قواسم مشتركة في مواجهة التحديات والأخطار

محاربـة الإرهاب بأقصى درجــة الصرامــة والسيادة غير قابلــة للمساس

فنيدس بن بلة

عاد السفير الأندونيسي بالجزائر، الحاج أحمد نعم سالم، إلى الاعتداء الإرهابي بتيڤنتورين وتداعياته الخطيرة، رافضا أي استسلام للجماعات الإجرامية التي توظف الدين الإسلامي لأغراض أخرى.

وقال السفير الذي كان «ضيف الشعب»، أمس، أن أندونيسيا لم تتردد لحظة في التعبير عن مساندتها المطلقة للجزائر أثناء الاعتداء الإرهابي. وتجدد موقفها المبدئي من محاربة شبكات الإجرام التي تعدّت خطورتها الأوطان والحدود، وتتمادى في الترويج للتطرف وأشياء ما أنزل اللّه بها من سلطان.
وحسب السفير، فإن رئيس أندونيسيا، كان من السباقين في إعلان التضامن مع الجزائر، عقب الاعتداء الإرهابي. وساند بقوّة تدخل القوات الجزائرية في إجهاض المخطط الإرهابي، وإطلاق سراح المختطفين في الموقع الغازي بعين أميناس بإليزي في أبعد نقطة من الجنوب الكبير.
وجاء هذا ضمن رسالة وجهها على عجل الرئيس الأندونيسي لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أكد من خلالها موقف جاكرتا اللامشروط للجزائر في هذا الظرف الاستثنائي، ودعمها المطلق لها في محاربة الإرهاب.
واعتبر السفير، الاعتداء الإرهابي بتيڤنتورين، جريمة ضد الإنسانية لا تغتفر، مفضلا الغوص في شبكات التطرف التي تستعمل الإسلام مطيّة لنشاطها، وهو بريء من الغلوّ، باعتباره دين التسامح والتعايش والجدل بالتي هي أحسن.
وبهذه الممارسات الشنيعة، والجرائم المرتكبة التي تجاوزت حدود المنطق والعقل، يكشف الإرهاب ـ حسب السفير سالم ـ عنفوانه وتطرفه.. ويظهر كيف أنه يهدد الحضارة الإنسانية، ويضرّ الإقتصاد العالمي.. ويضرب أسس اللبنة الأولى للحياة البشرية.
وعلى هذا الأساس، لم تبد أندونيسيا أي تردد في ملاحقة جماعات الإرهاب، وتصفية من يوجهون سلاحهم للمجتمع.. ويضربون مكاسب الأمة ومؤسساتها ومواردها البشرية، مفتاح التطور والبناء.
وعلى هذا الأساس، تكشف جاكرتا للملأ، مدى القواسم المشتركة مع الجزائر، التي تستمر في ملاحقة عصابات الإرهاب، وتعلن حربا شعواء ضدهم، ولا تقبل بالمساومة مهما كانت التحديات، موضحة أن السيادة الوطنية أعلى وأغلى. وأن الأمن الوطني خط أحمر.
تشترك أندونيسيا مع الجزائر في مسائل عديدة تخصّ الإرهاب، وبناء مؤسسات دولة حديثة تسير وفق قواعد ديمقراطية ثابتة لا تهتزّ تحت أي طارئ.
وكشف السفير النقاب عنها بصفة مفصلة، فقد خاضت الدولتان تجربة التحول الهادئ منذ التسعينيات.. عدّلت دستورهما لفتح المجال الواسع للتعددية السياسية. وتواصل مسار الإصلاحات اعتمادا على استقلالية القرار ورفض الوصفات الخارجية، والسقوط في أية أجندات.. خاضت الدولتان تجربة ربيعهما قبل الحراك السياسي الذي تشهده بلدان عربية وإفريقية مبدية غيورها على المكاسب المحققة بنضالات هادئة.. وتغييرات سلمية برمجت للبناء، لإصلاح الخلل، وليس الهدم والتكسير، جاعلة من مواطن الضعف في الممارسة السياسية وغير السياسية قوّة إنطلاق ووثبة إلى الأمام في محيط دولي يعرف اهتزازات إرتدادية وأزمات هيكلية.
وهي وضعية نجحت الجزائر وأندونيسيا في مواجهتها وتخطي تداعياتها بالاحترازات المتعددة الأوجه، معززة وجودهما في الخارطة المشكلة، مثبتة موقعها فيها كاسبة مصداقية ذات قيمة لا تقدر بثمن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024