الحملـة الانتخابيـة كانـت مثاليـة بكـل المقاييـس
الجيـش الوطنـي الشّعبــي والأسـلاك الأمنيــة..ضمانـة الأمــان
وسائـل الإعـلام الوطنيــة وقفـت علـى مسافة واحـدة من المترشّحين
تنتهي السبت الفترة المحددة للصمت الانتخابي، المرحلة الأخيرة التي تسبق الاقتراع، بعد حملة انتخابية دامت عشرين يوما، في الفترة بين 15 أوت و3 سبتمبر الجاري، حيث نشّط المترشحون الثلاثة آخر تجمعاتهم لإقناع الناخبين ببرامجهم، وتمنح فترة الصمت الانتخابي الناخبين فرصة التفكير لاختيار المترشح الأنسب، والبرنامج الأكثر واقعية وإقناعا.
اعتبر الخبير القانوني الدكتور موسى بودهان، الحملة الانتخابية ناجحة بكل المقاييس، وقال في تصريح خصّ به «الشعب» إن هذا التقييم جاء من منطلق عدد من الأسباب الموضوعية والمبررات العملية، وهي أنّ المترشحين وممثليهم والسلطة المستقلة للانتخابات وسلطة السمعي البصري، ومختلف الأسلاك الأمنية التي أمّنت الحملة، تجنّدوا كلهم لإنجاح المرحلة. وأوضح أن الجميع واع بأهمية الانتخاب والمخاطر المحدقة بالجزائر، ومن يريد النيل منها، وراهنوا على إفشال المؤامرة ضد المساعي الوطنية النبيلة.
حملة ناجحة
وأكّد بودهان أنّه لم يتم تسجيل أي تجاوز من المترشحين أو ممثليهم، لفظيا ولا ماديا، ولم تكن هناك أيّ إساءة أو اتهامات أو قذف متبادل، كما لم يكن هناك استخدام سيء لرموز الدولة، ولم توضع صور مترشح في مكان مترشح آخر، كما لم نشهد أي تمزيق للافتات، عدا حالة أو حالتين، وهما أمام العدالة، وهذا يعتبر سلوكا حضاريا.
ووصف محدثنا الحملة الانتخابية المنتهية بأنها كانت «الأهدأ والأكثر أمنا ومرت بسلام وهدوء»، وقال إن المترشحين شرحوا برامجهم عبر مختلف ولايات الوطن بكل رقي ومسؤولية.
وتطرق الخبير إلى الدور الذي أدته وسائل الإعلام، ووصفها بأنها «وقفت على مسافة واحدة وبعدل وإنصاف مع جميع المترشحين، فضلا عن وسائط التواصل الاجتماعي».
بخصوص «الصمت الانتخابي» الذي بدأ يوم 4 سبتمبر، وقال الخبير بودهان إنه يلزم المترشحين بالإذعان للقوانين الناظمة، بما فيها القانون العضوي المتعلق بالانتخابات، والقانون 89 / 28 المتعلق بالتظاهرات والتجمعات العمومية، والقانون 06 / 01 المتعلق بمكافحة الفساد، فيما تعلق بشراء الذمم والأصوات، والقانون 05/01 المتعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما، لتفادي التمويل غير القانوني للحملة قبلها وخلالها وبعدها.
وأوضح المتحدث أنه «تم تسجيل احترام هذه الضوابط طيلة الحملة، من طرف المترشحين وممثليهم، فيما لم تُسجل خطب فيها تمييز أو كراهية. وبالتالي كانت حملة هادئة تنافست فيها أفكار المترشحين وبرامجهم».
وسجّل محدثنا أن إقبال المواطنين خلال الأيام الأولى من الحملة الانتخابية كان محتشما، لكن بعد مرور أيام واتضاح البرامج، تصاعد الاهتمام خاصة وأن الانتخابات تأتي في ظروف دولية وإقليمية استثنائية.
وجدّد بودهان التذكير بدور الجيش الوطني الشعبي في إنجاح الحملة، والذي أعلن استعداده لضمان الأمن والسير الحسن للحملة كي يمارس الشعب حقه الانتخابي في أمن واستقرار. وهذا يضع حدا للأبواق الناعقة التي تقحم نفسها في الشؤون الداخلية للجزائر في كل موعد حاسم - يقول بودهان - ولابد من تفويت الفرصة اليوم عليها بالتجند جميعا لإضفاء الشرعية على الانتخابات، لأن الشعب صاحب السيادة يملكها ويمارسها عن طريق الانتخاب والاستفتاء.
فرصة التّفكير
بالحديث عن الصمت الانتخابي، قال الدكتور بودهان إن المترشحين وممثليهم وكل من له علاقة بالحملة الانتخابية سيمتنعون عن استخدام كل ما يمثل إيحاء بأن ثمة مواصلة للحملة أو الترويج لهذا المترشح أو ذاك، حيث سيلتزم الجميع بالصمت الانتخابي، وهو يعني أن يقلع الناس في هذه الفترة عن أي تصرف للترويج لمرشح من الثلاثة، مثل إلصاق الصور أو تبديلها، أو إلصاق إشارات أو إلقاء خطب خارج الحال القانونية التي تحددها المادة 73 من الأمر 21/01 المتعلق والمتمم بنظام الانتخابات، ويدخل في هذا الإطار أيضا حظر استخدام سبر الآراء، ووسائل الإعلام أيضا يجب أن تمتنع عن الترويج لهذا المترشح أو ذاك، وتحرص على تحقيق ذلك السلطة المستقلة للانتخابات بالتنسيق مع خلايا متخصصة في الجيش الشعبي والأمن الوطني ومع سلطة السمعي البصري، وأضاف أن المادة 74 تمنع القيام بأي نشاط خارج مجال الحملة التي بدأت يوم 15 أوت وانتهت منتصف ليل الثلاثاء إلى الأربعاء.
وتتيح فترة الصمت الانتخابي للناخب التفكير الجيد لاختيار المترشح الأنسب الذي يلبي طموحاته، والأقدر على قيادة الجزائر، وقال بودهان إن نجاح الموعد الانتخابي المقرر يوم 7 سبتمبر رهان يعول على كسبه، من خلال الإقبال القوي للناخبين والعزوف عن المقاطعة، من أجل إعطاء الرئيس المقبل الشرعية وتعزيزها، سيما في ظل الظروف الإقليمية والدولية المحيطة.
