عرت شهادة المجاهد ياسف سعدي، خلال تنشيطه ندوة تاريخية بمنتدى جريدة «الشعب» حول «إضراب الثمانية أيام.. دفع قوي للثورة الجزائر» حقائق مرعبة عن جرائم فرنسا الإستعمارية التي ارتكبتها بالجزائر، حيث أكد أن الاستعمار الفرنسي حوّل شاطئ تيبازة، والمرسى بالعاصمة إلى مقبرة جماعية دفن فيها ٣٠٠ ألف جزائري، بعد أن ألقى بهم أحياء من طائرات الهيلوكبتر.
وقال المجاهد سعدي، إن الجزائريين الذين إلتفوا حول نداء جبهة التحرير الوطني الداعي إلى القيام بإضراب الثمانية أيام سنة ١٩٥٦، وجدوا أنفسهم مطاردين من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية، حيث أعطت الجنرالات الفرنسية آنداك أوامر بتوقيف ٢٤ ألف شخص، غير أن الحملة التي نفذت في الجزائر العاصمة، وفي الولايات الكبرى على غرار وهران، وقسنطينة أفضت إلى مقتل العديد من الجزائريين في تلك الولايات، ودفن ٣٠٠ ألف جزائري وهم أحياء في عرض البحر بالعاصمة، بعد أن قام الجيش الفرنسي برميهم وهم مكبلو الأيدي والأرجل من طائرات الهيلوكبتر.
وكشف سعدي، عن تنصيب لجنة خلال اضراب الثمانية أيام أوكلت إليها مهمة متابعة إلى أين يتم إقتياد الجزائريين الذين تم توقيفهم بعد بدأ الإضراب في العاصمة، خاصة وأن الحملة توسعت لتشمل العديد من الأفراد، وقد تبين بعد التحريات أن المقبوض عليهم تم إلقائهم من طائرات الهيلوكبتر في شاطئ تيبازة، والمرسى بالعاصمة.
وطالب سعدي، شباب اليوم بالعمل على استخراج رفاة الشهداء من البحر، لتبقى شاهدة على جرائم المستعمر، وتبين الثمن الذي دفعه الجزائريون خلال اضراب الثمانية أيام، موضحا أن المستعمر الفرنسي حول حياة الجزائريين إلى جحيم، بعد أن أصبح يمارس التعذيب في البيوت، والمنازل عقب إضراب الثمانية أيام انتقاما منهم، كما أنه فتح ٤٠ مكانا آخر للتعذيب بالعاصمة.
ولدى تطرقه، إلى الظروف التي أحاطت بعملية التحضير للإضراب، أقر سعدي أن العملية لم تكن سهلة واستدعت توسيع المشاورات إلى قادة الثورة، لتحديد الفئة التي ستقوم بشن الإضراب لإسماع صوت الجزائر لجمعية الأمم المتحدة، وإسقاط إدعاءات السلطات الإستعمارية التي شككت في مساندة الشعب الجزائري لجبهة التحرير الوطني، خاصة وأن مليوني جزائري كانوا في المحتشدات آنذاك ليس بإمكانهم المشاركة في الإضراب، ونفس الشيء بالنسبة للمجاهدين المرابظين بالجبال، يبقى العائلات والعمال وهؤلاء إقناعهم سيكون صعب، مما دفع بالمنظمين إلى الاستنجاد بالفنانات الجزائريات لإقناع العائلات الجزائرية بضرورة الإلتفاف حول جبهة التحرير الوطني وتلبية نداءها، ودعوة الولايات الكبرى على غرار وهران، قسنطينة للمشاركة في الإضراب.
أغلب الضحايا استشهدوا تحت التعذيب الفرنسي
مقبرة جماعية بشاطىء تيبازة وميناء العاصمة
زهراء.ب
شوهد:213 مرة