احتجاجات الريف بالمغرب: العفو الدولية تندد بمحاكمة المتظاهرين

الشعب/واج

نددت منظمة العفو الدولية بمحاكمة متظاهرين بمنطقة الريف المغربية و اعتبرت إدانة احد المحامين المدافعين عن حقوق الانسان  بسبب ما نشره من تدوينات على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "سابقة خطيرة" و"محاولة إسكات جميع الانتقادات التي وجهت إلى قوات الأمن في تصديها للاحتجاجات".

وجاء في بيان للمنظمة صدر يوم الاثنين انه في اليوم الثامن من الشهر الجاري حكمت المحكمة الابتدائية بمنطقة الحسيمة (الريف) على المحامي بالسجن 20 شهرا وبغرامة مالية بسبب نشره لتقارير بشأن "انتهاكات حقوق الانسان" على حسابه على الفيسبوك وانتقاده لقوات الامن المغربية.

فلقد وجهت له المحكمة تهم عديدة من بينها "تهديد وإهانة الهيئات العامة" و"المساهمة في تنظيم تظاهرة غير مصرح بها ومحظورة" و"إهانة الموظفين العموميين" كما جاء في بيان منظمة العفو الدولية. 

ونددت المنظمة الحقوقية بـ"المضايقات التي تقوم بها السلطات المغربية" ضد المدافعين عن المحتجين بمنطقة الريف وذلك "كجزء من قمعها العام للاحتجاجات"، مشيرة الى ان قوات الامن المغربية قد استدعت على الاقل اثنين من المحامين الآخرين في مجال حقوق الانسان بسبب ما نشراه في حسابهما على الفيسبوك. 

وأضافت انه في الفترة بين مايو و نوفمبر 2017 اعتقلت قوات الامن المغربية 410 أشخاص على الاقل بتهم "المساهمة في تنظيم تظاهرات" , مسجلة أنه يجري حاليا محاكمة أكثر من 12 متظاهر "لمجرد ممارستهم لحقهم في التجمع السلمي" وقد يواجهون عقوبات بالسجن تصل إلى 20 عاما بينما احتجز آخرون من بينهم "قصر" لمدة تصل إلى ستة أشهر وهم قيد الاعتقال الاحتياطي قبل المحاكمة.

وأكدت العفو الدولية ان المحكمة المغربية استخدمت 114 تدوينة نشرها المحامي عبد الصادق البوشتاوي على حسابه الشخصي على الفيسبوك, كدليل ضده, فضلا عن تعليقات أخرى على وسائل الاعلام الوطنية, حيث "انتقد استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين من طرف قوات الامن دفاعا منه عن حقوق المواطنين في التظاهر".

وأدانت المنظمة محاكمة المحامي مؤكدة ان العقوبة التي صدرت في حقه "تعسفية وغير عادلة وانتهاك لحرية التعبير" قائلة : "هذا قرار سياسي وسوف نطعن فيه".

وذكرت بالمناسبة ان الشرطة المغربية قد قامت باستجواب البوشتاوي في ثلاث مناسبات سابقة بسبب 150 تدوينة أُخرى له على الفيسبوك انتقد فيها رد السلطات القمعي على الاحتجاجات السلمية في منطقة الريف كما تعرض عبد العزيز النويضيي وهو محام آخر لحقوق الانساني للضرب على أيدي الشرطة أثناء مشاركته في إحدى المظاهرات.

وسجلت العفو الدولية ان قانون العقوبات المغربي يجرم في مادتيه 263 و265  ممارسة الحق في حرية التعبير, مشيرة الى ان ذلك يتعارض مع المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية, الذي "يعتبر المغرب دولة طرفا فيه"، كما يتعارض مع المادة 25 من الدستور المغربي لعام 2011 الذي "يكفل حرية الفكر والرأي والتعبير بجميع أشكالها".

وحثت منظمة العفو الدولية السلطات المغربية على إلغاء حكم الادانة بحق عبد الصادق البوشتاوي وجميع المتظاهرين السلميين الآخرين والناشطين في مجال حقوق الإنسان، والصحفيين الذين "يحاكمون أو يعتقلون لمجرد ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي".

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024