لمين بشيشي :

أحــداث الســـاقيـة عــززت التلاحـــم بين الشعــبين الجــــزائــري التونسي

حياة / ك

أكد الوزير الأسبق وعضو البعثة الإعلامية للثورة في تونس والقاهرة لمين بشيشي أن أحداث ساقية سيدي يوسف ساهمت في تحقيق التلاحم بين الشعبين الجزائري والتونسي، فيما اعتبرها سفير تونس بالجزائر محمد نجيب حشانة محطة بارزة في مسار العلاقات الأخوية للبلدين، وإحدى الدعائم القوية لبناء مستقبل كالحاضر متماسك .

«كانت تونس أرض مساندة ومستقبلة للثورة الجزائرية ومجاهديها وحكومتها المؤقتة، كما مثلت أحداث الساقية حسب المتحدث  «مسارا مميزا» مكن من القضاء على الجمهورية الفرنسية الرابعة التي لم تعش بعد الحادثة أكثر من 3 أشهر تاركة المجال لعودة الجنرال ديغول وميلاد الجمهورية الفرنسية الخامسة، « حسب ما جاء في « الشهادة « التي أدلى بها عضو البعثة الإعلامية للثورة في تونس والقاهرة لمين بشيشي في ندوة النقاش التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد أمس بيومية « المجاهد» بمناسبة الذكرى الـ56 لهذه المجزرة الرهيبة .
وذكر المتحدث بالواقعة التي كانت السبب الذي ألهب الهشيم وأدى إلى الاعتداء على ساقية سيدي يوسف والمتمثل في الكمين الذي نصبه الثوار الجزائريون يوم 11 جانفي  1958 لفرقة عسكرية فرنسية على مقربة من الحدود التونسية على سفح جبل الواسطي مكنهم من قتل 21 جنديا فرنسيا وأسر أربعة آخرين.
 واتهم خلالها الجيش الفرنسي الحكومة التونسية بالتواطىء مع الثوار الجزائريين كما عبرت الحكومة الفرنسية آنذاك للرئيس بورقيبة عن ضرورة تسليم الأسرى الأربعة غير أن الزعيم التونسي رفض ذلك مما أفقد الفرنسيين صوابهم سيما بعد تدخل الصليب الأحمر الدولي عندما أرسل وفد للاستفسار عن الأسرى الفرنسيين بطلب من الثوار الجزائريين.
أما سفير تونس بالجزائر محمد نجيب حشانة فقد أشاد في تدخله في هذا اللقاء، بالدور الذي لعبته الجزائر في الانتقال الديمقراطي الصعب لبلده بعد الثورة التي قام بها الشعب ضد النظام، وهذا ما يؤكد حسبه الدور الإقليمي الهام الذي استرجعه بلد المليون  والنصف مليون  شهيد .
وقد استدل بشيشي بشهادات نقلتها صحف أجنبية آنذاك، منها صحيفة ألمانية أمريكية ايطالية وحتى تونسية حول بشاعة المجزرة التي استهدفت أطفال في مدرسة بالقرية المتواجدة بهذه المنقطة الحدودية، الذين تناثرت أشلائهم بعد أن استهدفتهم قنابل العدو الغاشم .
ومن الجانب الدبلوماسي قال بشيشي أن حركة عدم الإنحياز، والهيئات والنقابات الدولية، كلها أدانت التصرف الشنيع واللاانساني، بالإضافة إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي آنذاك الذي اتخذ موقفا لصالح القضية الجزائرية « لن نتوقف عند اعتبارات قانونية، لأنها قضية أصبحت تمس الأمن في المنطقة «.
هذا الدور الذي لعبته الجزائر لإنجاح المرحلة الانتقالية لتونس، الذي عززه العمل والصداقة الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة التونسي مهدي جمعة، وتعد كما قال محطة بارزة في مسار العلاقات الأخوية للبلدين .
وتعد مجزرة ساقية سيدي يوسف التاريخية التي اختلطت فيها دماء شهداء البلدين في هذه المنطقة الحدودية بين الجزائر وتونس، معبرا عن اعتزازه بالمستوى المتميز للعلاقات الأخوية التي تجمعهما، ومعتبرا تلك الدماء التي سقت الأرض الطيبة « أمانة غالية لا بد من الحفاظ عليها « .
وذكر في هذا السياق بأنه إذا كان نضال البلدين واحد ضد المستدمر الغاشم، فإن « قدر الجزائر وتونس واحد، غير قابل للتجزئة، ولا يمكن لأنفسنا أن نتلاعب به « ، مشيرا إلى أن واقعة سيدي يوسف تبقى صفحة مشرقة في تاريخ الجزائر ، نستلهم منها العبرة، لبناء مستقبل مثل الحاضر متماسك.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024