مؤشرات تنموية قوية

اندونيسيا ..نموذج في تسيير

جمال أوكيلي

أندونيسيا هذا البلد المترامي الأطراف لم يحدث القطيعة مع تاريخه أبدا،، وأنت تستمع الى سعادة السفير أحمد نعم سالم الذي نزل ضيفا على جريدة «الشعب» تشعر شعورا قويا بأن التواصل بين المحطات التي شهدتها البلاد منذ حكم  الرئيس احمد سوكارنو الى يومنا هذا.. هو سمة جوهرية من سمات سر النجاح الذي حققه هذا البلد.
في كل مرة  كان السفير يظهر الطريقة السلسلة في تسليم السلطة من سوكارنو الى سوهارتو مرجيسي ووحيد ومقواتي.. مبرزا فعلا المشاركة الشعبية في صناعة القرار، وفق منطق يخدم المواطن الأندونيسي بشكل يجعله دائما متمسكا بالاستقرار.
وهذا الإنشغال دفع إلى ترقية المؤسسات السياسية في اندونيسيا ما سمح بالإنتقال الى مجال تحريك الآلة الاقتصادية وتحقيق نسبة نمو تقدر بـ ٦،٧٪ وحيازة المرتبة ١٥ عالميا في نادي مجموعة الـ ٢٠، و ٩٩٪ صادرات خارج المحروقات .. و ١٩١ مليار دولار مداخيل الصادرات.
هذه الأرقام تبين بأن أندونيسيا بلد ناشئ ونموذج في التسيير والحكم الراشد،، وكل ماتركه الزعماء السابقون كان عبارة عن مرجعية قوية في «دعم. وتعزيز» ديمومة الدولة في إنجاز المزيد من النجاحات.. وبالرغم من بعد هذا البلد فإن المسافة لاتعني أي شيء كونه بلغ درجة من التقدم تحتاج الى الإشادة والتنويه.
واليوم فإن أندونيسيا إتسطاعت أن تكون مع الكبار لانها اختارت نمطا فعالا في المجالين السياسي والاقتصادي، فبعد تبني مشروع «العهد الجديد» قرر المسؤولون الدخول في مقاربة الإصلاحات التي جسدت المعادلة القائمة على تفتيق العبقرية الأندونيسية من أجل الاعتماد على النفس واستغلال الكفاءات والموارد البشرية النادرة المتواجدة في البلاد، وتعتبر حاليا بلدا محترما لانه تخلص من التبعية للغير محققا الرفاه الإجتماعي لشعبه ولتكون كلمته مسموعة على الصعيد العالمي.
وخلال حديثه عن واقع وآفاق أندونيسيا،، لم يفت سعادة السفير التركيز على نقاط قوية منها رفض كل القيادات الأندونيسية رفضا قاطعا التدخل الأجنبي في شؤون البلد، حتى لاتفتح هذه الجبهة في وقت لاحق للآخرين.
كل هذه القيم حصنت البلد من كل الهزات الظرفية التي قد يتعرض لها في أي لحظة، كونها مرجعيات في المواقف السياسة الصعبة،، خاصة مع بدايات استقلال البلد في ١٩٤٥، الذي يصادف تأسيس الأمم المتحدة وانتهاء العمل بما كان يعرف «بعصبة الأمم»،، من هنا كانت الانطلاقة مع مسيرة هذا البلد باتجاه آفاق واعدة،، وهو اليوم يحصد كل تلك النجاحات بفضل سياسة ترتكز على الهدوء في التكفل  بالإنشغالات الأساسية التي ترتقي بالوطن الى الأعلى، ومهما تكون الخلافات فإنها تصنف في خانة الرأي الآخر، الذي يقدم إضافة للتقدم، هكذا صنع الأندونيسيون مجدهم السياسي والاقتصادي، والأرقام تتكلم عن نفسها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024