الاتحاد الإفريقي برئاسة جنوب إفريقيا سيعطي دفعا جديدا للعمل المشترك والاندماج
وكالة جزائرية للتعاون الدولي لأجل التضامن والتنمية مع إستراتيجية تتوافق مع رؤية إفريقيا 2063
ألقى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، كلمة أمام المشاركين في أشغال قمة رؤساء الدول والحكومات للإتحاد الأفريقي بأديس أبابا. فيما يلي نصها الكامل :
«باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، فخامة الأخ عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ورئيس مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي، أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي، ملوك ورؤساء الدول والحكومات الإفريقية، السيد موسى فكي محامات، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي.
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سيادة الرئيس،
إنها لمناسبة سعيدة هذه التي تتيح لي، أسابيع قليلة بعد مباشرة مهامي، أن أخاطبكم في هذا الفضاء العتيد وأن أتبادل معكم الآراء حول انشغالاتنا، بل أيضا وقبل كل شيء حول آمالنا المشتركة.
ويروقني في المستهل أن أعرب عن اعتزازي وأنا أحظى بالمشاركة في هذا المؤتمر، وأن أتوجه بتحياتي الأخوية الحارة إليكم إخوتي الأعزاء من رؤساء الدول والحكومات وكذا رؤساء وفود الدول الأعضاء في منظمتنا الموقرة، مؤكدا من جديد تمسك الجزائر العميق والمستمر بالقيم المثلى لمنظمتنا القارية وبمبادئها وأهدافها، وهوالتزام يجد أصوله في مدى تجذر البعد الإفريقي للجزائر، المنبثق من موقعها الجغرافي، والمصقول في تاريخها العتيق.
وأود أن أخص بالتحية والشكر أخي عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، على دوره الريادي وكل ما بذله من جهود خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي السنة المنصرمة، والذي توّج بإنجازات معتبرة في مسار تحقيق الاندماج القاري والإصلاح المؤسساتي والمالي للاتحاد الافريقي.
كما اغتنم هذه السانحة لأعرب عن تهانينا الحارة لأخي سيريل رامافوسا، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، إثر انتخابه رئيسا للاتحاد الإفريقي.
وإننا على ثقة تامة بأن الاتحاد الإفريقي، تحت رئاسة جنوب إفريقيا، سيعرف دفعا جديدا للعمل الإفريقي المشترك لصالح تحقيق الاندماج الإقليمي وتعزيز التضامن والوحدة والتلاحم بين الشعوب الإفريقية، وفقا للمبادئ والمثل النبيلة التي استرشد بها الآباء المؤسسون لمنظمتنا القارية من أجل الرقي بمكانة إفريقيا وتفعيل دور الاتحاد الإفريقي على الساحة الدولية.
السيد الرئيس،
سيداتي وسادتي،
تنعقد هذه القمة العادية للاتحاد الإفريقي في ظرف خاص لقارتنا تميّزه جملة من التحديات المتعددة كالإرهاب والتطرف والمتاجرة بالمخدرات وتعدد بؤر التوتر والأزمات التي زادت حدتها بشكل مفرط، وهو ما يشكل عائقا حقيقيا في وجه التنمية والتطور لبلداننا ويـقـوّض جهودنا المشتركة لمحاربة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية تطلعات شعوبنا المشروعة للرفاه والازدهار.
هذه التحديات تجعل من قمتنا فرصة مواتية لتجديد التزامنا بالعمل سويا على التصدي لها وبالسعي الدؤوب إلى تحرير افريقيا من النزاعات والسماح لها بتوجيه جهود وطاقات أبنائها لخدمة التنمية والمضي قدما نحوالمزيد من الاندماج.
ولعله من الإنصاف القول أن الاتحاد الإفريقي قد قطع أشواطا حسنة على هذا الدرب، لكن ينبغي الاعتراف في الوقت ذاته أن الكثير لا يزال ينتظرنا. لهذا، أود أن أُنوه بالاختيار الصائب لموضوع دورتنا ألا وهو»إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية إفريقيا»، وهو الهدف الذي سطرناه منذ سبع سنوات في إطار نظرة استراتيجية شاملة تتوافق مع رؤية إفريقيا 2063.
السيد الرئيس،
سيداتي وسادتي،
مثل العديد من البلدان، عرفت الجزائر منذ استقلالها أوقاتا عصيبة، خاصة خلال العشرية المأساوية من تسعينيات القرن الماضي، التي دفع خلالها الشعب الجزائري الثمن باهظا لمواجهة التهديدات الإرهابية والحفاظ على الاستقرار والديمقراطية في البلاد. ولقد وضعت هذه الفترات المؤلمة قدرات الجزائر على المقاومة ومجابهة الصعاب على المحك، ولطالما عرف الشعب الجزائري أعز المعرفة كيف يستمد من عبقريته الخاصة الطرق الكفيلة بتجاوز هذه المحن وكبح آثارها عبر سبيل الحوار، معتمدا على نفسه ودون أي مساعدة خارجية.
