حذر الوزير الأسبق لشؤون خارجية مالي، صومايلو بوباي ميغا، من انعكاسات التدخل العسكري في شمال مالي على المنطقة، وقال إن استخدام القوة يعد خيارا حاسما لمكافحة الإرهاب وعصابات تهريب المخدرات والجريمة العابرة للحدود، لكنه ليس الحل الوحيد، فهناك المقاربة السياسية التي لها أهمية بالغة على جميع الأصعدة.
واعتبر الوزير الأسبق المالي، أمس، في ندوة نشطها بمقر يومية «ديكا نيوز»، أن هناك خيارين مطروحين على الطاولة من أجل استعادة مالي لسيادتها على الشمال، ومحاربة المنظمات المتطرفة التي تسيطر على المنطقة، وهما الخيار العسكري، الذي يلقى مساندة ودعما من عدة أطراف خاصة الجماعات الإرهابية التي تريد تحويل مالي إلى ساحة حرب كأفغانستان، وأي عملية عسكرية يجب أن تقوم على تشخيص شامل للوضع، وإعادة التأهيل العملياتي والمعنوي للجيش المالي الذي سيكون العنصر المحوري في أي عملية بالتنسيق مع الجيوش الأجنبية.
وأوضح أن أهمية المقاربة السلمية، تعتبر بالغة الأهمية لتخفيف الخسائر وتجنيب المنطقة ودول الجوار من الانعكاسات الكارثية ويجب التعامل بحذر شديد مع الأزمة، وهو الموقف الذي تتبناه الجزائر، لأنه نابع من خبرتها في مكافحة الإرهاب ونجحت في ذلك لوحدها، ووفت بالتزاماتها الدولية في هذا المجال، وأضاف أن محاربة الإرهاب لا تعتمد على السلاح فقط، وإنما هناك طرق مرتبطة بالنسيج الاجتماعي، والبيئة السكانية، والخيار الدبلوماسي سيؤدي ـ دون شك ـ إلى عزل المتطرفين. وفرّق الوزير صمايلو بين المطالب الاقتصادية والسياسية للمتمردين ومطالب المنظمات الإرهابية الدخيلة على المنطقة، ولا مفر من محاربتهم. وختم المتحدث أن الأولوية الآن هي استرجاع سيادة مالي على كامل ترابها، وإعادة بناء وتأهيل كافة مؤسساتها.