أساتذة وأكاديميون يرافعون:

إبعاد الجامعة عن المعترك السياسي والحزبي

سارة بوسنة

رافع أساتذة وأكاديميون في تدخلاتهم، لضرورة إبعاد الجامعة الجزائرية عن التجاذبات السياسية والإيديولوجيات الحزبية، مؤكدين أنها الطريقة المثلى للرقي بها وتطوير أدائها، لاسيما فيما يخص النهوض بالابتكار والبحث العلمي بها. 

 

شكل موضوع إبعاد الجامعة عن التجاذبات السياسية والفكر الإيديولوجي، محور الندوة الوطنية الموسومة بعنوان “حوكمة الجامعة”، التي احتضنها معهد العلوم الإنسانية بالمركز الجامعي بتيبازة بمبادرة من طلبة المركز.

في هذا الشأن، أشارت نائب مدير المركز الجامعي المكلف بالبيداغوجية الدكتورة ايراين نوال، على هامش الافتتاح الرسمي للندوة، أن ميثاق أخلاقيات المهنة الجامعية أكثر من ضروري للمّ شمل الأسرة الجامعية، على اعتبار أنه معيار للأداء القويم ومقياساً للسلوك السوي وتحقيقاً للهدف المنشود. 

وأضافت المتحدثة، أن هذا الميثاق يساهم بطريقة أو بأخرى في الدفع بالجامعة الجزائرية إلى أداء بيداغوجي وعلمي مؤثّر في المحيط الاجتماعي وكذا إبعاد الجامعة عن الإيديولوجية تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي.  

وخلصت الدكتورة إيراين، إلى أن نجاح تطبيق الميثاق متوقف على مختلف الفاعلين في الحقل الجامعي. 

في السياق ذاته، قالت الدكتورة مناع العلجة، في مداخلتها حول “أخلاقيات البحث العلمي”، إن الجوهر الأساسي الذي يجب التركيز عليه في تناول موضوع أخلاقيات البحث العلمي، هو الابتعاد عن ربط هذا الموضوع بكل ما هو مثالي وفاضل لدرجة تنأى به عن الواقعية وتجعله في نطاق ما نأمل أن يكون وما لا يجب أن يكون. 

ولفتت المتحدثة، إلى أن أخلاقيات البحث العلمي هي مسألة نوعية ذات شقين شكلي وموضوعي، ترتبط ارتباطا وثيقاً باسترتيجيات الجودة الشاملة في قطاع التعليم العالي، وليست مجرد فضيلة أخلاقية متروكة لضمير الفرد ورد فعل المجتمع، ما يطرح الدور المؤسساتي في بناء النسق الأخلاقي والمنظومة القيمة للبحث العلمي. 

وتابعت الدكتورة مناع، “إدراك أن أخلاقيات البحث العلمي تتعلق بالفاعل، أي الباحث، كما تتعلق بالفعل، أي البحث، وكلاهما يتعلقان بالبيئة التي تتم فيها العملية البحثية بمدخلاتها ومخرجاتها. ومن هذا المنظور - تواصل المتحدثة - يصبح استخدام مصطلح ضوابط البحث العلمي أجدى بكثير من استخدام مصطلح الأخلاقيات”. 

وخلصت المتدخلة في الجلسة الأولى من الندوة، حديثها قائلة “إن التواضع العلمي لا يعني أبدا أن يقلل الباحث من قدر نفسه أو من قيمة عمله البحثي، بقدر ما يعني في الجوهر احترام ما سواه من الباحثين وتجنب تقليل أو احتقار العمل البحثي للباحث لآخر، كما أن الكبرياء العلمي هو ضد الغرور والتعالي بالألقاب والدرجات. لأن الكبرياء العلمي، بحسب المتحدثة، يرتكز على ما تقدمه يد الباحث من بحث وما ينضج به إناؤه من إنجازات وأعمال من حقه أن يفتخر بها. 

من جهته، قال مدير الندوة الدكتور عاشور عبد الرؤوف، في مداخلته، إن الميثاق يمثل أرضية تستلهم منها القوانين الضّابطة للآداب والسلوك وأشكال التنظيم المكرّسة لها، بالإضافة إلى أنّه يبين أطر التعايش داخل الجامعة والعلاقة بين الطلبة والأساتذة والإدارة، ويضمن عدم وجود أي خلل في هذه العلاقة، مع حماية الأستاذ من أي تدخل من الإدارة وضمان حريته واحتكامه للضمير المهني.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024