خلال تلك الأوقات المؤلمة وكما كان الشأن إبان كفاحها لأجل التحرير الوطني، قدرت الجزائر أيما تقدير تضامن البلدان الأفريقية الشقيقة معها. لذا، لم تـقصر بلادي أبدا في الوفاء بالتزاماتها تجاه إفريقيا حتى خلال أكثر الظروف صعوبة من تاريخها.
واليوم، بفضل الطاقة المنقذة التي يزخر بها شعبها وشبابها، تفتح الجزائر صفحة جديدة نحو تعزيز الديمقراطية وتهيئة الظروف المناسبة لازدهارها. إن الجزائر الجديدة الجاري تشييدها ستظل وفية لمبادئها ولالتزاماتها وستضطلع من الآن فصاعدا بدورها كاملا في إفريقيا وفي العالم.
إن الجزائر التي عقدت العزم على تغيير نظام حكمها وتشييد دولة تسودها العدالة الاجتماعية وقوة القانون، بعد الانتخابات الرئاسية التي نظمت في شهر ديسمبر الفارط، والتي سمحت للشعب الجزائري بتكريس سيادته الشعبية بطريقة ديمقراطية وشفافة، تستعد حاليا للمضي قدما في مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يتيح تحقيق التغيير المنشود وبناء جزائر جديدة قوية، آمنة ومزدهرة، مبنية على حوكمة تسودها الشفافية وأخلقة الحياة السياسية وتعزيز الحريات الفردية، تساهم بشكل أكثر فعالية في تنمية القارة الإفريقية.
إن هذه التجربة الناجحة تعزّز يقيننا بأن حل الأزمات في قارتنا يجب أن يقوم على الحل السلمي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية دون أي تدخل أجنبي.
وانطلاقا من هذه القناعة الراسخة، ستساهم الجزائر دوما وبلا هوادة في تعزيز الجهود الهادفة إلى تحقيق السلم والأمن في إفريقيا، كما ستواصل دعمها للمبادرات الرامية إلى فض النزاعات والدفاع عن القضايا العادلة للشعوب التي تكافح وتناضل من أجل استرجاع حقوقها الأساسية وممارسة حقها في تقرير المصير، ومن أهمها القضية الفلسطينية. فلابد من قيام الدولة المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
السيد الرئيس،
أيتها السيدات أيها السادة،
يواجه عالمنا اليوم تحديات غير مسبوقة، وكأنه يتناءى عن معالمِ القانون الدولي والأُطر المتعددة الأطراف التي أنارت درب المجتمع الدولي ومكنته من الحفاظ على السلم والأمن العالميين. وبسبب حساسيتها، كثيرا ما تتعرض قارتنا لارتداد الصدمات المزعزعة التي تضرب الاستقرار في العالم.
وما الأزمة في الساحل إلا مثال مؤسف وتعيس لهذا الواقع، فقد شهد الاستقرار الهش أصلا في دول مثل مالي تدهورا مفاجئا في أعقاب الأزمة الليبية، ناهيك عن النيجر التي لم تنج هي الأخرى كما نعلم من الهجمات التي استهدفت جيشها.
ومع تصاعد الهجمات الدموية التي يقترفها الإرهابيون في بوركينا فاسو وبعض المحاولات في البلدان الساحلية، اكتسح عدم الاستقرار منطقة الساحل على الرغم من الجهود الشجاعة التي بذلتها البلدان المعنية.
وفي حوض بحيرة تشاد، تجابه بلدان المنطقة بنفس الشجاعة والصمود الأعمال المدمرة لبوكوحرام من خلال القوة المشتركة المتعددة الجنسيات.
وهنا أود أن أؤكد من جديد تضامن الجزائر مع هذه البلدان الشقيقة المتضررة من هذا العنف الهمجي والعبثي. كما أحيي جهودهم وتضحياتهم وكذلك الدعم الذي تقدمه الدول الصديقة والشركاء الدوليون الآخرون. كما أرحب بالمبادرات التي اتخذت مؤخرا لتطوير استراتيجيات مكافحة الإرهاب في الساحل، سواء على المستوى العسكري أو على الصعيد السياسي والاقتصادي والدبلوماسي.
وعلى كل هذه الأصعدة، لم تتوقف الجزائر أبدا عن تقديم مساهمتها المتعددة الأشكال في الجهود المبذولة لاستتباب الاستقرار المستديم في إفريقيا وبالخصوص في منطقة الساحل والصحراء، سواء على المستوى الثنائي أوعبر آليات مثل لجنة قيادة الأركان العملياتية المشتركة CEMOC أووحدة دمج الاتصالات UFL التي أنشئت مع بلدان الجوار أو عبر المركز الإفريقي للدراسات حول الارهابCAERT.
