بلغت قيمة التعويضات الخاصة بالتأمين على حوادث المرور، خلال السداسي الأول من السنة الجارية، ٤ مليار دج، و ينتظر أن تدفع شركات التأمين لزبائنها ٧ مليار دج قبل نهاية العام، ليبقى هذا النوع من التأمين يستحوذ على حصة الأسد في سوق التأمينات، وفي المقابل هناك «نفور» من قبل الأشخاص للتأمين على حياتهم، بنسبة لا تتجاوز ٦ بالمائة من إجمالي التأمينات، حسب ما أعلن عنه عمارة لتروس، رئيس الاتحاد الجزائري لشركات التأمين وإعادة التأمين.
أكد عمارة لتروس، خلال عرضه لمنتوجات شركات التأمين المختلفة في الندوة الصحفية التي نظمها أمس الاتحاد الجزائري لشركات التأمين وإعادة التأمين بنزل «الأوراسي»، أن هناك إقبالا كبيرا للتأمين على حوادث المرور، حيث يصل عدد الملفات في كل الشركات قرابة أكثر من ٩٠٠ ألف ملف سنويا، و قد تم معالجة ٤٠٧ ألف ملف جوان الماضي، في انتظار استكمال الأخرى المتبقية قبل نهاية السنة الجارية.
ونظرا للكم الهائل من الملفات الخاصة بهذا النوع من التأمينات، فقد اتفقت شركات التأمين الالتقاء مرة كل ثلاثة أشهر لمعالجتها، حسب ما صرح به لـ«الشعب» عربة كمال ـ المدير العام للصندوق الوطني للتعاون الفلاحي ـ موضحا بأن التأخر في تسوية الملفات المتعلقة بجميع أنواع التأمينات راجع إلى أن عملية الاتصال بين شبكات التأمين بطيئة ومعقدة في بعض الأحيان.
وبالنسبة لتعويضات الفلاحين، خاصة وأن موسم الأمطار والفيضانات قد حل، أفاد بأن مدة الحصول على تعويض الخسائر عن الكوارث الناجمة عن المتغيرات المناخية، قد تقلصت إلى ٢٠ يوما، نتيجة للسرعة التي تعرفها عملية معالجة ملفات التأمين الخاصة بالمزارعين.
ومن جهته، طالب المدير العام لشركة التأمينات «اليانس» برفع قيمة التأمين على المسؤولية المدنية إلى ٥ دج، التي لا تتجاوز حاليا ٧٥،٢ دج، مبرزا بأن الفارق تدفعه شركات التأمين ويعتبره خسارة، وبالتالي لا بد من إعادة النظر في هذه القيمة، مشيرا إلى أن الشركة حققت رقم أعمال قدر بـ٥٠ مليار دج (جوان ٢٠١٢).
وكشف حسان خليفاتي، في سياق متصل، أن التأمين على حوادث المرور، يمثل ٥٠ بالمائة في سوق التأمينات، فيما تبقى نسبة التأمين على الأشخاص لا تتجاوز ٦ بالمائة، وهو رقم ضئيل جدا.
وقد أرجع خليفاتي في تصريح لـ«الشعب» سبب انخفاض نسبة التأمين على الحياة، إلى نقص الثقافة التأمينية لدى الأشخاص من جهة، خاصة وأن البعض منهم يرجع عدم اهتمامه بهذا النوع من التأمينات إلى الدين، على أساس أن ما قد يحدث للإنسان هو مقدر ومكتوب. وإيمانه بالغيب يجعله لا يفكر في التأمين على نفسه، وإلى نقص التحسيس من جهة أخرى، حيث حمل مسؤولية هذا الأخير إلى شركات التأمين التي لم تقم بدرها في هذا المجال.
ويمثل جانب التحسيس أهمية كبيرة بالنسبة لجعفري عبد الكريم ـ رئيس المدير العام لشركة التأمينات (لاكات) ـ حيث يرى أنه أساسي لتشجيع الأشخاص على التأمين على حياتهم، غير انه يتوقع أن وتيرة تنمية التأمينات لهذه الأخيرة سترتفع خلال السنوات المقبلة، مشيرا إلى انه عامل أساسي يمكنه المساهمة في رفع رقم أعمال شركات التأمين.
وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء شارك فيه ٢٣ شركة تأمين وإعادة التأمين، حيث نال الحديث عن التأمينات على حوادث المرور حصة الأسد في مداخلات مدراء هذه الشركات، حيث طالب هؤلاء بضرورة تسقيف نسبة التخفيضات المقترحة على الزبائن في حدود ٥٠ بالمائة.