اعتبر أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر لحسن زغيدي، عيد النصر المصادف ليوم ١٩ مارس من كل سنة بمثابة «وقفة تاريخية» للجزائر، ولكل محبي السلام في العالم، على اعتبار أنه تم إنهاء الحرب وإقرار السلام في هذا اليوم، وهو السلام الذي قال أنه لم يخص الجزائريين فقط بل شمل كل بقاع العالم لأن الثورة حررت غيرها قبل نفسها، داعيا الشباب إلى تثمين قيم الوحدة الوطنية، والباحثين إلى الانطلاقة في عمل جماعي يضع رصيدا كاملا وشاملا للأجيال اللاحقة خاصة جيل الذكرى المئوية الذي سيحتفل بالذكرى بعد ٥٠ سنة.
وأوضح زغيدي وهو يرد على أسئلة «الشعب» حول مغزى ذكرى الـ١٩ مارس، ورسالته للشباب الجزائري خاصة في هذا الظرف بالذات الذي ارتفع فيه نعيق البعض يطالب بتقسيم البلاد وإشاعة الفوضى بعد استرجاع الجزائر استقرارها وعافيتها، أن مفهوم السلام الذي جاء به يوم ١٩ مارس هو في وحدة الشعوب والقيادة، والالتزام بالمنهج والمبدأ لأن اتفاقيات ايفيان هي ترجمة حقيقية وملتزمة بما جاء به بيان أول نوفمبر من مبادئ، وما نصت عليه وثيقة الصومام من أدوات وأسس للتفاوض.
وأضاف قائلا: أن اتفاقيات إيفيان ترجمة ذلك، لالتزام المفاوض بتلك المبادئ، وثانيا لشدة الثورة والتزامها بنصوصها، وهو ما أدى إلى تضافر الجهود المخلصة التي استطاعت أن تنجز عمل شابته الصعوبات وعراقيل، أراد من خلالها المستعمر وقف هذا الزحف الذي يحمل رسالة عالمية، قبل أن يضيف أن اتفاقية ايفيان حققت ما نصت عليه مواثيق الثورة ومن قبلها الحركة الوطنية، وهي وحدة الجزائر أرضا وشعبا، والتمثيل الرسمي لجبهة التحرير الوطني كممثل شرعي ووحيد للشعب الجزائري، وأيضا الاستقلال التام والسيادة الكاملة للدولة الجزائرية، وأخيرا وقف إطلاق النار الذي جاء بعد الاعتراف الرسمي بالمبادئ الثلاثة السابقة الذكر، وهو المبدأ الذي اتخذ كأساس لأي تفاوض قبل وضع السلاح وتوقيف القتال.
وبخصوص رسالته لشباب اليوم، قال زغيدي أن ١٩ مارس هو اليوم الرسمي لتحقيق الوحدة الجزائرية بكل أبعادها الشعبية والترابية، وهو درس جاء بعد عناء وجهد جهيد، حاول المستعمر منذ سنوات تفكيك هذه الوحدة بادعاءات ومناورات، إلا أن فشله كان بإرادة شعبية جامعة بحيث أن الثورة اشتدت وشملت كل التراب الوطني منذ أعلن المستعمر عن نواياه لفكرة التقسيم التي طورها من فكرة إلى مشروع أراد تحقيقه ميدانيا، لذلك ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف من أجل الوحدة الوطنية، واسترجاع السيادة الكاملة، لذلك من باب الوفاء والإلتزام ومن المسؤولية أن يعمل جيل الاستقلال بكل ما يملك من فكر، وإرادة وتربية على تثمين قيم الوحدة الوطنية.