رئيـس الاتحاد العام للجزائريـين بالمهجـر..سعيد بن رقيـة لـ“الشعـب“ :

الجاليـة الجزائريــة..وعـــي متزايـد ضد خطـاب الكراهية في فرنســا

زهراء. ب

لـن نستــدرج إلى استفــزازات تهـدف لاستعمالنـــا ضـــد وطننــا الجزائــر

أكد رئيس الاتحاد العام للجزائريين بالمهجر سعيد بن رقية، أن اليمين المتطرف يسعى لاستعمال الجالية الجزائرية كورقة ضغط على الدولة الجزائرية، عبر التأثير النفسي ودفعها للاحتجاج أو الانتفاض، إلا أن وعي الجالية ووطنيتها يمنعها من السقوط في هذا الفخ، بل إن هناك تجاوبا إيجابيا وتأكيدا على المضي بالجزائر إلى الأمام، موضحا أن الجالية الجزائرية قادرة على التصرف بحكمة وبكافة السيناريوهات الممكنة، ولن تستدرج إلى استفزازات تهدف لاستعمالها ضد وطنها الأم.

قال بن رقية في تصريحه لـ «الشعب»، «في ظل تصاعد الخطابات العنصرية والتمييزية الصادرة عن مسؤولين فرنسيين في الآونة الأخيرة، وجدت الجالية الجزائرية نفسها أمام تحديات غير مسبوقة، تمس كرامتها وحقوقها وتؤثر على حياتها اليومية، وبين محاولات اليمين المتطرف لاستعمالها كورقة ضغط على الجزائر، واستفزازات إعلامية وسياسية متكررة، تؤكد الجالية أنها متمسكة بوعيها ووحدتها، وأنها لن تسقط في فخ التصعيد أو الانجرار وراء المخططات الخبيثة».
وأكد رئيس الاتحاد للجزائريين بالمهجر، أن الخطاب الإعلامي الاستفزازي الذي انتهجته فرنسا في الآونة الأخيرة أخلط كل البروتوكولات والسيناريوهات، وحتى الاتفاقيات، حيث تم خرقها سواء كانت اتفاقية ثنائية بين الدولتين في مجال التسيير الدبلوماسي والقنصلي أو الاتفاقيات الدولية المسيرة للأعراف الدبلوماسية، ووصف هذا الخطاب بأنه «سلبي، همجي، وتهوري»، وكان تأثيره مباشرا على العلاقات بين الدولتين، كما انعكس سلبا على أوضاع الجالية الجزائرية، حيث يتضاعف هذا التأثير يوما بعد يوم.
وأوضح أن منذ أن تبنى وزير الداخلية الفرنسي روتايو خطابا سلبيا وعنصريا وتمييزيا، تبعته في ذلك مختلف الإدارات التابعة لوزارة الداخلية والبلديات، فسقطت في نفس الفخ وأصبحت تتعامل بتمييز وعنصرية، أصبح الجزائري يشعر بعدم المساواة سواء في الشارع أو أثناء مراقبة الشرطة أو في الإدارات والبلديات وفي المرافق العمومية الفرنسية.
وأضاف أن الجالية الجزائرية تحس بالتمييز بغض النظر عن التشريعات التي أقرها اليمين المتطرف، الذي يمثل عقلية وسياسة روتايو، والذي أقر بدوره قوانين تمييزية ألغت بعض القوانين السابقة من طرف واحد، ما أثر بشكل كبير على صورة فرنسا.
وأشار إلى أنه لا يمكن إسقاط هذا السلوك على كل أوروبا، حيث إن علاقات الجزائر طيبة مع دول مثل إسبانيا، والجالية هناك تحظى بالاحترام، عكس ما يحدث في فرنسا التي تسير في مسار غير مدروس قد يصل إلى ما لا يحمد عقباه.
وشدد بن رقية على أن الحفاظ على وحدة الجالية الجزائرية في فرنسا يتطلب تنظيم الصفوف، والتعامل بحنكة مع هذه التصرفات التي لا تليق بالسلك الدبلوماسي ولا حتى بأبسط قواعد التعامل الاجتماعي والنفسي، وقال «إن فرنسا أضرت بصورتها، لكن الجزائريين يدركون المرحلة جيدا وينسقون مع الجمعيات حتى لا يقعوا في الفخ، وسيكونون بالمرصاد للاستفزازات».
وأضاف أن الجالية، عبر جمعياتها وتنظيماتها، ستكون مضطرة للتعامل مع الجمعيات والتنظيمات الحقوقية الدولية، لأن ما تقوم به فرنسا يمثل انتهاكا للقوانين والاتفاقيات الثنائية والدولية المتعلقة بالتسيير القنصلي والدبلوماسي، كاشفا أن المنظمات الدولية بدأت تلتفت لهذا الخطاب السلبي، وهناك تحركات ضد هذه السياسة، مما يجعل التنسيق بين الجالية ضرورياً، مع إمكانية اللجوء للمحاكم المحلية والدولية لمواجهة هذه الممارسات.
وفي ختام حديثه، وجه رئيس اتحاد الجزائريين بالمهجر رسالة إلى الجالية الجزائرية في فرنسا، داعيا إياها إلى التحلي بالحكمة والصبر، وعدم إعطاء الفرصة لوزارة الداخلية الفرنسية لتصنيف أي رد فعل غير قانوني على أنه تهديد للأمن أو مساس بالوحدة الوطنية الفرنسية، مؤكدا أن التعامل المنظم والقانوني، وفق الأعراف والاتفاقيات، سيغير المعادلة ويفشل أهداف من يسعون لاستعمال الجالية كورقة ضغط ضد الدولة الجزائرية

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19850

العدد 19850

السبت 16 أوث 2025
العدد 19849

العدد 19849

الخميس 14 أوث 2025
العدد 19848

العدد 19848

الأربعاء 13 أوث 2025
العدد 19847

العدد 19847

الثلاثاء 12 أوث 2025