ما تزال بلدية امسيف في أقصى ولاية المسيلة تخفي في ثنايا قراها معاناة حقيقية حمل وزرها سكان قرية بئر العربي التي تعد أكبر التجمعات السكنية بالمنطقة، فغياب أدنى المتطلبات، وتحالف عوامل الطبيعة حالت دون امتطاء قطار التنمية وترك المواطن يعيش على أمل أن تتخذ السلطات إجراءات من شانها تحريك عجلة التنمية بالقرية.
على الرغم من أنّ القرية التي تم بناؤها في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، حديثة النشأة إلاّ أنّها ما تزال مجرد تسمية فقط فسكانها يعيشون على ما تدر عليهم أرضهم ومواشيهم، وبالرغم من أنّها تعد من اكبر التجمعات السكانية ببلدية امسيف إلاّ أنّ النقائص عكّرت صفوة حياة السكان، فاهتراء الطرق الفرعية والرمال التي غمرت منازلهم أضحت الديكور الغالب على مختلف السكنات والطرقات.
بالإضافة إلى واقع الصحة المريض وكذا غياب الشبه كلي للتهيئة التي تكاد تكون منعدمة كل هذا رسم لوحة من لوحات المعاناة، وما زاد الطين بلة هو زحف الرمال الذي بات يهدد البيئة والفلاحة على حد السواء.وفي هذا السياق، أجمع سكان القرية على أنّ هذه الأخيرة مهددة بالزوال بسبب ظاهرة زحف الرمال على بيوتهم. وحسب ما أفاد المشتكون لـ''الشعب'' فإنّه بالرغم من وقوف السلطات الولائية رفقة المصالح التقنية للولاية على الظاهرة بالمنطقة، إلاّ أنّ الوضعية بقيت على حالها لتزيد من مخاوفهم، خاصة وأن جل سكانها فلاحين يعتمدون على زراعة أراضيهم.
وما زاد من تذمّرهم عدم تحرك الجهات المعنية لتسوية انشغالهم رغم الوعود التي تبقى مجرد وعود لا تسمن ولا تغني من جوع، ليبقى شبح الزحف الذي طال حتى مرقدهم ومأكلهم ينتظر تكفلا حقيقيا بهذه الظاهرة التي اكتسحت مئات الهكتارات الفلاحية التي تم استصلاحها ضمن البرامج المختلفة للدولة قبل أن تصبح غير صالحة للفلاحة.
وبالمقابل، يشتكي سكان القرية من الواقع المتدهور للصحة التي تحتاج إلى تشخيص، حيث تبقى الوحدة الصحية بهذه القرية تعاني من نقص كبير في التأطير الطبي والتجهيزات الأمر، الذي أدى حسبهم إلى عدم تكفل حقيقي بالمرضى، ويجبر مواطن قرية بئر العربي إلى التنقل إلى مقر البلدية أو البلديات المجاورة، قصد تلقي حقنة دواء وهو ما يكلفهم جهدا إضافيا.
زيادة على مبلغ آخر يرهق كاهله رغم أن المشكلة طرحت في العديد من المرات، ولكنها لم تعرف طريقها إلى الحل على الرغم من الانتشار الواسع للعقارب والأفاعي السامة بالمنطقة، هاته الأخيرة التي أودت بحياة العديد من السكان، يضاف إلى ذلك النقص الواضح في وسائل النقل التي جعلت أصحاب المركبات يرفضون التنقل وسط طرقات مهترئة أرهقت كاهلهم، بخصوص تبديل قطع الغيار وخاصة في فصل الشتاء أين تتحول الطرقات
والشوارع إلى برك مائية يصعب المرور عليها، ولاسيما فئة التلاميذ المتمدرسين التي تبقى تعاني هي الأخرى من مشكلة النقل المدرسي، وغير كاف لتزيد من صعوبة الظروف في عملية التحصيل العلمي داخل المؤسسات التربوية.