بن حليمة مسعود (مختص في الطب العيادي النفسي):

الازدحام المروري يزيد في إفراز هرمونات الجسم والنرفزة

سهام بوعموشة

أضحت ظاهرة الازدحام المروري اليومي للسيارات والشاحنات بالجزائر، مشكل عويص ينغص حياة الفرد، نظرا لانعكاساته السلبية من الناحية النفسية نتيجة القلق والتوتر الناجمة عنها ، وبالتالي يفقد السائق أعصابه ويصبح عدوانيا اتجاه المحيط الخارجي، هذا ما أكده أمس الأخصائي في الطب النفسي العيادي بن حليمة مسعود لدى تدخله بالندوة التي نظمها منتدى جريدة «الشعب» حول موضوع «الاكتظاظ المروري بالعاصمة وانعكاساته النفسية، الاجتماعية، الصحية والاقتصادية».وفي هذا الصدد، أوضح بن حليمة مسعود أن الازدحام المروري يتسبب من الناحية النفسية في ارتفاع إفراز الهرمونات بالجسم، ما ينجر عنها زيادة حركة الدم، وبروز الدهون بالجسم وكذا تسارع ضخات القلب مع ضيق في التنفس. مضيفا بأن هذه الظاهرة ناتجة عن السلوكات السيئة للفرد، وأنها مسألة تعني كل المجتمع، ومردها نقص ثقافة القيادة لدى السائق الذي لا يحتكم الى قوانين إشارات المرور.
وبالمقابل، أعاب الأخصائي النفساني كثيرا على مدارس تعليم السياقة التي تمنح الرخص للمتربصين وهم غير جديرين بها، كونهم لم يستوعبوا قانون المرور، كما أن الفرد الجزائري غير محضر نفسيا للقيادة، على حد قوله.
 وحسب المتحدث فإن السبب الآخر الذي يؤدي الى الاكتظاظ المروري هو غياب وزارة للتخطيط تتكفل بإنشاء مدينة قائلا: «قبل بناء حي أو مدينة يجب التفكير في الطريق، الممرات، والمستودع كي نفك الخناق مثلما هو معمول به بالدول المتقدمة».
وقال ـ أيضا ـ بن حليمة مسعود، أن وسائل الإعلام لها دور كبير في تغيير سلوكات المواطن غير السليمة من الأصالة الى المعاصرة والتحضر من خلال احترام الآخرين، ويرى الأخصائي النفساني أن ظاهرة الازدحام المروري يعود الى طبيعة شخصية الفرد الجزائري التي تتسم بالغرور. ولم يستثن المحاضر المرأة من ضرورة احترامها هي الأخرى لقانون المرور مفيدا أن السياقة عالمية ولا تقتصر على جنس دون آخر.
بالإضافة الى مشكل آخر يتسبب في كثرة الازدحام، وهو توزيع أوقات العمل التي يجب أن يعاد النظر فيها حسب ما أفاد به بن حليمة قائلا: «البلدان المتقدمة مدنها الكبرى غير مكتظة، لان أوقات العمل منظمة على عكس ما يحدث في الجزائر. حيث أن الجميع يخرج في وقت واحد»، مضيفا بأن ١٠٠ ألف سيارة جديدة دخلت العاصمة في ٢٠١٢، أي بمعدل ٤٠ بالمائة مركبة إضافية، و٤٠ ألف سيارة في سنة ٢٠١١. داعيا الى ضرورة استعمال الجانب الردعي للتقليل من الاكتظاظ المروري، وكذا جعل الباحث النفساني ينشط في الميدان بدل البقاء في المكتب قصد إصلاح المجتمع   .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024