«الشعب» تستطلع آراء المواطنين حول الإزدحام والاكتظاظ المروري في العاصمة

«ثلث حياتنا النشيطة تذهب في وسائل النقل» والضغط أفقد الوقت قيمته

استطلاع: حكيم بوغرارة

أصبح الازدحام والاكتظاظ هاجس العاصميين الأول حيث باتت هذه الظاهرة مصدرا للقلق والاضطراب من خلال تسببها في تحويل حياة المواطن إلى جحيم حقيقي،من خلال تدمير كل قيم الوقت والمواعيد وتحطيم كل رغبة في العمل أو الدراسة وهو ما أحدث تصدعات عميقة في بنية حياة الجزائريين وخاصة المدن الكبرى التي تحولت إلى فوضى عارمة لم تنفع كل محاولات الترقيع حل مشكل الازدحام أو الاكتظاظ.
وفتحت «الشعب» المجال للمواطنين للتعبير عن انشغالاتهم في هذا الجانب لنكتشف معهم حجم المعاناة التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية،وأكد «ت.ع»٤٨  سنة قاطن بالشراقة أن الازدحام يتسبب في ضياع ٥ ساعات من وقته النشيط كل يوم وهذا لمدة أكثر من ١٠ سنوات موضحا «لقد حول الازدحام حياتي إلى جحيم من خلال العقبات التي تعترضني كل يوم سواء للوصول إلى مقر العمل أو الرجوع للمنزل،تخيلوا لقطع ٢٠ كلم بين الشراقة وقلب العاصمة أستغرق ٣ ساعات في الحافلة وهو ما جعلني مضطربا وقلقا يوميا».
وأضاف نفس المصدر « بالإضافة إلى الازدحام أكثر،أصبحت السلوكات المشينة تزيدنا قلقا فقابضوا الحافلات تحولوا إلى جلادين يعاقبون المسافرين وينتقمون منهم وهو ما يزيد من حدة المعاناة فالتمدن والتحضر يقتضي سلوك معين وهو ما يزيد من حدة المأساة الني نعيشها يوميا،وأستغرب من سكوت السلطات عن هذه الظواهر التي جعلت العاصمة «دشرة أو دوار كبير» وحتى الآفاق لا تطرح لحلول لمشكل الازدحام والاكتظاظ.
الدراجات النارية لتجاوز اختناق العاصمة
اشتكى «حمزة.مكيرة»٢٨ سنة مصرح جمركي يقطن بباب الزوار من جحيم العاصمة التي باتت  لا تطاق في ظل الاختناق الذي تعيشه،مؤكدا لـ«الشعب» أن إخراج المؤسسات الإدارية والاقتصادية والمالية من قلب العاصمة للتقليل من المأساة التي يتعرض لها الجميع.
وقال المتحدث «إن عملي كمصرح جمركي مرتبط بالتنقلات بين حيدرة والرويبة وعين طاية والميناء يجعلني دائم التوتر وحتى بالسيارة لا استطيع قضاء جميع المصالح بسبب الازدحام فقطع ٣ كيلومترات في بعض الأحيان يتطلب أكثر من ساعة بسبب الازدحام ،وأمام ضغط أصحاب الحاويات من المستوردين الذين لا يعترفون بالأعذار أصبت بالكثير من الأمراض كالضغط الدموي والنرفزة والقولون وفوق ذلك اختلق المشاكل والانفعالات ،وأصبحت لا أطيق حتى رنين الهاتف»
وأشار نفس المصدر إلى أنه اهتدى لشراء دراجة نارية من أجل كسب وربح الوقت وهو ما حدث حتى ولو كانت محفوفة بالمخاطر أمام السياقة الجنونية للكثيرين.
وتساءل بالمقابل عن مصير ومستقبل العاصمة وسكانها المهددين بمختلف أنواع الأمراض في ظل  تواصل الضغط عليها.
الضغط ألغى كل الأولويات
تأسف «بلعباس/ر»٥٠ سنة سائق سيارة إسعاف بالعاصمة للوضع الذي آلت إليه العاصمة حيث بات الازدحام والاكتظاظ وبحكم عملي كسائق سيارة إسعاف أعرف ما معنى الازدحام والاكتظاظ ففي بعض الأحيان وعندما أتنقل لجلب مريض أتعرض لمختلف أنواع السب والشتم معتقدين بأنني ألهو بمنبه سيارة الإسعاف ،ومن المشاكل عند الطوارئ هو إتباعي من قبل الكثير من السيارات حتى يشكلون موكبا في صورة تعكس الضغط ورغبة كل مواطن في تجاوز الازدحام لأن الدخول إلى العاصمة صباحا يتطلب صبر أيوب.
وقال رابح بأن وضعية المستشفيات في قلب العاصمة أكثر من مزري فالكثير من المرضى يتعرضون لمضاعفات نتيجة الزحمة التي يظهر  أنها لا تنتهي،وسرد لنا الكثير من المواقف الغريبة ففي فيضانات باب الوادي اطلعت على أنانية الكثيرين الذين يفضلون إشباع فضولهم على ترك الطريق لنقل المرضى كما أن تواجد الكثير من الملاعب في وسط العاصمة وما يتبع المقابلات من فوضى وازدحام الأمر الذي يزيد من متاعب العمل في العاصمة.
ويبقى العاصميون يعيشون تحت الضغط فالمواعيد اندثرت والتأخر عن أماكن العمل والدراسة أصبحت السمة الغالبة وكل يوم يزداد فيه عدد السيارات ما جعل الأحياء تتحول الى حظائر كبرى ذهبت معها أماكن اللعب واللهو والتجوال،وتسبب هذا المشهد في ارتفاع أمراض القلق من الضغط الدموي إلى السكري وأمراض القلب في صورة تجعلنا كلنا مهددين بالموت إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه والأكيد في كل هذا أن ترتيب العاصمة الجزائرية في مؤخرة التصنيفات لم يظلمونا فيه   

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024