مأمون القاسمي الهاملي بملتقى العلامة الثعالبي

الاهتمام برسالة الزوايا ودورها في التربية والإصلاح

بومرداس: ز/ كمال

دعا الشيخ مأمون القاسمي الهاملي رئيس الرابطة العلمية للزوايا الرحمانية من بومرداس، إلى ضرورة تفعيل دور الزوايا كي تواصل أداء رسالتها الحضرية في التربية والتكوين ونشر تعاليم الإسلام الصحيحة، والمساهمة في إصلاح المجتمع مثلما قامت به في الماضي وفي أحلك الظروف الاستعمارية، رغم محاولة البعض التشكيك في هذا الدور والتقليل من مكانة هذه القلاع الدينية وتحريف أهدافها حسب قوله.

وضع الشيخ مأمون القاسمي في مداخلة له بمناسبة افتتاح الملتقى الوطني الأول للشيخ العلامة سيدي عبد الرحمان الثعالبي للقرآن الكريم الذي احتضنه المركز الثقافي الإسلامي ببومرداس بمبادرة من مديرية الشؤون الدينية، جملة من التوصيات صنفها بمثابة أولويات لإصلاح حال الزوايا وتفعيل دورها التربوي والفكري وفق المنهاج القرآني وصد ما وصفه بالفكر التكفيري والتيارات الهدامة ودعاة الفتنة باسم الدين، معبرا بالقول..”علينا اليوم تحمل مسؤوليتنا في مواجهة تحديات العولمة والصراع غير المتكافئ بيننا وبين الغرب الذي يحاول تمزيق مقومات الأمة والثقافة المحلية باسم الثقافة العالمية، لكن ذلك لا يمنعنا من التفتح الواعي على العالم وإبراز ما يميّزنا من قيم التسامح والأخوة، وتحصين المجتمع وتأهيله لمواجهة هذه التحديات..”.
ودعا رئيس الرابطة العلمية للزوايا الرحمانية بهذه المناسبة إلى وجوب المحافظة على المرجعية الدينية والوحدة الوطنية وخصوصياتنا المذهبية، وانسجام المجتمع بالتصدي للتيارات الهدامة الوافدة وفتنة التكفير التي وصفها بالبلاء والشر الذي أصاب الأمة، إضافة إلى أخلقة الحياة الاجتماعية لحماية أفراد المجتمع بتطهير البيئة الثقافية والإعلامية من كل ما يخدش الحياء وكشف أسباب الفساد ومحاربته، التصدي لظاهرة الدجل والشعوذة، العناية بالتربية الروحية والثقافة الإسلامية الحقة، وأخيرا ركز الشيخ على أهمية إشاعة روح الأخوة والتضامن بين أبناء المجتمع.
من جهته أشاد الباحث التونسي محمد الناجم الوهيبي بدور الزوايا والمدارس القرآنية الجزائرية التي اعتبرها الخزان الحقيقي للثورة التحريرية، كما اعتبرها الحصن المنيع في حماية الهوية الثقافية والدينية للشعب الجزائري طيلة الحقبة الاستعمارية، منوّها في ذات الوقت بالدور الكبير الذي لعبه العلامة الشيخ عبد الرحمان الثعالبي في نشر قيم الدين الإسلامي الحنيف وحمايته من التشويه بفضل مؤلفاته العديدة ومآثره الخالدة منها كتاب الجواهر الحسان في تفسير القران الذي ألهمه وكان مصدر بحثه ومداخلته في الملتقى.
وشهد الملتقى الذي حضرته عدة وجوه وشخصيات وطنية ودينية مناقشة محاور هامة منها الزوايا والمدارس القرآنية وأعلام المنطقة، طرق التعليم القرآني، تاريخ رواية ورش، دور تحفيظ القران الكريم في تنشيط الفرد وتحصين المجتمع وهويته، مع تخصيص المحور الخامس لإبراز جهود الدولة الجزائرية في خدمة القران الكريم، ورغم أهمية موضوع الملتقى الهادف إلى إبراز دور الزوايا والمدارس القرآنية وإسهامات عدد من الرموز والمشايخ في مجال العلم والتربية وإصلاح المجتمع، إلا أنه شهد غياب العديد من الأساتذة الباحثين المبرمجين لإلقاء مداخلات من داخل وخارج الوطن والمختصين في أبحاث التصوف ورموزه، حيث أرجعه البعض إلى تسرع الجهة المنظمة وعدم إعطاء فرصة كافية للتحضير وإشراك جميع الفاعلين من أئمة وشيوخ زوايا وقوفا عند أهمية الموضوع ومكانة العلامة الثعالبي الذي له صيت عالمي كبير.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024