قدّم المجاهد ياسف سعدي من خلال تدخله في منتدى «الشعب»، يوم أمس، شهادات حيّة بمشاركته الفعّالة في إضراب الـ٨ أيام في جانفي ١٩٥٧، والذي كان محطة هامة في مسار الثورة التحريرية، بالنظر إلى النتائج والدفع النفسي الكبير الذي أعطته هذه الوقفة للتجار الجزائريين للثورة بفضل التخطيط الذكي لجبهة التحرير الوطني...
والشيء الذي أثار الانتباه هو الدقة التي سرد بها سعدي وبتفاصيل مؤثرة لكل اللحظات التي سبقت وحدثت أثناء الإضراب وبعده، مستعينا بأسماء كل الذين رافقوه في هذا الحدث...
فقد كانت فرصة لمعرفة شهادة حيّة لهذا البطل حول تاريخ كبير، لتكون عبرة للأجيال الحالية عن عظمة الثورة الجزائرية.
ومن خلال ما سمعنا، فإن اللقاءات المباشرة مع المجاهدين والمناضلين تكون لها الفعالية أكثر للمعرفة العميقة لتاريخنا، لاسيما خلال الثورة التحريرية، وبالتالي، فإن الإعتماد على المناسبتية أثر وسيؤثر على سرد أحداث كبيرة من هذه الثورة.. في الوقت الذي يكون من الضروري فتح فضاءات دورية وفي كل أنحاء الوطن للقاءات يتم فيها توضيح أمور وتقديم شهادات مثل التي تلقيناها يوم أمس...
كما أن المدارس والجامعات تعدّ أماكن جدّ مناسبة للإبتعاد عن السرد «النظري» لتاريخ الثورة الجزائرية، أين يكون الإستعانة بالمجاهدين والمسؤولين الثوريين خير سبيل لأخذ «الصور» الأصلية للثورة، أين تبقى الكلمات للذين شاركوا في هذه الثورة العظيمة لها تأثير كبير لجيل الإستقلال الذي يأخذ العبرة من الذين وهبوا حياتهم من أجل استقلال الجزائر، وضحوا بكل ما عندهم لنعيش في كرامة.
ومن جهة أخرى، فإن سماع تلك الشهادات، يعبّر عن أهمية «إضراب الـ٨ أيام»، أين ستفتح صفحاته بشكل موسّع ومعبّر في حالة اعتماده في الرزنامة الخاصة بالمناسبات الوطنية، وهو الأمر الذي يتم حاليا المطالبة به، للإعتراف بالدور الكبير الذي قام به التجار في تلك الأيام التي حملت انتصارا سياسيا آخرا للثورة التحريرية.
شهادات حية من عمق المواجهة
إضراب كسر جدار الصمت
حامد حمور
شوهد:221 مرة