دور حاســم للباحثـين في مسار دولة الاستقلال

الكفاءات.. ركيـزة بنـاء الجزائـر المنتصـرة

عامر ناجح

أولت الجزائر منذ الاستقلال اهتماما متزايدًا للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي والاعتماد على الكفاءات الجزائرية بعد أن وجدت نفسها أمام عدة تحديات أبرزها إدارة الشأن المحلي في ظل مرحلة مفصلية في مسار دولة استقلت لتوها من أيادي المستعمر الفرنسي الذي مارس سياسة التجهيل ومحاولة القضاء على الكفاءات الجزائرية بكل الطرق، حيث عملت الدولة الجزائرية على تأطير الكفاءات المتاحة وتشجيع التعليم والبحث العلمي والمضي قدما للتطور في شتى المجالات.

اعتمدت الجزائر في بداية الاستقلال على إنشاء منظومة قانونية وهيكلية لدعم مختلف القطاعات، وتخصيص اعتمادات مالية ضخمة وتنسيق مختلف الجهود لبناء اقتصاد وطني يعتمد على الكفاءات المحلية التي تم تكوينها في مختف الميادين من أجل الحد من التبعية للخارج، انطلاقا من تشجيع المؤسسات الناشئة ودعم تسجيل براءات الاختراع وتأسيس الأكاديميات ومراكز الابتكار، من خلال تأسيس أكاديميات وطنية متخصصة في الإبداع والابتكار لجمع المبدعين ودعمهم بعد أن برزت العديد من العقول الجزائرية المبتكرة والباحثة، سواء داخل الجزائر أو خارجها.
وساهم هؤلاء الباحثون في إنجازات علمية وتقنية في مجالات متنوعة كان لها الأثر البالغ في تسيير وتطوير العديد من القطاعات الهامة التي كانت تحت رحمة المستعمر الفرنسي الغاشم.
في هذا الصدد، أكد الأستاذ والباحث بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة “ بوداود الطيب” أن الدولة الجزائرية بعد الاستقلال وجدت نفسها أمام عدة تحديات أبرزها إدارة الشأن المحلي بأيادي جزائرية على الرغم من قلتها، إلا أنها استطاعت أن تتجاوز هذه المحنة وتتمكن من بناء المدرسة الجزائرية التي كانت وراء تكوين دفعات من المعلمين والأساتذة والإداريين والمهندسين.
فكان منحنى المتخرجين من مختلف المعاهد يزداد سنة بعد الأخرى وفي فترة السبعينيات تضاعف عدد الطلبة الممنوحين إلى الخارج وهم الذين تمكنوا فيما بعد من تسلم قيادة التعليم على مستوى الجامعة الجزائرية التي استطاعت أن تنجب نوابغ وعباقرة كان فضلهم فيما بعد وإلى غاية اليوم على مستوى العالم.
يضيف المتحدث، أن من أبرز الكفاءات الجزائرية التي ظهرت بعد الاستقلال وكانت من العقول الجزائرية المبتكرة والباحثة، سواء داخل الجزائر أو خارجها وساهمت في إنجازات علمية وتقنية في مجالات متنوعة، على غرار بشير حلمي المتخصص في الرقميات الذي اكتشف خلال امتحان البكالوريا 1976 وبرهن على هذا الخلل أمام لجنة علمية وتم تصحيح الخطأ ومنحه الرئيس هواري بودين منحة دراسية إلى الخارج أين نبغ في الإعلام الآلي.
واستعانت ميكرو سوفت بقدراته للإدخال تكنولوجيا استعمال اللغة العربية في الحواسيب ولغات أخرى سنة 1986، بالإضافة إلى الباحث إلياس زرهوني الذي تخصص في الطب الإشعاعي والذي استطاع في وقت وجيز التشخيص المبكر للأمراض السرطانية بالتصوير الإشعاعي.
 وأشار،” الطيب بوداود” إلى وجود العديد من الباحثين الجزائريين الذين ساهموا في العديد من الاختراعات التي كانت ولازال لها دور كبير في المساهمة في بناء الجزائر المستقلة على غرار الباحث الجزائري بلقاسم حبة الذي يُعد من أكثر المخترعين الجزائريين إنتاجًا، حيث يمتلك عددًا كبيرًا من براءات الاختراع وصل إلى 244 براءة اختراع، بالإضافة إلى الباحث نور الدين مليكشي الذي يعد عالما في مجال أجهزة وألياف بصرية متطورة، وله 14 براءة اختراع تُستخدم في مجالات مثل الطب والهندسة المدنية وعلم المحيطات والباحث عبد النور عباس صاحب نظرية “إنشاء أجسام مضادة اصطناعية” للكشف عن الأمراض.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025