هذا، وسيتم تعزيز هذه المساهمة في الأشهر القليلة القادمة، لاسيما من خلال تقييم الآليات المذكورة آنفا، فضلا عن لعب دور أكبر في تنفيذ اتفاق السلم في مالي. وأود هنا أن أشدد أننا عازمون كل العزم على المساهمة في المضي قدما في مسار السلم والمصالحة الوطنية في مالي ورفع العراقيل التي قد تعيق تنفيذ اتفاق السلم المنبثق عن «مسار الجزائر».
أما في ليبيا الشقيقة التي تتقاسم معها الجزائر حدودا طويلة ومصيرا مشتركا، فلا يزال الوضع المأساوي الذي يسود هناك يشكل مصدر قلقٍ بالنسبة إلينا. فالشعب الليبي الشقيق لا يستحق الويلات التي يكابدها اليوم. لذلك اقترحت الجزائر احتضان الحوار بين الأشقاء الليبيين وفاء منها لتقاليدها الدبلوماسية، ووفق ما تم التأكيد عليه في برلين ومؤخرا في برازافيل خلال قمة لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا، تحت الرعاية المميزة لأخي الرئيس دنيس ساسونغيسو.
إن الجزائر، التي تدعو إلى وقف التدخل في ليبيا، تدعم بقوة الجهود المستمرة لإنهاء الاقتتال فيها بصفة دائمة وإلى تهيئة الظروف للحوار بين الإخوة الليبيين، وهي الطريقة الوحيدة التي بوِسعها إيجاد مخرج للأزمة حتى لا يصبح هذا البلد الأفريقي ملعبا للمنافسات بين الدول.
السيد الرئيس،
سيداتي وسادتي،
تلكم هي الوضعية المؤسفة على حدودنا الشرقية والجنوبية. أما على الحدود الغربية للجزائر، لم تعرف مسألة الصحراء الغربية بعد طريقها إلى التسوية. فمنذ سنوات طوال، تعكف منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بدعم من منظمتنا القارية، على تطبيق مراحل خطة للتسوية المرسومة لقضية الصحراء الغربية المبنية على أساس حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير مصيره.
وإنه لمن المؤسف اليوم أن مسار السلام الأممي يسلك، منذ استقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، السيد هورست كوهلر، طريقا محفوفا بالعقبات. ولقد راسلت منذ أيام الأمين العام للأمم المتحدة لتشجيعه على التعجيل في تعيين مبعوثه الشخصي والشروع في إعادة إطلاق مسار تسوية مسألة الصحراء الغربية.
وفي هذا الإطار، يتوجب بذل جهود صادقة وبنية حسنة في سبيل البحث عن حل لقضية تصفية الاستعمار الوحيدة التي تبقى معلقة في إفريقيا، حل يضمن حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء حر ونزيه بما يتماشى وقرارات الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ذات الصلة، كما نعبر عن تمسكنا بصلابة وثبات الموقف الإفريقي الداعم للقضية الصحراوية العادلة واستكمال مسار تصفية الاستعمار في إفريقيا بعيدا عن أية مناورات تسويفية وعن سياسة الأمر الواقع.
في هذا الصدد، أريد أن أنوه بالإنجازات الهامة وكذا المساهمة الفعالة للاتحاد الإفريقي في فض النزاعات وبناء السلام على المستوى القاري والإقليمي وتشييد منظومة أمن جماعي من خلال وضع الأطر المؤسساتية لآليات السلم والأمن بهدف دفع مسارات التسوية السلمية وإنهاء الأزمات.
وأود أن أُشيد أيضا بالخطوات الهامة التي حققتها قارتنا في مسار تحقيق الاندماج الإفريقي، لاسيما من خلال دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ، ومواصلة تجسيد المشاريع الرامية إلى التكامل الإقليمي وتعزيز البنية التحتية المندرجة ضمن مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا.
بهذا الخصوص، تعتز الجزائر بكونها من الدول التي سبق لها وأن صادقت على معاهدة إنشاء منطقة التبادل الحر القارية، وهو الشيء الذي يؤكد إيمانها الراسخ بمفهوم التكامل القاري الذي تنخرط بـحزمٍ في مساره التنموي، ويتعين على بلداننا اليوم أن تترجم هذا الالتزام إلى واقع ملموس، وهو مشروع واسع ومعقد سوف يتطلب مشاركة الروح القيادية الإفريقية للحفاظ على الزخم الذي تحمله هذه المبادرة العظيمة.
