تعدّدت التصريحات حول الشبكة الجديدة للصحفيين منذ سنوات، ولكن لم تطبّق إلى حد الآن ما جعل الصفحيون يشعرون وكأنّهم متسولّون أو يطلبون ''مزية''، في صورة تؤكّد الواقع المزري لأسرة الإعلام والنظرة الدونية التي ينظر بها الكثير لهذا القطاع، الذي قدّم تضحيات كبيرة ويحمل أوزار الكثير من القطاعات الفاشلة من خلال محاولة تقديم صورا إيجابية للمجتمع لتفادي الأسوأ ومحاربة السلبية التي طغت على كل شيء.
تدهورت مكانة الصحافي اجتماعيا بسبب تدهور ظروف ممارسة المهنة التي بات يتحكم فيها تجّار لا يهمّهم سوى جمع الأموال من عائدات الاشهار، وإذلال الصحفيين والعمال لتكوين ثروة يحدث بها الفارق مع الآخرين في مشهد مخزٍ.
ولا يخفى على أحد المشاكل الكبيرة التي يعانيها الصحفيين في ظل إصرار بعض أرباب الصحافة عدم تطبيق القانون الخاص بتنظيم علاقات مهنة الصحافة الواردة في مرسوم ماي ٢٠٠٨ أو قانون إعلام ١٢ ــ ٠١، وكل هذا أمام تقاعس الجهات الرقابية التي يظهر أنّها عَقَدت صفقة غير معلنة ضد الصحفيين من أجل تكميم الأفواه وإخفاء الحقائق.
لقد اجتمعت ظروف معينة مهّدت لهذا الواقع المؤسف، فالصحفيون المطالبون بتغطية كل الأحداث في العالم والدفاع عن المصلحة العليا للوطن، ونقل مواقف الجزائر وكشف المؤمرات التي تحاك ضد البلاد والعباد، يتعرّضون للتكسير وعرقلة نشاطهم سواء بالضغوطات أو بالتضييق على الممارسة المهنية، ويصل الأمر إلى التهديد والمساومة في الكثير من الأحيان.
ويحتل الصحفي في الكثير من الدول مكانة محترمة تضاهي الرهانات، وكما قال محمد حسنين هيكل: ''الدول التي لا تملك مشروعا قوميا يلتقي فيه الجميع، تنتقل الجهود لقهر بعضهم البعض''، وهو ما يميّز الوطن العربي الذي نتطاحن فيه بيننا اليوم ونقهر بعضنا من خلال تسخير كل الوسائل دون أن نتجرأ على توجيهها يوما نحو العدو أو في استثمارها في مجالات تساعد الوطني العربي على تجاوز ما هو فيه.
إنّ الواقع يتطلّب إلى صحافة قوية تنقل الحقائق، ولكن بالمقابل يجب أن يتوفر مناخ ملائم وعقليات تتقبّل النقد وتحترم الصحافة ولا تتصرف بطرق انتقامية، كما أن استغلال حقوق الصحفيين والبزنسة بها دون أدنى احترام للأسرة الاعلامية يبقى أمرا مرفوضا لأنّ الصحافة باتت تتحمّل أوزار الكثير من القطاعات الفاشلة، كما أنّ الإعلام العمومي الذي يتعرّض لحملة شرسة من أجل النيل منه يبقى مرآة عاكسة للمواضيع التي يتناولها لأنّ الخط السياسي يفرض علينا توجّها معينا، نحاول من خلاله تقديم خدمة عمومية متوازنة، وهو ما يفرض جوا متوترا دائما جعل صحة الكثير من الصحافيين تتعرض للأذى، ومنهم من فارق الحياة بعيدا عن أهله ومنهم من ينتظر...ويبقى كل شيء بالنضال والتضحية لأنّ الرسالة التي يحملها الاعلام أكبر من أن تحصر في شبكة أجور.
الصحــافيــون يستحقــون أحســــن؟
حكيم ــ ب
شوهد:272 مرة