يبلغ عدد الجمعيات المحلية المعتمدة على مستوى تراب ولاية سطيف والتي تمّ تأسيسها منذ قانون الجمعيات 2071 جمعية منها 252 تم إعتمادها سنة 2011، حيث تشكل المهنية 66 والدينية 585 والرياضية والتربية البدنية 294 و الفن والثقافة 104وأولياء التلاميذ 507 والعلوم والتكنولوجيا 7 ولجان الحي 267 والبيئة 24 والمعاقون 20 وحماية المستهلك 2 والشباب والطفولة 74 و سياحة وتسليات 12 ومتقاعدون ومسنون 1 والنسوية 13 والتضامن والأعمال الخيرية 51 والإسعافات 24 والصحية والطبية 1 و قدماء التلاميذ 19.
أما على مستوى التقسيم الجغرافي فعدد الجمعيات يبلغ 2071 جمعية موزعة على 20 دائرة كمايلي:
سطيف 381، عين أرنات 98، عين كبيرة 88، بابور 40، عموشة 75، بني عزيز 62، عين أولمان 136، قجال 79، صالح باي 107، عين أزال 115، بني ورتيلان 148، بوعنداس 77، بوقاعة 95، حمام قرقور 67، قنزات 53، ماوكلان 56، العلمة 205، حمام السخنة 47، بير العرش 88، جميلة 54.
نمادج لأنشطة جمعيات فاعلة
وتتنوع طبيعة نشاط الجمعيات في الميدان يبقى هو مربط الفرس و أساس و جودها، والحقيقة أن المجتمع المدني بولاية سطيف يعتبر إلى حد ما نشيطا، ويبقى العمل كبيرا حتى يؤثر فعلا في الحياة اليومية للمواطن والتكفل بانشغالاته في حدود إختصاصه وأن يكون همزة وصل بينه وبين السلطات العمومية.
ولعلّ الأهمية التي تعطى للمجمع المدني بولاية سطيف، هي التي دفعت جمعية المثقفين والإعلامين لولاية سطيف، وبالتنسيق مع الجمعيات القاعة في المجتمع المحلي إلى تنظيم ندوة مؤخرا، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية التعبير، بعنوان الإعلام الوطني و المجتمع المدني.
ولعلّ من أهم الجمعيات الفاعلة في المجتمع تلك التي تهتم بالشباب، منها رابطة نشاطات الهواء الطلق والترقية والتبادل، ورابطة النشاطات العلمية والتقنية وجمعية ترقية وإدماج الشباب، وجمعية الإعلام والإتصال، ومعظمها ينشط في إطار ديوان مؤسسات الشباب لولاية سطيف، والذي يقوم بدور فعّال مع هذه الجمعيات في الحياة الشبانية لولاية سطيف.
أما على المستوى الخيري، فيبدو أن المجتمع المدني السطايفي يبذل مجهودات لابأس بها، للتكفل بالطبقات الهشّة من المجتمع كالمعوقين والمتشردين والأيتام والعجزة والمرضى، ولعلّ أهم حدث سجل نهاية السنة الماضية، هو تكتل أزيد من 20 جمعية في إطار مجلس تنسيقي للجمعيات ذات الطابع الخيري لولاية سطيف، والذي قام بالعديد من النشاطات منها إحياء اليوم العالمي التحسيسي لمرضى التوحد، والاحتفالية الكبيرة التي قام بها بمناسبة المولد النبوي الشريف، والقافلة الطبية التي قادته إلى بلدية وادي البارد شمال الولاية في فيفري الماضي، رفقة العديد من الأطباء لمعاينة المرضى الفقراء بالمنطقة ومتابعتهم صحيا وإجتماعيا.
وللوقاية من داء السكري الذي يعرف انتشارا كبيرا، إن على الصعيد المحلي أو الوطني، احتضنت دار الشباب مفدي زكريا في مارس الماضي بمدينة عين الكبيرة شمال شرق ولاية سطيف يوما تكوينيا وتحسيسيا لفائدة مرضى السكري بالمنطقة المذكورة، من تنظيم جمعية الحياة لمرضى السكري بعين الكبيرة.
كما تعتبر جمعية الأجواد للتنمية الاجتماعية لولاية سطيف، من أنشط الجمعيات في الحياة الاجتماعية، وقد نظمت عدة أيام دراسية وتحسيسية حضرها الأخصائيون في الميادين التي عالجتها كمرض السرطان، وحماية الأطفال من العنف والاختطاف عقب الأحداث التي عرفتها البلاد في الشهور الماضية، والتي راح ضحيتها العديد من الأطفال الأبرياء عبر الوطن.
أما على الصعيد الثقافي، يعرف المشهد الثقافي بعاصمة الهضاب حركية مميزة، ساهمت فيها إلى حد كبير الجمعيات الثقافية الناشطة على تراب الولاية، والتي بلغ تعدادها أكثر من100 جمعية ذات طابع ثقافي، أعطت نكهة خاصة للثقافة بهذه الولاية الشاسعة جغرافيا والغنية بكنوزها الثقافية والتاريخية.
