لن نسمح بالإساءة للشهداء أو التمثيل بهم
لن نتخلى عن محاسبة المستعمر على استرجاع ذاكرتنا ورفات شهدائنا
أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمس، أن التعديل الدستوري سيشكل أولى لبنات وأسس الجزائر الجديدة التي تتطلع إلى التقدم والعصرنة متشبثة بتاريخها وأصالتها.
قال رئيس الجمهورية في رسالة وجهها بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد الذي احتضنت ولاية سعيدة مراسمه الوطنية قرأها نيابة عنه وزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني، إن التعديل الدستوري الذي بدأ بتنصيب لجنة الخبراء لصياغته، «سيشكل أولى لبنات وأسس الجزائر الجديدة المتطلعة بلهفة للتقدم والعصرنة، والمتشبثة بقوة بتاريخها وأصالتها» مشددا على «أنها لن تسمح أبدا بالإساءة لشهدائها أوالتمثيل بهم».
وأضاف أنه عند استذكار الشهداء الأبطال «نتذكر دفاعهم المستميت عن الهوية الوطنية، ضد سياسات التنصير والتمسيح وفرنسة اللسان والمكان، لنقف اليوم سدّا منيعا ضد كل محاولات استهدافها المتكررة بمناورات خارجية وداخلية متعددة، حتى نكون في مستوى ثقة الشهداء فينا».
وبذلك، يقول الرئيس، «نشحذ هممنا، ونقوي عزيمتنا وإصرارنا وإيماننا ببناء الجزائر التي حلم بها الشهداء، ونستشعر مراقبتهم لنا في كل كبيرة وصغيرة فنجدّ إذا أصابنا الكسل ونثابر إذا مسنا الملل، ونستقيم إذا انحرفنا ونصبر عند الشدائد إذا حل بنا الضرر، تيمنا بما فعلوا حتى نحقق الحلم المنشود لهم ولأبنائهم من الأجيال القادمة»، مضيفا أن هذا الحلم يتمثل «في بناء الدولة الوطنية القوية والمزدهرة والعادلة والمهيبة الجانب».
وذكر في جانب ذي صلة أنه «إيمانا بتضحيات الشهداء التي نعيش بفضلها أحرارا، فإننا نعدهم أننا لن نتخلى عن محاسبة المستعمر السابق على استرجاع ذاكرتنا ورفات شهدائنا، شهداء الثورات الشعبية التي مهدت الطريق لثورة نوفمبر المظفرة والمنتصرة».
وأكد الرئيس تبون «أن كل شهيد من شهدائنا المغاوير، هو قصة بطل تحكى، ورواية تروى، وتاريخ يدون كي يشكل الحزام النوفمبري، الذي ينتقل عبره حب التضحية من أجل الوطن من جيل إلى جيل»، مبرزا أن «شبابنا اليوم في أمس الحاجة لكي يحفظ الدروس من الشهداء التي تعزز العقيدة النوفمبرية في الأرواح والنفوس وتحصن الوطن والدولة من التكالبات والمؤامرات التي أصبحت سمة العصر الراهن».
مضيفا أنه «عندما نستذكر الشهداء الأبرار، تستيقظ فينا ملاحم ثورة نوفمبر الخالدة والبطولات الجليلة لقوافل من الشهداء الذين كانوا في مقتبل العمر، وبإمكانيات قليلة إن لم تكن منعدمة، يواجهون أعتى قوة استعمارية عرفها شعبنا على مر التاريخ»، داعيا إلى جعل مثل هذه المناسبات «ليس للترحم على أرواح الشهداء الطاهرة فحسب بل لنستلهم من قيمهم النضالية النبيلة وحبهم العظيم للوطن وإخلاصهم الصادق له».
تدوين تاريخ الثورة سينمائيا
إن استذكار الشهداء وأرواحهم «الطاهرة»، كما جاء في رسالة السيد تبون، يستدعي «أن نتذكر أمانتهم المقدسة، جزائرنا الحبيبة الغالية لكي نهب على سيادتها ووحدة شعبها».
وفي هذا الصدد، دعا المنتجين والمخرجين والمؤرخين وكتاب السيناريو إلى التعاون والتدوين الفني لتاريخ الثورة وكذا لتمجيد ملحمات وبطولات الشهداء رجالا ونساء لا سيما وأن الأمم تسابق، كما قال، لصنع بطولاتها التاريخية سينمائيا وتلفزيونيا لافتا إلى الإمكانيات المتوفرة في هذا المجال «خاصة وأننا في عصر الصورة وتكنولوجيات المعلومات ومع المشروع الثقافي الذي باشرنا فيه، لتطوير العمل السينمائي». كما حث على إطلاق أسماء الشهداء على المنشآت والأحياء السكنية تخليدا لهم بدلا عن ما راج من التسميات بالأرقام.
زيتوني يشرف على مراسم إحياء اليوم الوطني للشهيد
أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني، أمس، بولاية سعيدة، على المراسم الوطنية لإحياء اليوم الوطني للشهيد بحضور السلطات الولائية والأسرة الثورية.
تميزت هذه المراسم بتوجيه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون رسالة بهذه المناسبة قرأها نيابة عنه وزير المجاهدين وذوي الحقوق خلال افتتاح ندوة تاريخية بعنوان «يوم الشهيد .. ذكرى وعبرة ودلالات تاريخية» المنتظمة من قبل المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954.
وأشرف زيتوني على تسمية الثانوية الجديدة بحي «مخلوف بن ديدة» بمدينة سعيدة، باسم الشهيد مؤذن بوزيان، فضلا عن توزيع 217 مقرر إعانة مالية للبناء الريفي خلال مراسم أقيمت بمقر الولاية. كما قام والوفد المرافق له بزيارة مقعدين وهما المجاهد حداد إبراهيم وكورات فاطمة التي تعد أرملة شهيد بمنزليهما بمدينة سعيدة للاطمئنان على صحتيهما.
المناسبة كانت مواتية لوضع في الخدمة الطريق المزدوج السفلي لمشروع وادي «الوكريف» بعاصمة الولاية الذي خصص له غلاف مالي قوامه 2,2 مليار دج في إطار البرنامج القطاعي. وببلدية عين الحجر، أشرف على تدشين مقبرة الشهداء التي استفادت من عملية تهيئة وكذا إعطاء إشارة انطلاق حملة للتشجير، وعرفت هذه المناسبة توجه الوزير والسلطات المدنية والعسكرية والأسرة الثورية لمقبرة الشهداء بعاصمة الولاية لوضع إكليل من الزهور والترحم على أرواح الشهداء الطاهرة.