مجاهدون يعودون إلى قضية سفينة ''أطوس'' ويؤكدون:

المخابرات الفرنسية و''الموساد'' وضعت قبضتها على عملية تموين الثورة الجزائرية

حبيبة غريب

رجع أمس «منتدى الذاكرة» إلى قضية سفينة «أطوس» التي كانت تحمل أطنانا من الأسلحة والذخيرة الحربية نحو الجهة الغربية من الجزائر والى مجاهدي جيش التحرير الوطني والتي  اعترضت سبيلها بالمياه الإقليمية المغربية القوات الفرنسية، معتقلة بذلك زمرة الشباب الجزائري الذين كلفوا بالمهمة الثورية. وتبين من خلال المداخلات التي ألقيت في إطار الندوة التي نظمتها جمعية «مشعل الشهيد» بالتعاون مع جريدة «المجاهد» أن «المخابرات الفرنسية والموساد كانت وراء فشل إحدى أكبر عمليات التموين بالأسلحة التي شهدتها  ثورة التحرير الجزائري».

وكشف المجاهد محمد صباغ الذي عايش أحداث سفينة «أطوس الثانية» أن العملية التي خطط لها من مصر وكانت تدخل في إطار الدعم اللوجيستيكي والمعنوي الذي كانت تحظى به الثورة الجزائرية والحكومة المؤقتة من قبل الحكومة المصرية وعلى رأسها الراحل جمال عبد الناصر، ميزها بعض الخلل في التنظيم من الجانب الجزائري الذي أسندت مسؤوليته إلى الرئيس الأسبق الراحل أحمد بن بلة.
وأكد المتدخل ان بن بلة قد وثق ثقة عمياء في شخص ابراهيم النيال، مهرب أسلحة من جنسية سودانية، مستندا في ذلك بما ورد في كتاب فتحي الذيب «عبد الناصر والثورة الجزائرية».
وأوضح محمد صباغ من جهة أخرى أن «فرنسا الاستعمارية اعتبرت قضية سفينة «اطوس الثانية»، التي كانت تحمل عاشر عملية تموين الثورة الجزائرية بالسلاح، مبررا كافيا للتحالف مع بريطانيا وإسرائيل ضد سياسة جمال عبد الناصر المساندة لحركات التحرر في العالم وخاصة مع الثورة الجزائرية».
وأشار من جهته المجاهد محمد الهادي حدادو أن ابراهيم النيال كان المسؤول الأول عن الباخرة البريطانية والتي اطلقت عليها البحرية الفرنسية تسمية «باطوس» بعد أن اعترضت طريقها، وكان يحظى بثقة كبيرة لدى احمد بن بلة عكس فتحي الذيب الذي ذكر في كتابه أنه قد قبض بوهران مبلغ ٥٠ الف جنيه مصري من طرف الاستخبارات الفرنسية، بعد أن سلمها السفينة».
وأضاف حدادو قائلا: «أن فشل العملية لم يكن فقط بسبب سوء التكتيك الجزائري بل ناتج أيضا عن أن المخابرات الفرنسية والموساد كانتا على علم بالمهمة لشهور خلت».
واسترجع المتحدث أحداث الرحلة البحرية على متن السفينة التي حملت قرابة ٨٠ طنا من السلاح والذخيرة والتي دامت ١٢ يوما انتهت باعتقال وتعذيب مجموعة الطلبة الجزائريين الستة والحكم عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين ٥ و١٠ سنوات راح ضحيتها الشهيد محمد وعلي أقروفة الذي لفظ أنفاسه في سجن البرواقية.
وقد كرمت أمس جمعية مشعل الشهيد نضال وشجاعة المجموعة التي قادت عملية باخرة «اطوس الثانية» وعلى رأسهم المرحوم محمد وعلي أقروفة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024