تطوير قدرات الجيش في ظل التحديـــات الأمنيــة في دول الجــوار
التكفـــل بالمتقاعديـــن ومعطـوبي المأسـاة الوطنيــة
التلاحــم مع الشعـب أوصل الوطــــن المفدى إلى بر الأمـان
قام رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، أمس، بزيارة إلى مقر وزارة الدفاع الوطني، حيث ترأس جلسة عمل.
حظي تبون في مستهل زيارته، باستقبال رسمي من طرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، اللواء سعيد شنقريحة. وإثر الاستماع للنشيد الوطني، قدمت لرئيس الجمهورية تشريفات عسكرية، ليصافح بعدها قادة القوات ورؤساء دوائر الجيش الوطني الشعبي وقائد الناحية العسكرية الأولى، اللواء علي سيدان.
بعد استراحة قصيرة، ترأس رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، اجتماع عمل، استمع في بدايته إلى كلمة ترحيبية ألقاها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة اللواء سعيد شنقريحة، خاطب فيها الرئيس تبون بالقول: «إننا عازمون كل العزم على دعم ومساندة مساعيكم النبيلة الهادفة إلى تطوير البلاد في شتى المجالات والأصعدة، تحقيقا للطموحات والتطلعات المشروعة لشعبنا الأبي».
بعدها، تابع رئيس الجمهورية عروضا قدمها تباعا كل من الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، اللواء عبد الحميد غريس، ورئيس دائرة الاستعمال والتحضير، اللواء محمد بشار.
تأمين المنشآت الصناعية والاقتصادية الحيوية
أكد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، أمس، على ضرورة «تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي في ظل التحديات الأمنية المستجدة في دول الجوار».، مشددا، على «ضرورة تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي، بالنظر لشساعة بلادنا في ظل التحديات الأمنية المستجدة بدول الجوار، والتي تستدعي تعزيز القدرات الدفاعية كلما زاد تدفق السلاح في مناطق التوتر المحيطة بحدودنا».
وقال رئيس الجمهورية، في كلمة ألقاها أمام رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة اللواء سعيد شنقريحة وقادة القوات ورؤساء دوائر الجيش الوطني الشعبي وقائد الناحية العسكرية الأولى، اللواء علي سيدان، وتابعها إطارات وأفراد الجيش الوطني الشعبي عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، «سنواصل تنفيذ برامج تطوير القوات، بما تتطلبه من رفع في مستوى القدرات القتالية بشتى أنواعها المسلحة مع مختلف الشركاء، علاوة على مواصلة جهود الحفاظ على جاهزية العتاد العسكري وتجديده وتحديثه وعصرنته».
وأكد أن تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي «يضمن من جانب آخر، تأمين مناطق المنشآت الصناعية والاقتصادية والطاقوية الحيوية، لاسيما في الجنوب الكبير». أضاف الرئيس تبون، أنه سيعمل على «تعزيز تشكيلات الحماية وتأمين كافة الحدود الوطنية مع الدول السبع المجاورة، بعتاد وتجهيزات متطورة، خاصة في مجالات الاستطلاع والحرب الإلكترونية بما يضمن الكشف المبكر عن أي تهديد، مهما كان نوعه ومصدره».
شراكة صناعية بين القطاعين المدني والعسكري
وأوضح، أنه سيولي «أهمية بالغة» لترقية الصناعات العسكرية «بما يزيد من كثافة النسيج الصناعي الوطني وتلبية احتياجات مختلف مكونات القوات المسلحة واحتياجات السوق الوطنية والمساهمة في تطوير الاقتصاد وتوفير مناصب الشغل»، وذلك من خلال «عقود شراكة صناعية جادة، بين القطاعين المدني والعسكري، بإشراك الجامعات ومراكز البحث والتطوير». واعتبر رئيس الجمهورية، أن كل هذا «لن يتأتّى إلا بتكوين المورد البشري العسكري»، متعهدا بمواصلة «تحسين مناهج التكوين وتكييف البرامج التعليمية في مختلف مدارس الجيش الوطني الشعبي، باعتماد أساليب بيداغوجية علمية حديثة، تواكب التطورات التكنولوجية الحاصلة في جيوش العالم».
وأبرز تبون في هذا الإطار، أن «برامج التطوير والتحديث وتعزيز القدرات القتالية لا يمكن معرفة مستواها، إلا من خلال التمارين الميدانية»، معلنا عن عزمه القيام بتنشيط التعاون العسكري مع مختلف شركائنا الأجانب». كما اعتبر أنه «من الأهمية القصوى مواصلة التحسيس والتكوين المعنوي الموجه للأفراد، من أجل تقوية الروح الوطنية فيهم والاعتزاز بقيم ومبادئ نوفمبر والوفاء لرسالة الشهداء الأبرار، وصون وديعتهم المتمثلة في الاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية والشعبية للجزائر، وحمايتهم من مختلف الآفات وتأثيراتها السلبية».
من جهة أخرى، التزم رئيس الجمهورية بـ «التكفل بمطالب فئة متقاعدي الجيش الوطني الشعبي وجرحى ومعطوبي المأساة الوطنية لطيّ هذا الملف نهائيا».
أنقذتم البلاد من ويلات سقوط الدولة الوطنية
في معرض حديثه، توجه القائد الأعلى للقوات المسلحة بتحية خالصة إلى قيادة وأفراد الجيش الوطني الشعبي «الباسل، سليل جيش التحرير الوطني، من جنود، صف ضباط وضباط»، مخاطبا إياهم بالقول: «لقد أنقذتم الوطن من ويلات سقوط الدولة الوطنية، والعودة إلى مأساة التسعينيات، كما خططت لها قوى الشر والدمار».
واستطرد رئيس الجمهورية بالقول: «لقد حميتم الشعب الجزائري في مسيراته الحضارية، الحضارية الباهرة، في حراك مبارك، أسقط العصابة التي أوصلت البلاد إلى الرذالة والرداءة، وسلب إرادة الشعب وخيراته التي أنعم الله عليه بها». ونوه تبون بالتلاحم والتناغم التامين مع الشعب»، وهو الأمر الذي -كما قال- «أوصل الوطن المفدى إلى بر الأمان، بانتخابات حرة ونزيهة تحت الشعار الشعبي: جيش، شعب... خاوة، خاوة».
وتوجه الرئيس بالشكر لأفراد الجيش الوطني الشعبي على هذا «الإنجاز الوطني الدستوري الديمقراطي النوفمبري»، مؤكدا أنهم «حماة الحمى». كما تقدم تبون بـ «تحية خالصة» إلى الجنود وصف الضباط والضباط «المرابطين في الحدود، متحملين كل الصعوبات التي لا يتحملها إلا الرجال الأشاوس، صونا لحرمة هذا الوطن المفدى، وحماية لوحدته الترابية، كما أراده شهداؤنا الأبرار، طيب الله ثراهم والمجاهدون الأحرار، أطال الله في عمرهم».