«سونلغاز» تصدّر خبراتها الفنية للدولة الشقيقة

الجزائر - النيجر..شراكـــــــــــــة طاقويــــــة واثقــــــــــة موثوقـــــــــة

فضيلة بودريش

 

 تواصل الجزائر بناء شراكاتها وتقوية تعاونها وتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الدول الإفريقية وعلى رأسها الجارة النيجر، وتحرص على مد المشاريع المهمة وإطلاق الاستثمارات المنتجة وتحويل الخبرة وتكوين المورد البشري ومن بين هذه الشراكات الإستراتيجية، مشاريع تعاون واعدة بين «سونلغاز» وشركة الكهرباء في النيجر «نجيلاك»، وينتظر أن تثمر بتعزيز الربط الكهربائي في النيجر.

 تحرّك مجمّع «سونلغاز» باحترافيته ليوسّع استثماراته وشراكته وليصدر خبرته الفنية والتقنية المهمة في مجال الربط بالكهرباء، وينتظر أن يكون له في الأيام المقبلة موضع قدم في سوق النيجر، من خلال تشييد البنى التحتية للكهرباء، والمساهمة وفق قاعدة تقاسم المصالح وتبادل المنفعة المشتركة في تطوير شبكة الكهرباء في دولة النيجر الجارة الشقيقة. ويعكس هذا التعاون الثنائي المشترك عمق العلاقات المتجذّرة في التاريخ، وكذا حرص الجزائر المكثّف من أجل تقوية الشراكات الاقتصادية والتجارية مع دول القارة السمراء، من أجل الانفتاح على التطور المستمر وإرساء الأمن والاستقرار.
وفي إطار انخراط الشركات الجزائرية الكبرى في مسعى الظفر باستثمارات خارجية، تهيّأ مجمّع «سونلغاز» بشكل مبكر، وبدأ في تحركاته المتقدمة ليساهم في ضخ الطاقة في الدول الجارة وعلى رأسها النيجر التي تنظر بارتياح وثقة كبيرة للجزائر، ولم تُخفِ إعجابها الكبير للمستوى الذي وصل إليه مجمّع «سونلغاز» من حيث تحكّمه في التكنولوجيا المتطوّرة، لأنّ النيجر تنتظر من الجزائر أن تقدم لها الدعم في إطار تطوير منظومتها الطاقوية، من خلال توسيع الاستثمارات المشتركة وفق مبدأ «رابح - رابح».
ويترجم تواجد «سونلغاز» في النيجر، الأسس المتينة التي بني عليها التعاون الثنائي ويطمح البلدان إلى بلوغه عبر تجسيد خطط تنموية طموحة، وكذلك من خلال تسطير برامج تعاون للتنمية وتطوير مختلف القطاعات الحيوية، ويندرج كل ذلك ضمن إطار حرص الجزائر على توفير الشروط الملائمة لتحقيق التنمية والاستقرار بالنيجر ومعظم البلدان الإفريقية، انطلاقا من انتمائها القاري واحترامها لمبادئ حسن الجوار.
ومن جهة أخرى، يمكن التأكيد أنّ اختيار النيجر للجزائر كوجهة مفضلة وشريك موثوق، جاء انطلاقا من تجربتها الطويلة مع بلد إفريقي حريص على دعم جيرانه أمنيا واقتصاديا ودبلوماسيا، ومن الطبيعي أن تنفتح النيجر على تعزيز الشراكة البديلة طاقويّا واقتصاديّا مع الجزائر.
آفاق الشراكة..
 تمكّنت الشركات الجزائرية، بعد مسار طويل من الأداء والتطوير والشراكات المتعدّدة والتكوين، أن تصبح شركات بمواصفات عالمية، تواكب التكنولوجيا المتطوّرة، وتعتمد، في ركائز أدائها العالي، على المورد البشري المتمتع بالكفاءة، وعلى سبيل المثال، نجد «سونلغاز» ذات الصيت الإقليمي وإحدى أهم الشركات في العالم في حقل إنتاج الكهرباء، وتراهن مستقبلا على الريادة في ضخ الطاقة النظيفة المتجدّدة، بدأت على ضوء خارطة الطريق المسطّرة، تستثمر خارج الجزائر وعلى رأس القائمة، نجد توجّهها للاستثمار في دولة النيجر المتطلّعة لنقل خبرات عديدة في مجال الإنتاج والربط بالكهرباء، وكل ما تعلّق بتوزيع الكهرباء.
وتتطلع النيجر إلى التكوين وكسب الخبرة اللازمة، كما أنّ «سونلغاز» مستعدة لتكوين الإطارات والفنيّين من النيجر، ومع توفير أدوات الصيانة، وقد تكون البداية مع إنجاز محطات لتوليد الكهرباء كمرحلة أولية، ودون شك لن تدّخر الجزائر أي جهد في إنجاح التعاون الطاقوي المهم والمكرّس للمزيد من الاستقرار والتطور، في النيجر الغنية بثرواتها الباطنية والبشرية الطموحة والمتطلّعة لحياة أفضل.
شركة عملاقة بثقل إقليمي
 مازال مجمّع «سونلغا»ز ينمو ويتطوّر في مختلف المراحل وتحوّل بعد عقود من الأداء إلى أهم الشركات العملاقة على الصعيد الإقليمي، بفضل رؤية متبصّرة وتخطيط استشرافي وموقع ريادي في إنتاج الكهرباء جعل له ثقلا قاريا وأورو-متوسطيا، ومن نقاط قوّتها أنها تمتلك قدرات إنتاج متجدّدة تتوافق في أبعادها مع أهدافها الإستراتيجية المنفتحة على التحول في إنتاج الطاقة المتجدّدة.
ومن الرهانات المسطّرة بشكل دقيق الاستمرار في الرفع من مستوى تطوير الطاقة المتجدّدة لتقليص إنتاج الكهرباء من الغاز وإنجاز نحو 30 بالمائة من البرنامج الوطني المعلن عنه، والذي يضم 4.000 ميغاوات من خلال المحطات الكهروضوئية. وما يعكس تجربة وموقع «سونلغاز»، نجاحها في مدّ شبكة كهرباء ضخمة، ومازالت تتوسّع أكثر من أجل أن يصل طولها خلال الفترة الممتدة من 2021 إلى آفاق عام 2030 إلى 20.296 كيلومتر، إلى جانب تسجيل مشروع ربط بحوالي 12.744 كيلومتر. للإشارة، فإنّ طول شبكة النقل بالكهرباء سيقفز في عام 2030 إلى 64.204 كيلومتر. وتعمل «سونلغاز» بجد بهدف تعزيز معدات الصيانة والتشغيل وإنجاز سلسلة معتبرة ومهمة من مشاريع عصرنة تسيير استغلال الطاقة.
زيارة وفد عن شركة «سونلغاز»ّ للنيجر ليس الأول من نوعه، ويتوقع أن يفضي إلى بناء شراكة مثمرة في قطاع حيوي يعود بالفائدة على البلدين ويعكس طموحات الشعبين في التعاون لبناء اقتصاديات ناشئة ومتطوّرة، تستغل فيها الموارد المتاحة، وينتظر أن تشهد هذه الشراكة دفعا قويا مستقبلا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19709

العدد 19709

الثلاثاء 25 فيفري 2025
العدد 19708

العدد 19708

الإثنين 24 فيفري 2025
العدد 19707

العدد 19707

الأحد 23 فيفري 2025
العدد 19706

العدد 19706

السبت 22 فيفري 2025