الأســـواق الأســـبـــوعـــيـــة بـــولايـــة بـــومــــــرداس

رصيــــد تاريخــي واجتماعــي بأبعـــــــــــــــــــاد اقتصاديـــــــــــــــــــة

بومرداس: ز.كمال

 

 فــضــاءات تــوفــر الأريــحــيــة في الــبــيــع والــرفــاهــيــة في الــشـــــــراء..

لعبت الأسواق الأسبوعية ولا تزال تلعب دورا اقتصاديا وتجاريا مهما في حياة المواطنين والناشطين في مختلف القطاعات المنتجة خصوصا الفلاحية، فيما تحمل البعض منها أبعادا اجتماعية ورمزية تاريخية لا تزال مصقولة في وجدان كبار السن الذين ارتبطوا روحيا وجسديا بهذه الفضاءات التي شكلت نقطة التقاء أسبوعي ومنبر لتبادل الأخبار والمعلومات وقضاء الحاجات العائلية إلى جانب عملية التسوق وبيع المنتجات قبل أن تكون مصدر ثروة للبلديات.

لازمت الأسواق الأسبوعية الحركة التجارية والاقتصادية وحتى الاجتماعية للمواطن والعائلات الجزائرية باعتبارها فضاء متعدد الخدمات والمنفعة، حيث لا يزال البعض منها خصوصا القديمة منها كسوق يوم الاثنين ببلدية بغلية، سوق الخميس ببلديتي خميس الخشنة ويسر بولاية بومرداس وأيضا سوق الجمعة ببلدية بودواو تمثل حضورا قويا في الضمير الجمعي بالأخص بالنسبة للتجار وكبار السن الذين لازموا هذه الفضاءات التجارية وحافظوا على موعدها الأسبوعي المقدس باعتبارها مكان مفضلا للتسوق واقتناء ما يلزم من حاجيات ومواد غذائية كالخضروات والفواكه، الملابس، الأواني المنزلية وكل ما يباع ويشترى بأسعار معقولة وغير مقننة وفي متناول العائلات الميسورة ومتدنية الدخل وكل سلعة خاضعة لمبدأ التفاوض بين المشتري والبائع وهم أغلبهم من الفلاحين المنتجين الذين يعرضون منتجاتهم في هذه الفضاءات.
 ولعبت هذه الأسواق دورا اجتماعيا وحتى ثقافيا على مرّ التاريخ ومركزا للتواصل مع الأقارب بسبب غياب الهاتف ووسائل الاتصال سابقا وقضاء الحاجات العائلية في جلسات المقاهي ونكهات الشاي التقليدي.
الى جانب دورها التاريخي والنضالي إبان الحركة الوطنية الى ثورة التحرير المجيدة حيث شكلت همزة وصل لعمليات التخطيط والتنسيق وتبادل المعلومات ونقلها بين المجاهدين وقادة الثورة بحسب الكثير من الدراسات التاريخية والاجتماعية وشهادات مناضلي الولاية الثالثة التاريخية.
ســـــــــــــــــــوق تيجلابـــــــــــــــــــين.. القلـــــب النابض للبلديــــــة
ورغم انحصار هذا الدور الاجتماعي بالنسبة لعدد من الأسواق الأسبوعية التاريخية بسبب العصرنة والتحولات التكنولوجية، الى أن دورها الاقتصادي والتجاري لا يزال حاضرا وبدرجات متفاوتة خاصة مع بروز فضاءات تجارية حديثة بأنشطة مستحدثة أقرب الى حياة المواطن وجيل اليوم منها سوق السيارات لتيجلابين التي تعتبر القلب النابض للبلدية ومصدر الدخل الأساسي للخزينة المحلية بفضل عملية الكراء التي تعدت في الصفقة السابقة 17 مليار سنيتم ساهمت في دعم ميزانية التسيير والاستثمار وتمويل مختلف مشاريع التهيئة الحضرية وتجسيد المشاريع العمومية المبرمجة لفائدة سكان المنطقة.
وتلعب سوق المركبات الأسبوعية للمركبات ببلدية تيجلابين أو بورصة السيارات المستعملة مثلما يعرف بين الرواد الممتد على مساحة 14 هكتار منها 8 هكتار مستغلة دورا اقتصاديا محوريا هاما ومحطة تجارية تستقطب عشرات الناشطين من تجار وباعة منذ إعادة افتتاحه سنة 2024 بعد ثلاثة سنوات من الغلق لأسباب عديدة منها مخلفات جائحة كورونا التي أدت الى فسخ الصفقة السابقة قبل إعادة إطلاق مزايدة جديدة شارك فيها 10 متعاملين اقتصاديين سمحت بمنح حق الاستغلال لمدة ثلاثة سنوات، في انتظار تجسيد مشاريع التهيئة الشاملة التي استفاد منها بحسب تصريحات رئيس البلدية إبراهيم خداجي.
بدورها، تلعب السوق الأسبوعية لبلدية بغلية بعدا اقتصاديا هاما للمنطقة وفضاء تجاريا حيويا للمواطنين وأرباب الأسر، حيث تستقطب كل يوم اثنين تجار وباعة من مختلف ولايات الوطن مع التركيز أكثر على الأنشطة والمنتجات الفلاحية وأعلاف الحيوانات التي يكثر عليها الطلب بسبب الطابع الفلاحي وانتشار نشاط تربية الأبقار، ورغم هذه الفائدة الاقتصادية ومورده المادي الذي تعدى في السنوات السابقة 1.6 مليار سنتيم قيمة الكراء السنوي إلا أنها لا تزال تعاني من نقص التهيئة وغياب المرافق الضرورية مع تأخر مقترح تغيير مكانه الى خارج مركز البلدية بسبب الضغط والازدحام المروري الكبير.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19751

العدد 19751

الجمعة 18 أفريل 2025
العدد 19750

العدد 19750

الأربعاء 16 أفريل 2025
العدد 19749

العدد 19749

الثلاثاء 15 أفريل 2025
العدد 19748

العدد 19748

الإثنين 14 أفريل 2025