دعا المجاهد كشيدة صحراوي، الذي كان في صفوف جيش التحرير بالمنطقة الخامسة بالولاية الرابعة التاريخية، إلى الإهتمام بكتابة تاريخ الثورة بروح موضوعية حتى تكتسب الأجيال الصورة الحقيقية للحقبة الاستعمارية وتمجيد مآثر الشهداء الأبرار.
وعن سماعه لخبر إعلان وقف إطلاق النار، أوضح محدثنا أن المجاهدين كانوا يتابعون أخبار الثورة من خلال صوت إذاعة الجزائر الحرة المستقلة، وذلك عبر مذياع ياباني الصنع يلتقط صوت عيسى مسعودي.
وأضاف قائلا «كان ١٩ مارس ١٩٦٢ يوم اثنين، وعمّت الفرحة في أوساط السكان والمجاهدين».. وكان ذلك اليوم لتوقيف القتال وليس الاستقلال، وبالطبع عادت الذاكرة إلى الوراء فامتزجت الفرحة بالحصيلة المذهلة التي خلفها الاستعمار، وبالذات تسجيل ٨٠٠ قرية مدمرة و٣٠٠ ألف يتيم و٥٠٠ ألف معتقل.
وسجل عدم موافقة جيش التحرير الوطني على بعض ما ورد في اتفاقيات إيفيان، لكن بفضل حنكة القيادة أمكن تجاوز تلك الشروط القاسية، حيث بدأ التغيير مع إعلان الاستقلال في ٥ جويلية ١٩٦٢.
كانت الثورة تسير بثقة في النفس من خلال جيش التحرير الوطني الفاعل في الميدان، رغم الصعاب ومناضلي جبهة التحرير الوطني والمنظمة المدنية الذين برهنوا على شجاعة في الإقدام دفاعا عن الجزائر الحرة. وفي مثل هذا اليوم المتميز من المفيد إستخلاص العبر وتذكر الأبطال، خاصة أولئك السياسيين الأفذاذ مثل كريم بلقاسم وبن يوسف بن خدة، ولكن أيضا أولئك المجاهدين البسطاء الذين لم تمنعهم الأميّة التي كرّستها فرنسا الاستعمارية فنشرت الجهل بين الجزائريين، من بذل الغالي والنفيس من أجل كسر القيود ومجابهة جيش الاحتلال وأدواته الإدارية المتسلطة حتى تحقيق النصر.
كشيدة صحراوي «عضو جيش التحرير الوطني»:
«علمنا بالخبر من صوت الجزائر واكتملت الفرحة في 5 جويلية 1962 »
س/ بن عياد
شوهد:191 مرة