كما أود هنا أن أهنئ الوزير الأول آبي أحمد على نيله جائزة نوبل عن جدارة، عرفانا بجهوده في خدمة السلام، خاصة دوره في إعادة العلاقات بين بلاده وإرتريا. وقد لعبت بلادي دور الوسيط في الخلاف بين البلدين، مما أفضى إلى التوقيع على «اتفاق الجزائر».
وهكذا، فقد فتح تحسن العلاقات بين هذين البلدين الباب لعهد جديد من التعاون في منطقة القرن الإفريقي.
وإذ تطأ قدماي أرض أثيوبيا للمرة الأولى، فإنه بودي أن أحيي هذا الشعب العريق وهذا البلد العظيم على التزامه الأفريقي الثابت وموقفه الراسخ المؤيد للقضايا العادلة في إفريقيا وفي العالم.
وأُحيي في هذا الصدد التطور الإيجابي في السودان وأشجع الحكومة وبقية الأطراف السودانية على مواصلة جهودهم لتحقيق السلام. وأتوجه كذلك بعبارات التشجيع وتمنياتي بالتوفيق إلى المسؤولين بجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى والصومال.
هذا وتتابع الجزائر عن كثب وباهتمام بالغ التطورات الإيجابية بمنطقة البحيرات الكبرى وتشجع دول المنطقة على مواصلة جهودهم الرامية إلى تعزيز الثقة ووضع حد لنشاط الجماعات المسلحة المتواجدة في شرق جمهورية الكونغوالديمقراطية وللمعاناة التي تلحقها بالسكان.
السيد الرئيس،
سيداتي وسادتي،
إن الجزائر تبقى مستعدة دوما للإسهام في تعزيز التكامل الإقليمي وتأكيد عزم قارتنا الأفريقية على التكفل بمشاكلها بنفسها وتخطي تهميشها على مستوى العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي من أجل التحكم بمصيرها والإمساك بمسارها التنموي بكل أبعاده، وما الأهمية التي توليها الجزائر للمشاريع المهيكلة مثل الطريق العابر للصحراء والربط بالألياف البصرية وأنبوب الغاز الرابط بين الجزائر ونيجيريا، سوى دليل قاطع على رغبتها في تحويل الاندماج الاقليمي إلى واقع.
لا يمكن الجزائر أن تتجاهل البلدان الشقيقة والمجاورة ولا القارة الأفريقية التي تشكل امتدادا طبيعيا لها. وإن كنا قد فقدنا شيئا من هذا الأمر إلى حد ما في السنوات الأخيرة، حيث كنا منصبين على شأننا الداخلي، فإننا نعتزم اليوم استعادته بسرعة وقوة .. ضمن الإطار المتجدد للاتحاد الأفريقي وعلى صعيد العلاقات الثنائية.
في هذا الصدد، قررت أن أبث ديناميكية جديدة في التعاون الدولي للجزائر، لاسيما تجاه البلدان الشقيقة في إفريقيا والساحل، وستترجم هذه الإرادة السياسية إلى تدابير ملموسة وفورية.
ومن هذا المنظور، قررت إنشاء وكالة جزائرية للتعاون الدولي لأجل التضامن والتنمية «ALDEC» ذات بعد إفريقي مؤكد، مهمتها الرئيسة تجسيد رغبتنا في تعزيز الإعانة والمساعدة والتضامن مع دول الجوار على أرض الواقع، لاسيما الدول الشقيقة في الساحل.
وستتم تغطية مجمل مجالات التعاون من قبل هذه الوكالة التي ستتمتع بكل الوسائل الضرورية لإنجاز مهامها من خلال تحقيق مشاريع ملموسة ومفيدة.
وسأتابع شخصيا برامجها وأحرص على إسناد الإشراف عليها إلى شخصية مقتدرة تتمتع بالكفاءة والمهارة اللازمتين لتحقيق طموحنا في التضامن الأخوي.
أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي، ملوك ورؤساء الدول والحكومات الافريقية، وبما أنني أنضم إليكم اليوم بصحبة بعض الزملاء، أُعول على تعاونكم وأؤكد لكم فيما يخصني استعدادي التام لكي نواصل معا الطريق الذي سطره الآباء المؤسسون لمنظمتنا القارية.. طريق إفريقيا الازدهار والسلام.
ونحن على بعد يومين من إحياء ذكرى خروج الزعيم مانديلا من السجن، رأيت أنه لابد من أن أكرر ما قاله وهو مطابق لاجتماعنا اليوم، حيث قال مانديلا «سنعمل معا من أجل زرع الشجاعة أينما كان الخوف، وتشجيع الحوار أينما كان النزاع، وإعطاء الأمل حيث كان اليأس. وشكرا لكم».
أشكركم على كرم الإصغاء».