في انتظار تحقيق وزارة الفلاحة للفصل في القضية

تأثير الحرارة، الرطوبة واللقاحات غير مستبعد في فساد لحم الأضاحي

جلال بوطي

لاتزال حادثة تعفن لحوم أضاحي العيد تثير ضجة كبيرة في أوساط الرأي العام الوطني، رغم فتح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري تحقيقا في القضية التي تتضارب الآراء حولها، حيث وجه بعض المواطنين أصابع الاتهام إلى الموالين بإطعامهم الماشية أغذية غير صحية. في حين أشارت جهات إلى الحرارة والرطوبة العالية اللتين تندرجان ضمن سوء طرق حفظ اللحم من طرف المستهلكين الذين تباينت آراء من تحدثت إليهم “الشعب”.
 يرجح بعض العارفين بقطاع تربية الماشية، أن سبب تعفن الأضاحي راجع إلى سوء طرق حفظها من طرف المواطنين، الذين لم يتأكدوا من إجراءات الحفظ المتعارف عليها، حين عمدوا إلى تأخير تقطيع الأضحية في يومها الأول مثلما جرت عليه العادة، وهو ما يبدد الشكوك والآراء التي تسلم بأن الماشية تناولت أغذية غير سليمة، بدليل أن الأعراض ظهرت في عدة ولايات من الوطن.
تضاربت آراء المواطنين، ممن تحدثت إليهم “الشعب”، أمس، فمنهم من سلم بفرضية سوء الحفظ، الذي قد يكون وراء تعفن الأضاحي في يومها الأول. لكن الكثير منهم عارض بشدة هذا الطرح، لاسيما أولئك الذين اعتادوا على نفس العادات المتبعة في عيد الأضحى، وهو ما يبرر به المواطنون شكوكهم في سلامة لحوم الأضاحي.
في هذا الشأن، تحدثت “الشعب” إلى بعض المواطنين حيث قال “حسين.ب”، إنه لم يغيّر أي طريقة في وضع الأضحية بعد ذبحها، سواء تعلق الأمر بعملية السلخ أو عرضها للهواء.
كما أوضح المواطن “جمال.أ”، أن لحم الأضحية بدت عليه الأعراض في الجزء السفلي منها دون العلوي، مشيرا إلى أنه يقتني الأضحية من نفس الموال سنويا، مستبعدا فرضية سوء التغذية، بحسبه.
وفي ظل تضارب الآراء، ارتأت وزارة الفلاحة مباشرة تحقيق شامل على المستوى الوطني، لمعرفة الأسباب الحقيقية لظهور هذه الحالة الاستثنائية هذا العام، التي تسجل لأول مرة بشكل عام على مستوى الوطن، ما يفتح باب التأويلات واسعا أمام التحقيق الذي باشرته الوزارة الوصية.
ويشارك في التحقيق الذي فتحته مصالح البيطرة بوزارة الفلاحة، الدرك والأمن الوطنيين لمعرفة أسباب فساد لحوم الأضاحي، حيث جاء إخطار مواطنين في عدة ولايات من البلاد لمصالح البيطرة، بالظاهرة التي لوحظت خلال اليوم الثاني لهذه المناسبة الدينية.
وعليه، قامت المصالح البيطرية بأخذ عينات على مستوى المخابر البيطرية، في حين أن عينات أخرى تم إرسالها إلى مخابر الدرك الوطني والتي تعد أكثر نجاعة وخبرة في إجراء التحاليل.
ومن المنتظر أن يشمل التحقيق الولايات التي سجلت فيها حالات كثيرة لتعفّن لحوم الأضاحي، بحسب ما تلقته المصالح البيطرية بالولايات، على غرار العاصمة وبومرداس وقسنطينة والشلف والبليدة، ما يوحي أن الظاهرة سجلت بكثرة في مناطق دون غيرها، الأمر الذي يفتح باب التأويلات حول تأثر اللحوم بالظروف المناخية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19757

العدد 19757

السبت 26 أفريل 2025
العدد 19756

العدد 19756

الخميس 24 أفريل 2025
العدد 19755

العدد 19755

الأربعاء 23 أفريل 2025
العدد 19754

العدد 19754

الثلاثاء 22 أفريل 2025