ولعلّ جمعية النبراس الثقافي، هي واحدة من أهم هذه الجمعيات، إذا لم تكن أولها على الإطلاق، وهذا نظرا لسمعتها التي تجاوزت حدود الولاية وإسهاماتها الجادة في بعث الحياة الفكرية والأدبية، من خلال تنظيم العديد من الندوات الهادفة.
وإذا استعرضنا بعض النمادج من أنشطتها التي لا تعرف التوقف على مدار السنة، تمكن الإشارة إلى تنظيم جمعية النبراس الثقافي ليوم أدبي صيف 2011 بحضور الفائزين بجائزة علي معاشي لرئيس الجمهورية في الشعر والرواية لسنة 2011.
وفي إطار احتفاليات الذكرى الـ50 لاسترجاع السيادة الوطنية، نظمت الجمعية؛ بإشراف مديرية الثقافة للولاية وبمساهمة لجنة الحفلات لبلدية سطيف؛ لقاء أدبيا مغاربيا دام يومين تمحور أساسا حول الأدب التحرري، اللقاء نشط فعالياته أدباء وأكاديميون من تونس والجزائر، كما نظمت في فبراير 2010 ملتقى وطنيا الأول من نوعه للقصة القصيرة الجزائرية تحت شعار (القصة القصيرة الجزائرية من التأسيس إلى التجنيس)، وهذا بمشاركة العديد من الأدباء والجامعيين والنقاد المتخصصين في هذا اللون الأدبي، وتساهم الجمعيات الثقافية بسطيف بالفعل في التنشيط الثقافي للولاية بالتنسيق مع مديرية الثقافة وباقي الفاعلين، والتي نذكر منها كذلك جمعية الأفاق والإبداع الثقافي بالعلمة وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والنادي العلمي لولاية سطيف، رغم قلة الإمكانيات المتوفرة لديها.
أما على الصعيد الديني، فإن جمعية العلماء والمسلمين بسطيف تلعب دورا كبيرا في نشر الوعي الديني والثقافة الأصلية وآخر أهم نشاط قامت به هو تنظيمها بعين ولمان لملتقى وطني بعنوان الوفاء والتواصل، في مارس الماضي، حضره أستاذة وشيوخ من عدة ولايات من الوطن، كما تسجل حضورا بارزا في العديد من التظاهرات الثقافية والدينية في معارض الكتاب والمناسبات الدينية والمنشورات التي تصدرها من حين لآخر.
كما تساهم العديد من الجمعيات في العديد من الأنشطة الاجتماعية الهادفة على مستوى الولاية، من خلال عمليات التبرع بالدم في المناسبات، وبدون مناسبة، ومساعدة الفقراء والمساكين والمرضى في المناطق النائية، خاصة في شهر رمضان المعظم، ورعاية الأيتام والعجزة والمعوقين، وتعتبر الكشافة الإسلامية رائدة في هذا الحراك التضامني.
غير أن الإشكال الحقيقي هو أن الأمر لا ينطبق على جميع الجمعيات، بل أن القليل منها فقط، من ينشط بكثافة في الميدان، معوضا النقص الملاحظ على بقية الجمعيات، ولكن بشكل عام يمكن القول، إن المجتمع المدني في سطيف نشيط ومؤثر إلى حد كبير في الحياة العامة،رغم الصعوبات التي يصادفها في الميدان وعلى رأسها قلة المقرات والأموال وهي الصعوبات التي تشترك فيها الأغلبية.
وتعاني الجمعيات من قلة التنظيم، وعلى سبيل المثال فإن أكثر من 90 % من الجمعيات المتواجدة عبر تراب مدينة العلمة، وهي ثاني اكبر مدينة بالولاية بتعداد سكاني يناهز الـ200 ألف نسمة، لا تقوم بمهامها، وأن الجمعية الوحيدة المهيكلة هي جمعية الهاوية لمولودية العلمة، وتعاني الجمعيات من غياب المقرات، حيث ينشط أعضاؤها في مواقع مختلفة منها المقاهي، ويعانون من التأخر في تقديم المبالغ المالية الخاصة بهم، وهذا ما يجعلهم يتأخرون في تقديم نشاطاتهم وبرامجهم السنوية، وهنا يتعين على الإدارة العمومية المعنية بالنشاط الجمعوي، وكل السلطات المختصة تقديم يد المساعدة لهذه الجمعيات، للسماح لها للقيام بدورها الحيوي في المجتمع، كقوة اقتراح وهمزة وصل بين المواطن والادارة، وفي نفس الوقت التخلص من الجمعيات النائمة والتي تستهلك الأموال دون مقابل تقدمه للمجتمع.
