لعمامرة من بجنيف :

الجزائر تدعو لوضع آلية حول حماية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية

دعا وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، أمس، بجنيف، المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، إلى وضع آلية رصد مستقلة لوضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
وأوضح لعمامرة في مداخلة خلال أشغال الدورة الـ28 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (2-5 مارس)، أن “بعثة المينورسو المتواجدة لأكثر من عقدين من الزمن تجد نفسها منقوصة من آلية لمراقبة وضعية حقوق الإنسان”، مضيفا أنه “بات من الملح أن تهتم المفوضية السامية لحقوق الإنسان أكثر بهذه الوضعية، من خلال وضع آلية رصد مستقلة لوضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية”.
واستطرد قائلا، إن “هذا ليس من الكماليات، بل هو ضرورة ملحة، لاسيما بعد مرور أربعين سنة على الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية التي قضت بوضوح بأهمية وأولوية حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”.
وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن “الوضع في الصحراء الغربية أين تنخرط جبهة البوليزاريو في ديناميكية من أجل حل سلمي تحت رعاية الأمم المتحدة، هو إنكار للحق في تقرير المصير لشعب يقاوم الاحتلال منذ أربعين سنة”.
وأشار إلى أن “ركود هذا النزاع والمنفى الإجباري للسكان الصحراويين اللاجئ جلهم في بلادي، أمر مقلق للغاية”، مضيفا أن “تعود المجتمع الدولي على هذه الوضعية، يجب أن يستبدل بالتزام أقوى لوضع حدّ لهذه الوضعية المأسوية”.
وبخصوص الوضع في فلسطين، أكد لعمامرة أن “القضية الفلسطينية لاتزال في صلب الأحداث الدولية”، مذكرا بأن “العدوان ضد المدنيين في غزة والقصف الذي يستهدف منشآت الأمم المتحدة والبنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية تبرهن بجلاء على الواقع المؤلم لهذه الأزمة”.
وقال، إنه “لن يكون مجديا إثارة الأحكام الصادرة عن مجلسكم الموقر (مجلس حقوق الإنسان) والأجهزة الأممية الأخرى المدينة للمعتدي والتي بقيت للأسف دون أثر فعلي”.
وأضاف قائلا: “لا يزال الشعب الفلسطيني وقيادته يتطلعون إلى انتصار القانون على القوة من خلال تحقيق حقوقهم الوطنية غير القابلة للتصرف وإنشاء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
ولدى تطرقه إلى اللاتسامح ومعاداة الإسلام، أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن “فضاءات التوتر الناجمة عن التطرف ومخلفاته كالإرهاب واللاتسامح ومعاداة الإسلام تعرض حرية التعبير إلى استغلالات متضاربة”.
وأضاف، أن “الأحداث الأليمة التي وقعت مؤخرا وهي أعمال إرهابية لا يمكن تبريرها ولكن في نفس الوقت لا يمكن بأي حال من الأحوال التقليل من وطأة الأحداث الخطيرة التي جرت فيما بعد في بعض الدول، والمتمثلة في الاعتداءات على أماكن العبادة وتدمير المقابر وممارسة العنف ضد الأشخاص بدواعي الأفكار المسبقة لمعاداة الأجانب والعنصرية”.
.. الجزائر حققت “إنجازات هامة” في مجال احترام حقوق الإنسان
على صعيد آخر، أكد لعمامرة أن الجزائر تمكنت “منذ تقديم تقريرها الثاني سنة 2012 في إطار آلية الاستعراض الدوري الشامل، من تحقيق إنجازات هامة فيما يخص توسيع نطاق الحريات واحترام حقوق الإنسان”، مضيفا أن هذه الإنجازات “تندرج في سياق مسار إصلاحات مؤسساتية وسياسية واقتصادية واسعة النطاق”.
وأشار إلى أن البرنامج الانتخابي، الذي تم على أساسه إعادة انتخاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في 2014، “يتمحور أساسا حول تعزيز الديمقراطية التشاركية وتحديث العدالة وتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة والحكامة الراشدة”.
وذكر على سبيل المثال، أن “القوانين المعتمدة مؤخرا تعاقب بصرامة العنف ضد الأطفال والنساء، كما تدعم حماية المرأة المطلقة”، موضحا أن “هذه التطورات التشريعية تضاف إلى الإنجازات السياسية والمؤسساتية التي حققتها المرأة الجزائرية من حيث عدد المقاعد على مستوى المجالس المنتخبة والحكومة والإدارات الكبرى للدولة بما في ذلك قطاع العدالة”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024