كشف رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي سطيف ورئيس الجمعية الجزائرية للطب الداخلي البروفيسور مالك رشيد. أن 90 بالمئة من الأشخاص المصابين بالسكري يتعمدون الصوم بالرغم من تحذيرات الأطباء لهم، مؤكدا أن العديد من المرضى يتعرضون لمضاعفات خطيرة في شهر رمضان.
أكّد المختص في الطب الداخلي في تصريح لـ «الشعب»، أن بعض حالات الإصابة بالسكري تصل إلى الاستشفاء في رمضان بسبب مضاعفات الداء، محذرا المرضى من اتخاذ قرار الصيام دون استشارة الطبيب لأن ذلك يعرضهم لعدة مخاطر كالانخفاض الشديد في نسبة السكر في الدم، والذي يمكن أن يؤدي للغيبوبة أو ارتفاع مستوى السكر في الدم والجفاف، الذي ينتج عنه فشلا كلويا حادا.
وأشار الى تسجيل انخفاض في نسبة المرضى الذين يتعمدون الصوم في شهر رمضان من 50 بالمائة الى 48 بالمائة، حسب دراسة أجريت في سنة 2021 حول مرضى السكري والصوم، داعيا المرضى الى تقبل نصائح الأطباء لتفادي خطر الاصابة بمضاعفات، والأمر لا يخص الأشخاص الممنوعين من الصيام فقط، وانما حتى مرضى السكري الذين يسمح لها بالصيام، المطالبين باتباع إرشادات الطبيب والاحتياطات والالتزام بها.
وأكد البروفيسور رشيد أن التكفل بالمصابين بالسكري في الجزائر عرف تحسنا مقارنة بالسنوات السابقة بفضل الأدوية الجديدة الموجهة للمرضى، مشيرا الى أن بعض الحالات التي تخضع لعلاج الأنسولين ولا تتعدى حقنة واحدة في اليوم يمكنها الصوم بعد الحصول على موافقة الطبيب، وتأكيده بعدم وجود مخاطر على المريض عكس المرضى الذين يأخذون 4 حقن للأنسولين في اليوم، مضيفا أن الأطباء يحددون درجة الخطر حسب كل حالة من خلال إجراء فحص شامل للمرضى.
ودعا رئيس مصلحة الطب الداخلي المصابين بالسكري الى الاطلاع على الدليل الدولي حول السكري ورمضان، والذي يتضمن معلومات حول كيفية التعامل مع المرض في شهر الصيام، وسلم لتقييم حالة المريض من خلال نوعية السكري ومدة المرض، والبحث عن وجود مضاعفات تمس القلب والشرايين والكلى ونوعية العمل وتجربة المصاب بالسكري مع شهر رمضان والادوية التي يتناولها المريض.
وحذّر رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي سطيف ورئيس الجمعية الجزائرية للطب الداخلي، من العادات السيئة في الأكل خلال شهر رمضان، والافراط في تناول السكريات التي تشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين، خاصة المصابين بأمراض مزمنة كالسكري، قائلا إن الصيام مفيد للصحة، ولكن من المفروض اتباع نمط غذائي صحي في الافطار لتجنب التعقيدات الصحية.