ناشد مرتادو مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجديد بعاصمة ولاية سكيكدة، المسؤول الأوّل عن الولاية والجهات الوصية، بالوقوف شخصيًا على معاناة المرضى والواقع المر الذي يعيشونه بهذه المصلحة التي أصبحت هيكلا بدون روح، نظرًا لأنها تمسّ المواطن البسيط بالدرجة الأولى، فانعدام السرعة في التكفل بالمرضى وغياب أبسط الضروريات من ألأدوية إضافة إلى حالة اللامبالاة التي يتميّز بها عاملو المصلحة خلقت حالة من الاحتقان وسط المواطنين الذين طالبوا بلجنة تحقيق من وزارة الصّحة بخصوص الأموال المرصودة والكشف عن مصير الأدوية التي غابت عنها، بالرغم من استفادة قطاع الصحة والسكان بولاية سكيكدة في إطار البرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية ٢٠١٠ ـ ٢٠١٤، من غلاف مالي إجمالي يقدر بـ٣٨٧٧ مليون دج.
تجولّت '' الشعب'' داخل أجنحة المصلحة، فلاحظنا من خلالها الحالة الكارثية التي تشهدها ذات المصلّحة لعدم التزام أغلب الممرضين والأطباء المعنيين بأماكن عملهم بحجج كثيرة، وهو الأمر الذي تسبّب في كثير من الأحيان في شجارات بين أسر المرضى والطاقم الطبي العامل في المستشفى، خاصة بمصلحة الاستعجالات الطبية، ناهيك عن المعاملات السيئة من طرف الممرضين والممرضات الذين أصبحوا لا يعطون أيّ اهتمام للمرضى.
وجودنا في مصلحة الاستعجالات كان بدافع معرفة ما يعانيه المرضى ونقل انشغالاتهم للضمائر الحيّة من المسؤولين علّهم يتحركون وينقذون أرواح المواطنين، فالمصلحة حسب شكاوي المواطنين، لا يوجد بها أبسط الإسعافات الأولية، وقد سجلنا خلال زيارتنا نقصًا فادحًا في عدد الأطباء سوى طبيبين لا يكلفان نفسيهما معاينة المرضى بل يكتفيان بتقديم العلاج دون فحص المريض، وهو ما أثار غضب المواطنين الذين يتوافدون بكثرة إلى هذه المصلحة معبّرين عن امتعاضهم الشديد للإهمال واللامبالاة، وتساءل بعض الأشخاص ممّن وجدناهم بقاعة الاستقبال رفقة مرضاهم ينتظرون دورهم للفحص، عن سبب غياب الأطباء وتماطل الممرضات في التّدخل في الحالات الاستعجالية إلاّ بعد طول انتظار، ما جعل البعض منهم يفقد صوابه ويدخل في مناوشات كلامية مع الجميع.
وقد أكد لنا أحد الآباء بالمصلحة، أن ابنه الذي لا يتجاوز ٥ سنوات اصيب بكسر في يده، وعند أخده لمصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجديد بعيسى بوكرمة، فحصه احد الأطباء وعلى ما يبدو ان هذا الأخير من سلك الإدماج المهني، ليؤكد على ان الصبي لا يعاني من أي شيء، إلا التواء بسيط، وبعد اخذه للمنزل لوحظ ان حالته تدهورت اكثر، ليتم ارجاعه والقيام بأشعة للتصوير ''راديو'' وجد الطفل قد أصيب بكسر في يده، مما يؤكد التهاون واللامبالاة.
وغياب الأدوية طرح الكثير من التساؤلات بذات المصلحة التي أشارت مصادرنا إلى أنه يتم إعادة بيعها في السوق السوداء، حيث لا تكتفي المصلحة بتقديم أبسط الخدمات الصّحية، بل يضطر المرضى إلى الذهاب للمستشفيات للحصول على الدواء أو شرائه من الصيدليات الخاصّة على حدّ تعبيرهم .
يرى الكثير من المواطنين الذين استجوبناهم أنّ قطاع الصّحة بالولاية مازال بعيدا كل البعد عن تطلعاتهم، رغم المبالغ المالية الضّخمة المرصودة لهذا القطاع، وناشد في الكثير من المرّات ممثّلو المجتمع المدني ضرورة تحسين الأداء العلاجي والتكفل الجيّد بالمرضى وطالبي العلاج بمختلف الهياكل الصّحية المتواجدة عبر مختلف بلديات ولاية سكيكدة خصوصا المتعلقة بالاستعجالات، على خلفية تدني مستوى الخدمات، بالإضافة إلى سوء المعاملة الذي انجر عنه في العديد من المرات ملاسنات واحتجاجات بين المرضى والأطباء.
تسيـب كبـير بالمستشــفى الجديد لسكيكـدة
مرضى يستغيثون .. وأدوية مفقودة
سكيكدة: خالد.ع
شوهد:3826 مرة