لكن بعد ظهور مضاعفات كارتفاع الضغط الدموي الذي يمس مرضى السكري بصفة كبيرة بسبب عدم القيام بالتشخيص المبكر.
ودعا الدكتور حبيطوش الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بداء السكري صنف ٢، كالذين لديهم قابلية وراثية والسمنة، الى القيام بالتشخيص على الأقل مرة في السنة، أما بالنسبة للمرضى نصح ذات المتحدث بمراجعة طبيبهم المعالج ٣ مرات في الشهر.
